الأعياد في الاسلام عيدان فقط هما الفطر والأضحي فقد ورد أن النبي صلي الله عليه وسلم عندما دخل المدينة وجد لاهلها يومين يلعبون فيهما فقال صلي الله عليه وسلم ماهذا اليومان قالوا هذان يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال صلي الله عليه وسلم قد أبدلكم الله خيرا منهما الفطر والأضحي ولبيان فضل هذين العيدين نجد أن حكمة الله عز وجل اقتضت أن يكون كل منهما عقب فريضة وركن من أ ركان الاسلام فعيد الفطر يأتي عقب فريضة الصيام وعيد الأضحي يأتي مواكبا لفريضة الحج فتأمل لبيان فضل عيد الأضحي نجد ان القرآن الكريم والسنة المشرفة قد أفاضا في الحديث فآيات القرآن الكريم الناطقة بفضل عيدالاضحي وماقبله يوم عرفة ومابعده التشريق كثيرة منها قوله تعالي'فصل لربك وانحر' الكوثر آية'2' وقوله جل شأنه' واذكروا الله في أيام معدودات' قال صاحب فتح الباري عن ابن عباس قال الأيام المعلومات يوم قبل التروية ويوم الترويه ويوم عرفة والأيام المعدودات يوم العيد وأيام التشريق والأضحي يأتي بعد أيام مباركات هي العشر الأوائل من ذي الحجة ومعلوم أنها تسعة وعاشرها يوم العيد فذكرت عشرة جريا علي التقليب وفي بيان فضل هذه الأيام يقول النبي صلي الله عليه وسلم' مالعمل في أيام أفضل منها في هذه قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولاالجهاد في سبيل الله الا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء' فيشرع للمسلم أن يستقبل هذه الأيام بالصوم والمسارعة في أعمال الخير والبر والذكر لقوله تعالي'وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين' وأيضا قوله تعالي' وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وكذلك اليوم الذي يسبق عيد الأضحي هو يوم من أفضل أيام السنة قال صلي الله عليه وسلم' مارؤي الشيطان يوما هو أضعف ولاأغيظ ولاأحقر منه يوم عرفة وروي عن عمر بن الخطاب قال أن رجلا من اليهود قال ياأمير المؤمنين ان اية في كتابكم تقرأونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاأتخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي أية قال'اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا' قال عمر قد عرفنا هذا اليوم الذي نزلت فيه علي النبي صلي الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة وروي قريب منه عن بن عباس رضي الله عنهما و من السنة أن يغتسل المسلم غسل العيد ويتطيب ويلبس أحسن ماعنده من ثياب حبذا الأبيض منها روي هذا عن الامام مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يغتسل قبل الخروج للمصلي وعن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب قالا السنة عندنا أن يغتسل يوم العيدين قال الشافعي كان مذهب سعيد وعروة في أن الغسل يوم العيدين سنة أنه أحسن وأعرف وأنظف و أن قد فعله قوم صالحون ومن السنة الصلاة في الخلا ء مالم يمنع من ذلك مانع كمطر ونحوه وحكم صلاة العيدين أنها سنة مؤكدة علي الراجح وذهب أبو حنيفة وتابعه شيخ الاسلام ابن تيمية في القول بوجوبها واذا خرج المسلم للمصلي يستحب أن يخالف طريق العودة لقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان النبي صلي الله عليه وسلم اذا كان يوم عيد خالف الطريق وقيل في تعليل ذلك لينال بركة الطريق وقيل لاظهار شعائر الله فتأمل ويسن التكبير من فجر يوم عرفة حتي عصر آخر أيام التشريق لقوله تعالي' ولكل جعلنا منسكا ليذكر الله علي مارزقهم من بهيمة الأنعام' ويحضر صلاة العيد كل المسلمين حتي أن النبي صلي الله عليه وسلم أمر أن تخرج الحائض والنفساء ليشهدن الخير لكن يعتزلن المصلي. وقد شرعت الاعياد لحكم ومقاصد سامية منها أن تكون فرصة للترويح عن النفس ووسيلة للتسلية وتسكين الهموم والأحزان لقوله صلي الله عليه وسلم' روحوا عن القلوب بساعة بعد ساعة فان القلوب اذا كلت عميت' وأيضا لتجديد المحبة والمودة والتزاور بين الأقارب والأصدقاء وكذا شرعت لمساعدة المحتاجين وتفريج كرب المكروب منهم وادخال السرور علي المحزونين لقوله صلي الله عليه وسلم' من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يو م القيامة' فالعيد اذا فرصة لصلة الرحم وخاصة المقطوع منها وماأجمل العادات المصرية أن يخرج الناس من مصلي العيد فيمرون علي الجيران والأصدقاء فيتصافحون ويتعانقون ويهنيء بعضهم بعضا بالعيد ويعطون الأطفال العيدية لادخال السرور علي الجميع وسمي العيد عيدا كي يكون يوم فرح وسرور فلا ينبغي تحويله الي يوم استدعاء الأحزان أو الافراط في الفرح وخروج النساء سافرات إن يكون الاختلاط في النوادي والشواطيء والحدائق العامة والذهاب لاماكن المعصية للاحتفال بالعيد يقول النبي صلي الله عليه وسلم عن يوم العيد وأيام التشريق انها أيام أكل وشرب وذكر وأنت أخي المسلم من مكانك هنا تشارك الحجيج بقلبك وعقلك ووجدانك بذكر الله رب العالمين وتعظيم هذه الشعيرة العظيمة لقوله تعالي' ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوي القلوب اعاده الله علينا وعليكم وعلي الأمة الاسلامية بالخير.