مع دقات الحادية عشرة صباحا كانت الأمور تبدو طبيعية في المنطقة المحيطة بالمنصة بمدينة نصر, وكانت الأحداث تسير في اتجاه وقفة احتجاجية للاعبي الدوري الممتاز و القسم الثاني وبعض العاملين من الأندية مثلها مثل مئات الاحتجاجات و الوقفات التي تشهدها البلاد منذ ثورة25 يناير, ولكن مع اقتراب موعد مباراة الأهلي وصن شاين النيجيري في عودة الدور قبل النهائي لبطولة إفريقيا للاندية أبطال الدوري لكرة القدم بدأت الأمور تتحول تدريجيا نحو أحداث مؤسفة و إساءة جديدة لسمعة البلاد والنيل من أمنها عندما اتجه بعض المحتجين إلي فندق البارون حيث تقيم بعثة فريق صن شاين النيجيري محاولين منع الفريق من التوجه إلي ستاد الدفاع الجوي لأداء المباراة وهنا ظهرت بشائر الألتراس لتجري أحداث مؤسفة ظهرت فيها الشماريخ و الطوب بل والاسلحة ليجد الضيوف أنفسهم أمام فرصة ذهبية لاستغلال الموقف حتي أنهم صورا الأشتباكات لتكون سندا لهم في شكواهم رافضين النزول من الغرف لتجري معهم محاولات اسفرت بالفعل عن توجههم للملعب وسط حراسة أمنية مشددة. القصة بدأت بتحرك الوقفة الاحتجاجية للرياضيين من أمام المنصة بعد أن تجمع عدد كبيرة من لاعبي الكرة من مختلف الأندية سواء دوري القسم الاول و الثاني و الثالث بجانب بعض العاملين في المجال الكروي حيث تعدي الحضور أكثر من10 آلاف شخص وطالب جميع الحاضرين خلال الهتاف بعودة النشاط الكروي في أقرب وقت لتجنب الوقوع في كارثة خلال الفترة المقبلة. وكان أبرز الحاضرين و المشاركين من بداية الوقفة أحمد حسن لاعب الزمالك وجميع لاعبي الزمالك سواء الفريق الاول و الناشئين وجميع لاعبي فرق الأندية التابعة لوزارة البترول و لاعبي حرس الحدود ويتقدمهم أحمد عيد عبد الملك و الاتحاد السكندري ويتقدمهم رامي بيع و عبد الرحمن محيي وطلعت محرم ومحمد مرسي و علاء كمال بينما لم يحضر من الإسماعيلي سوي محمد صبحي حارس المرمي كما حرص علي الحضور من البداية لاعبي إنبي ويتقدمهم أحمد رءوف و أحمد عبد الظاهر و الحارس محمد عبد المنصف بينما حضر من اتحاد الشرطة المدرب العام عبد الستار صبري و جميع لاعبي الفريق في مقدمتهم أحمد دويدار وصلاح عاشور وياسين عبد العال وحسام عبد العال و حسام عبد الجواد و جميع لاعبي فريق المقاصة ويتقدمهم أيمن عبد العزيز محمد إبراهيم وحضر من نادي النصر المدير الفني سيد عيد و من اللاعبين أحمد اشرف و محمد حسن ميدو ومحمد يونس وبلال سالم. ومن اللاعبين القدمي أحمد شوبير الذي تعرض لحالة من الاغماء من الزحام الشديد, ورمضان السيد المدير الفني لفريق بتروجت ومحمود ابو رجيلة عضو لجنة الكرة بالزمالك وخالد الغندور. ووصلت الاعداد إلي قمتها في الواحد ظهرا بعد توافد اعداد كبيرة من المشاركين ابرزهم لاعبو الزمالك بعد اداء مرانهم. وقامت المسيرة بايقاف طريق النصر أكثر من مرة امام السيارات وحدثت اشتباكات كادت تتطور بين مالكي السيارات و بعض المشاركين في المسيرة تدخل خلالها االلاعبون الكبار لتهدئة الامور وظلت المسيرة تهتف بالعديدمن الهتافات و العبارات مثل( الدوري يا مرسي.. و يا عامري قول الحق الدوري هيرجع ولا لأ.. يا إخوان يا إخوان الكورة مش حرام) وبعد ذلك توجهت المسيرة إلي قصر الاتحادية