مازالت أزمة أصحاب ورش تصنيع الأحذية المغلقة بحي الموسكي وحي باب الشعرية, قائمة منذ سنوات حيث عجز المسئولون بالمحافظة واتحاد الغرف التجارية عن حل هذه الأزمة التي نتجت عن الاغراق الصيني للسوق المحلية, فتأثرت أسواق الموسكي والعتبة والأزهر وعابدين وباب الشعرية والحسين التي تعد من أهم الأسواق الاقتصادية في مصر لموقعها التجاري وشهرتها بتجارة الجملة. أكد أصحاب الورش أن الأزمة بدأت تحديدا في عام2007 في الوقت الذي بدأت معه حملات الاغراق الصيني من الأحذية, في الوقت الذي كانت تشهد فيه تلك الأحياء رواجا تجاريا شديدا للجلود والأحذية ومنتجاتها من الأحزمة والحقائب الحريمي والرجالي وحقائب السفر, حيث كانت تلك الورش ومخازنها بالإضافة الي منطقة الربع الخالي هي المصدر الرئيسي لتجارة جلود الجملة والبيع لشتي أنحاء الجمهورية. يقول الحاج مصطفي أحمد عمر(60 سنة) صاحب ورشة أحذية بمنطقة درب النوبي بباب الشعرية, وهي المنطقة الأكثر ازدحاما بورش الجلود, ان الاغراق الصيني تسبب في اغلاق الورش منذ أكثر من5 سنوات, خاصة أن وراء الصيني كبار المستوردين بالحزب الوطني المنحل الذين كانوا بعيدين عن مهنتنا ومهنة آبائنا ولكن للأسف استطاعوا بنفوذهم ادخال المنتجات الصينية الرخيصة جدا, ما أدي الي تشريد أصحاب الورش. ويضيف محمد مصطفي(37 سنة) الابن الأكبر للحاج مصطفي: لدي أربعة أطفال وكنت أعمل أنا وأخوتي مع والدي في هذه الورشة وكانت لدينا طلبيات وأعمل مع العديد من التجار من جميع أنحاء الجمهورية, وكانت طلبيات التفصيل مستمرة طوال العام, حيث كنا نعمل في كل أنواع الجلود سواء الطبيعي أو السكاي, ولكن الصيني تسبب في غلق أكثر من70 ورشة بدرب النوبي وباب الشعرية وتشريد مئات الأسر, وكثيرا ما طالبنا المحافظة والغرفة التجارية بأن تنقذ هذه الصناعة المحلية ولكن لا حياة لمن تنادي, فانتهي بنا المطاف الي أن جلسنا علي المقاهي نقرأ الصحف وننتظر السمسرة في أي شيء بالمنطقة, بعد أن كنا نعمل بأيدينا ونصنع أفخر أنواع الأحذية والحقائب بأسعار مناسبة, ويقول وائل محمد حسن(42 سنة) أحد سكان منطقة درب النوبي بباب الشعرية: للأسف ان هذه الورش التي كانت تعمل في مجال تصنيع الأحذية والحقائب بعد أن اغلقت لم يتمكن أصحابها من فتح نشاطات أخري وكانت ومازالت درب النوبي معروفة بورش الأحذية وما يملكه الناس والتجار الآن هو الترحم عليها. ويقول سيد محمود محامي وصاحب محل نظارات بالعتبة إن السوق الآن لا يوجد بها إلا الصيني من الأحذية وتمتلئ بها المحال بسبب الاستيراد الباطش الذي تسبب في غلق كل الورش المصنعة للأحذية وتشريد أصحاب هذه المهنة الذين شكلوا رابطة ونزلوا إلي التحرير يطالبون برحيل مبارك وحزبه الفاسد. وأضاف: بالنسبة إلي النظارات استطعنا أن نتعامل مع الصيني ونبيعه ونتاجر فيه من المستوردين وقد قابلتنا مشكلات في البداية من رداءة الصيني, ولكن تغلبنا عليها بعد أن استورد تجار النظارات ماركات أجود ونسخا كوبي قريبة من النسخ الأصلية, لكن بالنسبة للأحذية فهي ورش تعمل بها أسر عديدة وكانت تعتمد علي الأسواق المجاورة في العتبة والموسكي والأزهر وتجار من مناطق أخري للطلبيات والصيني تسبب في غلقها لسهولة استيراده ورخص ثمنه ونسي الناس رداءته. ويقول خميس سيد(43 سنة) صانع أحذية: كنت أصنع باحدي الورش بدرب النوبي وكنت أعمل في أيام اجازتي في ورشة أخري بالموسكي وكنت كمصنع مطلوبا ولي اسم ومشهورا بجودة صناعتي ولكن الآن أصبحت كما تري صبيا بعد أن كنت اسطي. ويضيف أن الصين تجني ملايين الدولارات من ورائنا, ويري أن الأمر يتطلب حملة كبيرة لتشجيع المنتج المصري. ويقول المهندس كرم عبدالغني رئيس المجلس الشعبي المحلي لحي الموسكي: كان هناك سببان مهمان لغلق تلك الورش المصنعة للأحذية بدرب النوبي وأولهما حدوث حريق كبير أطاح بما لدي أصحاب هؤلاء المهنة من مواد خام وإمكانات وقد سعينا لدي الغرفة التجارية وحصلنا علي تعويض لأكثر من70 ورشة بمساعدة محافظ القاهرة السابق عبدالقوي خليفة, والمهندس صلاح زكي عضو مجلس المحافظة وقتها, ثانيا الإغراق الصيني وهو ما استهان به أصحاب تلك الورش فبدلا من أن يحاربوه لأنه ردئ الجودة سلموا للأمر الواقع وقرروا الجلوس علي المقاهي والبحث عن مهن أخري ولو أنهم اصروا علي محاربة الصيني لاستطاعوا أن يكشفوه ويحدوا من نزوله عبر المستوردين إلي أسواق العتبة والموسكي.