من عجائب الزمن في مصر أن الملايين يحفظون عن ظهر قلب أسماء نجوم الكرة المفضلين لديهم.. وان المسئولون يرددون علي الدوام الاهتمام بالقاعدة وتدعيم فرص اكتشاف المواهب الصاعدة في مصر. دون النظر باحترام وتوفير دعم كامل إلي القاعدة الحقيقية ومسقط رأس نجوم الكرة في مصر وهي مراكز الشباب وليس قطاعات الناشئين. مصر تعاني حاليا من إهمال تام تسبب فيه النظام السابق ومنظومته الادارية في مجال الرياضية التي حصرت دور مراكز الشباب في حشد الانصار لملف التوريث من الشباب صغار السن وتناسوا الدور الحقيقي لها وهو اكاديميات تخريج دفعات جديدة سنويا من مواهب كرة القدم. وليس صحيحاأن رموز الكرة من لاعبين كبار حققوا الكثير عبر مشوارهم ولايزالون يقدمون العطاء, واخرين صاعدين بسرعة الصاروخ هم نتاج طبيعي لقطاعات الناشئين في انديتهم او اندية اخري. من يبحث في السيرة الذاتية لكبار النجوم في مصر سواء الكبار أو الشباب يجد ان البداية كانت عبر بوابة مركز شباب مغمور, لمعوا فيه بعد ان كتبوا السطر الاول في مشوارهم الكروي ومنه انتقوا الي الاندية واصبحوا حديث الصباح والمساء. وهناك نماذج من الفئتين الكبير والصغير في الكرة المصرية حاليا لايزالون يلعبونها اتوا من مراكز الشباب وبأسعار زهيدة جدا وعن طريق المصدفة. أبرز الاسماء هو أحمد حسن37 عاما ال كابتن المنتخب الوطني وعميد لاعبي العالم وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات تحقيق البطولات والالقاب برفقة الفراعنة أحمد حسن صاحب التاريخ الاكبر في الكرة المصرية إبن من أبناء مراكز الشباب, فهو تخرج لأول مرة كلاعب كرة وذاعت نجوميته من مركز شباب مغاغة الذي ينتمي الي محافظة المنيا, وهو البوابة التي قدمته كلاعب كرة قدم, وتربي احمد حسن في مغاغة وهو في مستهل مشواره الكروي, حتي ألتقطه نادي اسوان وهو في السابعة عشرة من عمره وظل يلاحقه حتي نجح في الحصول علي خدماته ومنه انتقل الي الاسماعيلي ثم خاض10 مواسم متتالية في اوروبا لاعبا محترفا, قبل ان يعود ليقضي اخر سنواته في ناديي الاهلي والزمالك, واحمد حسن أظهر انتماء كبيرا لمركز شباب مغاغة الذي صنع منه نجما عندما تحمل في مارس الماضي عبء سداد رواتب الفرق الرياضية في النادي بعد قرار اتحاد. الكرة, بإلغاء الموسم الكروي2012/2011 بسبب مذبحة بورسعيد وقدم النموذج الرائع في الانتماء وعدم نسيان الأصل. ولم يكن موقف احمد حسن سوي رد جميل للمركز الذي صنع منه لاعبا كبيرا نجح في احراز لقب كأس الامم الافريقية4 مرات منها مرتان قائدا للمنتخب بالاضافة الي الوصول الي عماده لاعبي العالم بوصفه صاحب اكبر عدد من المشاركات في المباريات الدولية ومن العميد إلي السد العالي, عصام الحضري39 عاما حارس مرمي فريق المريخ السوداني ووصيف احمد حسن في ارتداء شارة قيادة المنتخب. عصام الحضري الحارس الافضل في تاريخ الكرة المصرية هو أحد المواليد الكروية لمراكز الشباب في مصر, ومنها تخرج ووصل الي ماهو عليه الان. عصام الحضري معروفا لدي الجميع بإنه حارس أتي للاهلي في ريعان الشباب عام1996 قادما من نادي دمياط, ولكنه لم يكن من أبناء النادي في الاساس. وكانت بداية الحضري في عالم حراسة المرمي من خلال مسقط رأسه كفر البطيخ, وعبر مركز شباب كفر البطيخ الذي ظهرت خلاله موهبته الاولي كحارس مرمي, وبعدها التقطته العيون في دمياط لينضم الي صفوفه فريقه في القسم الثاني ومنه اختاره رود كرول في منتخب الشباب ثم المنتخب الاوليمبي مواليد1973 حتي انضم للاهلي وبدأ رحلة النجومية وعندما تنظر الي الحضري تجد انه حقق مالم يحققه اي حارس مرمي في تاريخ الكرة المصرية, فهو الحارس الاول في افريقيا منذ عام2006 وحتي الان, والحارس الاكثر حصولا علي الالقاب برفقة منتخب بلاده برصيد4 بطولات كأس امم افريقيا وشارك في