مرورا بشارع صلاح سالم و الذي اصابوة بحالة من الشلل المروري مرددين هتافات( ياعريان قول الحق الدوري هيرجع ولا لأ.. و ياعريان قول الحق الكورة حرام ولا لأ..) وبعد وصول المسيرة إلي قصر الإتحادية بمصر الجديدة و أمام البوابة المقابلة لنادي هليوبوليس الرياضي انضمت المسيرة إلي الوقفة الاحتجاجية التي كانت متواجدة والخاصة بمشكلات مشروع أبني بيتك ليهتف الجميع ضد الحكومة. ويعود الرياضيون امثال أحمد حسن و محمد عبد المنصف بالاضافة إلي أحمد شوبير توجيه المسيرة بقطع شارع الثورة في الاتجاهين واستمر ذلك نصف ساعة لتتجدد الاشتباكات بين اعضاء المسيرة و قائدي السيارات ويقوم أحد الاشخاص باحضار كرة قدم وليلعب الجميع تعبيرا علي عشقهم للكرة وانها مصدر رزقهم الوحيد. ويهتف الجميع إلي الرئيس محمد مرسي مرددين( احنا عملنا ايه وقفتوا حالنا ليه.. الدوري يامرسي) ويرفع احد المشاركين لافتة هي الوحيدة في الوقفة تحمل( الشعب يريد عودة الدوري يا مرسي). وتشهد الساعة الثانية ظهرا مغادرة عدد كبير من اللاعبين خاصة من لاعبي الزمالك أمثال عبد الواحد السيد و نور السيد و صلاح سليمان و أحمد الشناوي. وخلال هذه الاحداث قامت قوات الامن الخاصة بتأمين القصر بتكثيف اعدادها تخوفا من قيام البعض باقتحام القصر و استعانت قوات الشرطة ببعض العناصر من الجيش وتحديدا من الشرطة العسكرية و أستمرت الوقفة أمام قصر الاتحادية حتي الثالثة و النصف عصرا وبعدها اجتمع الحاضرون ويقترحوا اقترح الذهاب ملعب الدفاع الجوي لمنع الأهلي من لعب المباراة و البعض الاخر اقترح أن تتوجه المسيرة إلي فندق البارون مقر إقامة الفريق النيجيري للوقوف أمام الفندق لفترة لتوجيه رساله تحمل في حالة استمرار توقف النشاط لن يلعب الأهلي النهائي في مصر أسوة بجميع الفرق التي لم تلمس الكرة. بينما ظهر اقتراح آخر يحمل ضرورة منع الأهلي من خوض المباراة لأنه من غير اللائق أن يستمر الأهلي في البطولة الافريقية علي الرغم من انه صاحب المشكلة وباقي الاندية يتم ايقاف انشطتها. ويغادر عدد كبير من اللاعبين بعد قرارهم انهم قاموا برفع أصواتهم إلي المسئولين بشكل متحضر وكان في مقدمتهم أحمد حسن لاعب الزمالك و جميع لاعبي الفريق أمثال عبد الواحد السيد. واعلن أحمد حسن عن عقد مؤتمر صحفي لاعلان بعض المطالب الخاصة بالرياضيين منها منح المسئولين مهلة لمدة اسبوع لاتخاذ قرار بعودة الدوري يوم4 نوفمبر. واقامة بطولة الدوري بدرجاتها المختلفة عقب بدء بطولة الدوري الممتاز بأسبوع, وتحمل وزارة الداخلية مسئوليتها في تأمين البطولات. وحرص بعض الرياضيين امثال محمد عبد المنصف حارس مرمي إنبي و معه ايمن عبد العزيز لاعب وسط المقاصة و حسن مصطفي لاعب الداخلية و بعض اللاعبين القدمي امثال اسامة حسن بجانب بعض اللاعبين من نادي النصر و لاعبين ناشئين من اندية مختلفة بجانب بعض العاملين بالتوجه إلي فندق البارون وجلسوا أمام بوابات الفندق مانعين اي فرد من افراد بعثة الفريق النيجيري من مغادرة الفندق والتوجه إلي الاتوبيس الذي كان منتظرا أمام الفندق ويهتف الجميع بضرورة عودة الدوري و الهتاف لفريق صن شاين. وعقب ذلك جاء احد الافراد يقول ان الالتراس اعلن في بيان له علي صفحتة