لم يكن يتخيل أحد أن تصبح الجامعة مكانا للتحرش بالفتيات.. لكن حتي مكان العلم والقدسية لم يسلم من ظاهرة التحرش التي لاتقتصر علي تحرش الذكور بالأناث, بل هناك فتيات يتحرشن بالشباب حتي وصل الأمر إلي أساتذة الجامعة الذين لم يسلموا من التحرش.. فيري عمر محمد طالب بكلية الحقوق أن ملابس البنات ليست السبب الرئيسي في لانتشار الظاهرة, متذكرا ملابس البنات السبعينيات التي كانت عارية أكثر من الوقت الحالي ورغم ذلك لم تكن الظاهرة منتشرة. بينما تري بسمة محمد طالبة بكلية التجارة أن ملابس البنات من الأسباب الرئيسية المؤدية للتحرش وكذلك التحرر في موضة الملابس والألوان الزاهية اللافتة والتي تثير الشباب وتدفعهم إلي المعاكسات والتحرش. ويرجع محمد ممدوح طالب بكلية الصيدلة السبب الرئيسي للظاهرة انتشار المنشطات وخاصة الفياجرا. وتلقي هبة محمد طالبه بكلية آداب باللوم علي انتشار المواقع الاباحية والذي ساعدت بدرجة كبيرة في انتشار الظاهرة حيث صنفت مصر في المركز الثاني علي العالم في البحث عن هذه المواقع وأيضا التأثر كثيرا بالعولمة والتفتح واخذ مالا يتناسب مع الدين الإسلامي من الغرب مما أدي إلي إنحدار مستوي الأخلاق والتأثر بالحضارة الغربية ومحو الحضارة الشرقية تدريجيا. وتؤكد لميس عبدالله طالبة بكلية تجارة أن أخلاق الشباب في إنحدار والعادات والتقاليد علي وشك الاختفاء بسبب غزو الافكار الغربية داخل المجتمع الشرقي. وتكشف الدكتورة إيناس عبدالفتاح أستاذة مساعد علم النفس بكلية آداب جامعة عين شمس عن أن ظاهرة التحرش زادت داخل مجتمع الجامعة في هذه الفترة كما أنها انتشرت حتي وصل التحرش للأساتذة أنفسهم, قائله إن سلوكبات الشباب تهدف إلي اثارة بعضهم والتحرش الآن لم يعد يقتصر علي الشباب فقط بل أصبح للفتيات جرأة بقيامهن بالتحرش بالشباب أيضا. وترجع هذه السلوكيات الخاطئة للتنشئة الخاطئة من قبل الوالدين فأضطراب العلاقات الأسرية والتفكك الأسري وفي معظم الحالات انفصال الوالدين يؤدي إلي غياب القيم والعادات وخروج جيل من الشباب غير متوافق نفسيا وغير متوازن اجتماعيا واخلاقيا. وأشارت إلي أن أحد عوامل انتشار التحرش غياب القدوة الحسنة للشباب سواء في المنزل أو في الحياة بشكل عام وخاصة في المدارس والجامعات والبيوت. وقالت إن المستحدثات كالانترنت والفضائيات ساعدت بدرجة كبيرة في انتشار الظاهرة, حيث اتيح للشباب حرية الافعال دون الكشف عن هويتهم علي الانترنت وكثرة التعرض للفضائيات التي تعرض برامج وأفلاما غير لائقة, بالاضافة إلي ظهور نوع جديد وخطير من التحرش والإبتزاز عن طريق استخدام الهواتف النقالة بطرق غير شرعية ومنافية للأخلاق عن طريق استخدام الكاميرا الملحقة بالهواتف في تصوير أجزاء من أجسام الفتيات دون علمهن وإرسال الصور للهواتف الأخري عبر البلوتوث إلي كل شباب الجامعة وأيضا نشرها علي مواقع الانترنت. وتري أن السينما لعبت دورا كبيرا في الآونة الأخيرة في زيادة التحرش خاصة بعد زيادة عرض المشاهد المثيرة والجريئة والمحرضة للتحرش. وأشارت إلي أن الأساتذة بدأوا في تناول الظاهرة داخل الحرم الجامعي عن طريق تناولها في رسائل الماجستير والدكتوراه مثل الرسالة المقدمة من الطالبة مريم سمير لورانس للحصول علي درجة الماجستير في الأداب تحت اشراف استاذ مساعد الدكتور محمد محمود نجيب بكلية الآداب والتي بعنوان العلاقة بين عوامل الشخصية الخمسة الكبري وأساليب مواجهة التحرش الجنسي لدي طالبات الجامعة. ويؤكد دكتور خالد أبو جندير الأستاذ بجامعة الأزهر أن موضوع التحرش داخل الجامعة يرجع إلي الشباب أولا قائلا إنه يجب عليهم النظر للفتاة علي إنها اخته وزميلته في الكلية ويحافظ عليها بدلا من التحرش بها. واستشهد بحديث الرسول( صلي الله عليه وسلم) من يضمن لي مابين لحييه ومابين رجليه اضمن له الجنة فهذا الحديث يؤكد أن الشاب المسلم عليه أن يحفظ غيره من لسانه ومن فرجه وأيضا غض البصر حتي يصنع رقابة فلدي الشباب الأن طاقة مكبوته ولا يجد أمامه سوي البنات في الجامعة للتحرش لها وتخريج هذه الطاقة المكبوته. وأوضح أن الفتاة لها دور في عملية التحرش فلا ينبغي عليها أن تخرج من بيتها متبرجة مستدلا بقول الله تعالي ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فالبنت ينبغي أن تمتنع عن اظهار مفاتنها ويجب عليها الاحتشام في ملابسها حيث لامانع لظهور اليد والوجه لكن المفاتن تعتبر من المحرمات. وقال إن لوسائل الإعلام دورا في زيادة ظاهرة التحرش حيث تصنع بعض الصحف من المرأة سلعة رخيصة بنشر صور مثيرة لها بهدف زيادة البيع وزيادة الربح وأيضا الاعلانات في التلفاز التي ليس عليها رقيب. وحذر من دور الانترنت الذي يعتبر قنبلة موقوتة تهدد شباب المسلمين فهناك دول تريد تحطيم شباب العرب عن طريق نشر الافلام والمواقع الأباحية فالشاب لم يتزوج وهذه الأفلام والمواقع تجعله يتحرش بالفتيات داخل الجامعة التي لايجد بديلا غيرها أمامه, فالانترنت ينشر أشياء عبارة عن سموم تخترق جدار الأمة الإسلامية.