كاس العالم للقارات مرتين عامي2009,1999. ويبرز إسم اخر وهو أغلي مهاجم في تاريخ الكرة المصرية, وهو محمد ناجي جدو28 عاما هداف الاهلي والمنتخب الوطني والحائز علي لقب هداف كأس الامم الافريقية في انجولا2010 اخر مشاركات الفراعنة برصيد5 اهداف محمد ناجي جدو يعرفه الجميع علي انه موهبة اتت للاهلي من الاتحاد السكندري في صيف عام2010 مقابل7 ملايين و500 الف جنية بخلاف2 مليون جنية اخري مابين غرامات ورسوم انتقال, ليصبح هو اغلي المهاجمين في الكرة المصرية. ممحمد ناجي جدو بدأ حياته مع الكرة لاعبا مغمورا في مركز شباب حوش عيسي, بمحافظة البحيرة حيث مسقط رأسه, وظهرت موهبته مبكرا, حتي التقطه عيون الكشافين في نادي دمنهور اكبر اندية المحافظة لينضم الي صفوف الاخير في دوري الدرجة الثانية ويبدأ مشواره هناك وهو في الثامنة عشر, ولكنه لم يستمر طويلا بعد ان خطف سريعا انظار الاسكندرانية اقرب المحافظات الكروية الي البحيرة وذهبوا للتعاقد معه وضمه الي صفوف الاتحاد قبل ان يتجاوز العشرين عاما. ومع الاتحاد لعب جدو6 اعوام متصلة اصبح خلالها من اهم رموز الكرة في النادي وانضم الي المنتخب الوطني لاول مرة عام2009 ومنه شارك في العام التالي بأمم افريقيا ليصبح هداف البطولة برصيد5 اهداف, ويعود ليجد الاهلي والزمالك يدخلان صراع شرس للحصول علي خدماته, وعندما فاز جدو بالكأس مع االمنتخب وايضا لقب الهداف, اقام سكان منطقة حوش عيسي احتفالات واسعة واحتفوا بأسرة اللاعب وبات رمزا هناك. الكثيرون يعتبرون ان وائل جمعة هو افضل مدافع عرفته الملاعب المصرية عبر تاريخها الطويل, بفضل الاداء الثابت الذي ظهر عليه طيلة الاعوام الاثني عشر الاخيرة ووصوله الي سن السابعة والثلاثين وهو سن متقدم جدا بالنسبة الي المدافعين ومحافظا علي مكانته في تشكيلة الاهلي والمنتخب الوطني الاساسية وائل جمعة لم يكن خريج الكرة الاهلاوية أو نجما اشتراه الاحمر من غزل المحلة عام2001 عندما حاز علي لقب افضل لاعب في بطولة كاس العالم العسكرية. وائل جمعة الذي لايختلف عليه اثنان في احقية حصوله علي لقب افضل مدافعي التاريخ هو في الاساس خريج لمراكز الشباب, حيث كانت بدايته الحقيقية في التسعينيات عبر بوابة مركز شباب الشين في الغربية الذي لمع خلاله وبرز بشدة معه لتلتقطه عيون الخبراء في نادي غزل المحلة حينما كان يهتم الاخير بمراقبة المواهب الصغيرة في مراكز شباب المحافظة لينضم الي فريق الكرة ويصبح من اهم مدافعيه لعدة اعوام حتي اشتراه الاهلي مقابل600 الف جنية وبعد صراع مع الزمالك عام2001 وهو رقم قياسي في ذلك الوقت ومنه الي الظفرة الاماراتي قبل ان يلعب للاهلي حتي وفاته في الثالثة والعشرين ربيعا من الجيل الجديد يوجد صاحب اهم انجاز مسجل للكرة المصرية في بطولات كأس العالم للشباب وهو محمد ابراهيم20 عاما صانع العاب الزمالك وابرز موهبة شابة في مصر حاليا واصغر لاعب في تشكيلة المنتخب الوطني الاول. محمد ابراهيم لاعب الزمالك والمنتخب الوطني ليس ابن من ابناء قطاع الناشئين, ولكنه لاعب كرة مغمور بدأ حياته في مركز شباب أبوالمطامير في محافظة البحيرة ومنه انتقل الي نادي كروم جناكليس والتقطته عيون محمود سعد الذي ضمه الي قطاع الناشئين في الزمالك ومرت الاشهر سريعا ليختاره حسام حسن قبل3 اعوام, وهو في السابعة عشرة من عمره للعب مع الفريق الاول. وابن مركز شباب ابوالمطامير ساهم في حصول منتخب الشباب علي بطاقة التأهل الي نهائيات كاس العالم للشباب تحت21 عاما في كولومبيا العام الماضي حينما سجل اول هاتريك و3 اهداف للمنتخب في مباراة واحدة خلال الدور الاول وهو انجاز لم يحققه اسماء اخري لامعة في الكرة المصرية وبات اللاعب المصري الوحيد الذي يسجل هاتريك في بطولات كأس العالم في مختلف مراحلها السنية من الناشئين الي الكبار.