منذ سنوات بدأ بعض المواطنين في جنوبسيناء في التعدي علي أراضي الدولة وذلك بالاتفاق مع أشخاص لهم القدرة علي تطويع القوانين لصالح المتعدين سواء كان بالحق أو بالباطل ويكمل مثلث الفساد مقاول منعدم الضمير يقوم بالبناء في جوف الليل علي أرض يعلم تماما أنها ملك الدولة وينتظر الجميع حتي يتم تقنين الأوضاع فالتقنين قادم لا محالة وبعدها تتم صفقة بين من لا يملك( المتعدي علي الأرض) ويبيع لمن لا يستحق لأنه يعلم أنها ليست ملك البائع حتي يستطيع الاثنان( من لا يملك ومن لا يستحق) أن يسلبا صاحب الحق الأصيل حقه فيما يملك وفيما يستحق( الدولة هي صاحب الحق السليب). وقد أصدر رئيس الوزراء قرارين في هذا الشأن الأول منهما138 لسنة2006 بتوصيل المرافق للعشوائيات والثاني148 لسنة2006 بتقنين الأوضاع للمتعدين علي الأراضي قبل2006/8/1 ويربطون ذلك بإنتخابات مجلس الشعب أو الشوري القادمة. ومن جبروت هذه المافيا التي بلغ إجمالي تعدياتها في محافظة جنوبسيناء أكثر من1500 تعد علي مستوي جميع المدن لم تتمكن السلطة التنفيذيةالممثلة في المحافظة ومجالس المدن من إزالتها وإنما تصدر قرارات بالازالة فقط والويل كل الويل للقائمين علي تنفيذ هذه القرارات وآخرها وليس بآخر الواقعة الشهيرة بمدينة دهب بتاريخ12 مارس الماضي حينما قام صاحب كافيتريا في منطقة المسبط بإنشاء كافيتريا بدون ترخيص في حرم البحر وصدر من مجلس المدينة قرار إزالة لها وفوجيء الموظفون القائمون علي التنفيذ بأصحاب الكافيتريا واعوانهم يعتدون عليهم وأحدثوا تلفيات باللودر وأصابوا سائق اللودر بل وزاد الطين بلة أنهم أحدثوا إصابات بأنفسهم واتهامهم الموظفين بالاعتداء عليهم وهكذا في لحظات تحولوا موظفو مجلس مدينة دهب منفذو القانون إلي جناة والجناة الحقيقيون المتعدون علي حرم البحر أصبحوا مجنيا عليهم وأصبح هم الموظفين الغلابة هو البحث عن محام ليدافع عنهم علي نفقتهم الخاصة وهم يملكون قوت يمومهم بالكاد. أما في مدينة شرم الشيخ فقد تحولت منطقة الرويسات إلي أكبر تجمع للمتعدين علي أراضي الدولة بل وصل الأمر إلي دعوة البعض لأقاربهم للحاق بقاطرة التعديات وقام موظف سابق بمجلس المدينة بالتعدي علي مساحة حوالي4000 م2 وقام بإحاطتها بسور والبناء بداخلها. وهناك مئات من حالات التعديات والجميع يعلمون أنه لن يقترب منهم أحد خوفا علي الحركة السياحية فقد قالت شخصية أمنية كبيرة سابقة إن تنفيذ الازالات يحتاج دراسات أمنية تستغرق وقتا طويلا وفي النهاية تكون نتيجة الدراسة عدم التنفيذ خوفا علي السياحة.. وهكذا زادت التعديات علي أراضي الدولة. أما في مدينة طور سيناء عاصمة المحافظة فقد زادت التعديات زيادة كبيرة حتي بلغت أكثر من150 حالة تعد بل إن عدوي التعديات طالت الشعبيين فقد قام أبناء أحد الجالسين تحت القبة بالتعدي علي مساحات بلغت40 فدانا وقام آخر بالتعدي علي الأرض المقابلة لمنزله بدعوي تشجيرها وتجميلها وبذلك تحول حماة القانون والتشريعات إلي شخصيات تتعدي علي الأراضي ملك الدولة وتتصدي للقانون الذي يحكم الجميع وهكذا إنتشرت التعديات علي إملاك الدولة في جميع المدن تقريبا حتي أصبح الاستثناء هو القاعدة وأصبح التعدي فرصة لا تعوض والشخص غير المتعدي شخصا ساذجا ولا يعرف كيف يستغل الفرص والظروف. إن هذه التعديات الصارخة علي أراضي الدولة في محافظة سياحية عالمية تحتاج إلي تدخل اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء الذي تولي المحافظة منذ شهور قليلة وهي مثقلة بعدد كبير جدا من التعديات. وأيضا مطلوب قرار حاسم من د.أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بمنع تقنين أوضاع الأراضي لواضعي اليد بعد2006/8/1 حتي يقطع الطريق علي الطامعين وحتي لا تصبح جنوبسيناء هي محافظة العشوائيات.