ليت الذين يهاجمون الإعلام ويتهمونه بانه يقود حملة تشويه الدستور الجديد يراجعون انفسهم ويقدمون ادلة اتهامهم, وأشير هنا إلي ما قاله الدكتور محمد البلتاجي عضو الجمعية التأسيسية أمام ندوة أمس الأول بجامعة حلوان والتي ذهب فيها إلي اتهام الإعلام بتبني حملة تشويه مخططة وتهيئة الساحة إلي حل الجمعية, وبالتأكيد ان هذا الطرح يحمل مغالطات كثيرة ويبتعد عن لب الحقيقة, إلا إذا كان الدكتور البلتاجي يريد من الإعلام السير في ركاب من يريدون تمرير الدستور دون مناقشة نقاط العوار وكشف اوجه القصور ومساعدة المواط واللافت للنظر في خضم المناقشات المحتدمة حول الدستور ان الدكتور البلتاجي يكاد يكون الوحيد في الجمعية التأسيسية الذي لا يريد أي قصور في المسودة المطروحة للدستور بل انه يري ان أي معارضة لما هو مطروح هدفها تعطيل الدستور ونشر الفوضي واحراق البلد وغير ذلك من اتهامات طالت كل الذين يرون في مسودة الدستور ملاحظات يجب تداركها علي اساس ان الدستور ليس ملكا لطاقة أو فصيل معين بل هو ملك لعموم الشعب ومن حق أي مواطن ان يبدي تحفظاته ويطرح مخاوفه بحرية كاملة دون أن يتهم من احد بالتآمر علي البلاد. ومن يراجع التحفظات والملاحظات علي مسودة الدستور سيتأكد من براءة الإعلام وسيكتشف انه ما من فئة قليلة أو كبيرة الا ولديها تحفظات علي المسودة وأولهم من يتظاهرون اليوم فيما يعرف بمليونية تطبيق الشريعة, ثم حذ عندك القضاة, الصحفيين, العمال, الفلاحين, المعلمين, الاطباء, الاقباط, الأزهر, المرأة, منظمات حقوق الانسان, ثم الاحزاب, والتنظيمات السياسية, والائتلافات الثورية, كل هذه الفئات معترضة علي الدستور ولها ملاحظاتها المشروعة ورؤيتها المحترمة التي تقتضي الامانة الصحفية والإعلامية طرحها بكل موضوعية, فهل يعني ذلك في نظر الدكتور البلتاجي تحريضا علي حل الجمعية التأسيسية وحرق البلد؟ ان احراق البلد يأتي بتكميم الافواة والاستئثار بالقرار, واطلاق اتهامات التآمر والتخوين والتكفير والتقسيم وكأن مصر بيعت لفصيل من الناس يقررون ويشرعون دون سواهم وعلي الباقين السمع والطاعة, لا ياسادة إذا كنتم تظنون ذلك فانتم واهمون.. واهمون.