الرسمية عن حضورة لحماية اتوبيس فريق صن شاين وهنا بدأت الاحداث المؤسفة تتوالي عندما حضر ثلاثة شباب من الالتراس يحملون اسلحة بيضاء وطوب بجانب احد الشماريخ ويعتدون علي المتواجدين في حضور عدد كبير من افراد الشرطة لترد المسيرة او المشاركين فيها بالقاء الطوب و محاولة القبض علي المتسبب في ذلك وينتج عن هذه الاحداث المؤسفة اصابة أحد الاشخاص المشاركين في الوقفة بجرحين في الرأس و الوجه. وخلال هذه الاحداث يعلن الجميع عن عدم مغادرة المكان و منع الفريق النيجيري من الذهاب إلي ملعب المباراة وانتظار حضور الألتراس ويقوم بعض الاشخاص بتجهيز العصيان و الطوب لاستخدامها في حالة نشوب معركة ويترقب الجميع الموقف في الوقت الذي سيطرت حالة من التوتر الشديد علي بعثة الفريق النيجيري التي أحرت اتصالات برئيس النادي و مراقب المباراة و الاتحاد الافريقي لاطلاعهم علي الموقف وارسال صور حيه لهم من الاحداث بعد ان قام اللاعبون و الاداريون بالتقاط الصور من شرفات الحجرات رافضين مغادرة الفندق ويحاول بعض الحاضرين تهدئه الامور امثال اسامة نبيه مدرب الزمالك و محمد عبد المنصف و بالفعل نجحوا في ذلك وسط هتاف حاد من الجميع ضد النادي الأهلي وجماهيره. ويقوم نبيه وعبد المنصف بالصعود إلي غرفة رئيس بعثة صن شاين في محاولة إلي اقناعة بعدم وجود اي شيء يهدد حياة لاعبيه ونجحا في تهدئة الموقف واقناع البعثة بالنزول وسط تصفيق من الجميع داخل الفندق وخارجه وتشجيع للفريق ومطالبته بضرورة الفوز علي الأهلي واخراجه من البطولة. ويستقل اعضاء البعثة جميعا الاتوبيس دون اي مشكلات ولكن بد دقائق قليلة تغادر جميع البعثة الاتوبيس وتعود مرة اخري إلي الفندق بداعي تخوفهم من التعرض إلي اي سوء في محاول لاضاعة الوقت و استغلال الفرصة ويصعد الجميع مرة اخري إلي غرفهم في الوقت نفسة بدات اعداد من الالتراس الحضور إلي مقر الفندق و التجمع حوله بينما يقابل ذلك قيام افراد الشرطة بعمل كردون أمني حول الفندق وقام البعض بالقاء الطوب علي الموجودين امام بوابة الفندق و رشق الجميع بالحجارة و سط هتاف من اعضاء المسيرة( لنلعب كلنا لنبطل كلنا) ولكن يتدخل بعض اللاعبين امثال شادي محمد ومحمد عبد المنصف لتهدئه الامور و ويحضر محمد عبد الوهاب عضو مجلس إدارة الأهلي السابق وقبله ماهر عبد العزيز المدير الأداري للاهلي الذي كان حاضرا من الساعة الخامسة مساء. ويقوم محمد عبد الوهاب ومعه بعض المسئولين من الشرطة بالصعود إلي غرفة رئيس البعثة في محاولة لاقناعة بضرورة لعب المباراة و عدم وجود ما يعرض الغاء اللقاء في حضور مراقب المباراة الذي طالب رئيس بعثة صن شاين بالتوجه إلي ملعب المباراة لاسيما وان الشرطة ستوفر جميع الخدمات الامنية لبعثتة و بالفعل رضخت البعثة وقامت بالنزول و التوجه إلي الاتوبيس مرة اخري وسط حراسة امنية شديدة وكانت الساعة اقتربت علي السادسة و الربع مساء وظلت اعداد الالتراس تتوافد علي مقر الفندق بينما غادر اعضاء الوقفة الاحتجاجية المكان حتي لا تتفاقم الأزمة. وتغادر حافلة صن شاين إلي ملعب المباراة وسط حراسة امنية مشددة من أكثر من8 عربات امن مركزي بجانب عربتين مصفحتين في المقابل تم القاء القبض علي عدد من العناصر المشاغبة.