ضحي نصف مليون مواطن بورسعيدي بالبيئة المحيطة بهم لذبح أضحية عيد الأضحي المبارك, حيث تحولت شوارع المدينة وميادينها وحواريها بجميع الأحياء الراقية والشعبية الي مستنقع كبير لمخلفات الذبح, ونهر من دماء الأضاحي, وضاعت مناشدات المحافظ أحمد عبدالله المتعلقة بعدم الذبح خارج السلخانة في الهواء.. وتحول الأمر الي مأساة مع اختلاط مخلفات الأضحية بالقمامة والتي لم تجد من يرفعها خلال أيام العيد لسفر العمالة الوافدة وغياب القيادات التنفيذية ومعظم رؤساء الأحياء عن المدينة اعتبارا من يوم الوقفة الخميس الماضي. وفي جولة الأهرام المسائي داخل شوارع بورسعيد علي مدار أول وثاني أيام العيد سجلت السطور بقية المشهد الفوضوي بالمدينة, والمرتبط بالأضحية واللحوم والجلود, حيث غمرت الأسواق الشعبية التي يرتادها البسطاء ومحدودو الدخل, أنواع رديئة من اللحوم بعضها مجهول المصدر ومعظمها مستورد أو مذبوح خارج السلخانة والضمير معا. وقال محمد الشحات) تاجر(: إن أسعار اللحوم الجيدة فاقت كل وصف في بورسعيد حيث تعدت معظم الانواع المائة جنيه. أضاف, أن هذه اللحوم الرديئة ومن يقف وراءها من مافيا لا ترحم أجساد الملايين. ويسجل د. أحمد الحمامصي) صيدلي( ملاحظة في تراجع ذبح الاضاحي ببورسعيد بصفة عامة خلال العيد, بسبب تدهور الحالة التجارية بالمدينة وارتفاع أسعار الأضحية بصفة عامة. ويقول إن بورسعيد كانت علي رأس المحافظات من حيث اعداد الاضاحي المذبوحة بالأعياد) أثناء فترة ازدهار المنطقة الحرة بالمدينة(, موضحا أنه وعلي الرغم من التراجع الحالي إلا أن الخير مازال موجودا في بورسعيد, مشيرا الي ان حالة التكافل الاجتماعي الرائعة السارية بالمدينة, والتي يغطي خلالها الشرفاء والطيبون من أثرياء وتجار المدينة حاجة البسطاء من أجود أنواع اللحوم. ويكشف خالد الألفي المتخصص في مجال الجلود عن انتظام العمل بمنظومة الجلود وسط فوضي الذبح السارية بالمدينة بصفة عامة, مشيرا الي استيعاب تجار الجلود للكميات الناجمة عن الذبح بالسلخانة وخارجها, الي جانب جمعية كفالة اليتيم التي تقبل تبرعات المواطنين بالجلود, ويقول إن جلود بورسعيد تجد طريقها لمدابغ القاهرة والاسكندرية لعدم وجود مدابغ ببورسعيد.