أسعار الخضار والفاكهة.. ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع الغذائية ب أسواق المنوفية    رئيس مركز الفرافرة يتفقد أعمال إنشاء وتطوير الجزيرة الواسطى    تحقيق إسرائيلي: الدرون التي استهدفت منزل نتنياهو يصعب رصدها واعتراضها    أوكرانيا تنشر فيديو يزعم انضمام جنود كوريين شماليين إلى القوات الروسية في أوكرانيا    ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد وست هام في الدوري الإنجليزي    أكسيوس: وزير الخارجية الأمريكي يزور إسرائيل «الثلاثاء»    مبابي يقود تشكيل ريال مدريد لمواجهة سيلتا فيجو في الدوري الإسباني    بنزيما يقود هجوم الاتحاد لمواجهة القادسية بالدوري السعودي    مصرع سائق وإصابة آخر دهستهما سيارة تريلا بطريق أوتوستراد المعادي    بسبب وجبة فاسدة.. إصابة 12 شخصا من أسرة واحدة بحالات تسمم بأطفيح    بعد واقعة الأهرامات.. مراد مكرم: كلابنا البلدي بتعمل عظمة    خبير: لقاء الرئيس السيسى مع أعضاء مجلسى الكونجرس يوحد المواقف الإقليمية    جيش الاحتلال: مقتل جنديين وإصابة ضابطين بجروح خطيرة في معارك بشمال قطاع غزة    أمين «البحوث الإسلامية»: شرف العمل الدعوي يتطلب الإخلاص    تقديم 125 مليون خدمة طبية بحملة 100 يوم صحة حتى الآن    "الستات مايعرفوش يكدبوا" يرصد مواصلة حياة كريمة تقديم خدماتها للعام الخامس    استعدوا لتقلبات حادة في الطقس.. أمطار تضرب هذه المناطق خلال ساعات وتحذيرات عاجلة    المؤبد و المشدد 15 سنة لشخصين تاجرا في المواد المخدرة بالخانكة    كأنهم نجوم تتلألأ.. مسيرة 270 حافظًا للقرآن تسحر أنظار أهالي المنيا -فيديو وصور    أستاذ حديث بجامعة الأزهر: صحيح البخاري يمثل الركن الأول من السنة النبوية    رمضان عبد المعز: أعظم نعمة من ربنا على الإنسان الإيمان ثم العافية    نائباً عن السيسي.. وزير الأوقاف يصل إندونيسيا للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإندونيسي الجديد    في تصنيف QS Arab Region.."طنطا"تحتل المركز 78 من بين 246 جامعة مصنفة    وزير الكهرباء: من طلبوا تركيب العداد الكودي قبل شهر أغسطس ليسوا مخالفين    وزير الشباب يضع حجر الأساس للمدرسة الرياضية الدولية بالمركز الدولي للتنمية بالغردقة    مدبولي: استثمارات العام المقبل موجهة ل«حياة كريمة»    حكم قضائي جديد ضد "سائق أوبر" في قضية "فتاة التجمع"    فرص عمل جديدة بمحافظة القليوبية.. اعرف التفاصيل    من أرض الفنون.. النغم يتكلم عربي    رقم قياسي جديد.. 100 ألف شخص يحضرون حفلة تامر حسنى بالإسكندرية    رسالة أسبوع القاهرة للمياه: الماء حق لكل إنسان.. و"سد النهضة" انتهاك للقانون الدولي    رغم امتلاء بحيرة سد النهضة، إثيوبيا تواصل تعنتها وتخفض تدفق المياه من المفيض    وزيرة التنمية المحلية: النهوض بموظفي المحليات ورفع مهاراتهم لجذب الاستثمارات    المشاط تلتقي المدير الإقليمي للبنك الدولي لمناقشة تطورات المشروعات والبرامج الجاري تنفيذها    وزير الكهرباء: بدء تشغيل محطة الضبعة عام 2029    تصريحات مثيرة من مدرب بيراميدز قبل مباراة الزمالك بالسوبر المصري    "صناع الخير" تدعم صحة أطفال مدارس زفتى في حملة "إيد واحدة لمصر"    عميد طب الأزهر بأسيوط: الإخلاص والعمل بروح الفريق سر نجاحنا وتألقنا في المنظومة الصحية    شرطة طوكيو: هجوم بالقنابل يستهدف مقر الحزب الحاكم في اليابان واعتقال مشتبه به    فعاليات فنية عن تاريخ مصر الفرعوني والثقافي ببوليفيا    جهاز العاشر من رمضان يطرح قطعة أرض ومحطة تموين سيارات في مزاد علني    بيولي: حققنا الأهم أمام الشباب.. ولا نملك الوقت للراحة    رئيس حي بولاق أبو العلا: تقديم كل التسهيلات للراغبين في التصالح على مخالفات البناء    مدبولي: تطوير مستشفيات المنيا قبل الانضمام لمنظومة التأمين الصحي الشامل    «آثار أبوسمبل» تستعد للاحتفال بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني    بقصد الاستثمار بالبورصة.. التحقيق مع موظف بالنصب على مواطن في الشيخ زايد    تعرف على قيمة الجوائز المالية لبطولة كأس السوبر المصري للأبطال    «الداخلية»: ضبط تشكيل عصابي تخصص في تقليد العملات وترويجها    تطورات جديدة بشأن مستقبل جافي مع برشلونة    رغم اعتراض ترامب.. قاضية تُفرج عن وثائق فى قضية انتخابات 2020    لأول مرة.. فيرجسون يكشف سر رحيله عن مانشستر يونايتد    «معندهوش رحمة».. عمرو أديب: جزء من القطاع الخاص لا يطبق الحد الأدنى للأجور    بسبب الأجرة.. ضبط سائق تاكسي استولى على هاتف سيدة في القاهرة (تفاصيل)    مات بطل| تعليق الإعلامي عمرو أديب على مشهد نهاية السنوار    ليلة لا تُنسى.. ياسين التهامي يقدم وصلة إنشادية مبهرة في مولد السيد البدوي -فيديو وصور    جميل عفيفي: تطابق وجهات النظر المصرية والسعودية في كل قضايا المنطقة    تامر عاشور ومدحت صالح.. تفاصيل الليلة الثامنة من فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    أفضل 7 أدعية قبل النوم.. تغفر ذنوبك وتحميك من كل شر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شريعة الغاب‏..‏ في إمبابة
نشر في الأهرام المسائي يوم 16 - 10 - 2012

جاء إلينا يغطي رأسه الشاش الأبيض وبقع الدماء واضحة تفضح عدم التئام الجرح‏,‏ حدقتاه متسعتان بشكل غريب والتوتر يسيطر علي كيانه وكل حركاته وبالرغم من وقوف خاله وقريب آخر له رأساهما مكسوان بالأربطة أيضا‏.
كانت تطل من عينيه مشاهد الرعب التي عاشها لمدة ثلاثة أيام مازالت علاماتها واضحة تنطق علي ظهره وجانبيه من أثر الضربات بالأسلحة الحادة والجنازير‏.‏
ما عاشه تامر‏29‏ سنة موظف وعائلته كابوس حقيقي يعود بالإنسان الي ما قبل العصور الأولي‏,‏ حيث المتحكم الأوحد شريعة الغاب والصوت العال للقوي فقط‏,‏ أما الضعيف وطالما غابت السلطة الشرعية فمكانه السحل والضرب والاهانة لابيه وامه وزوجته والوقوف بالحذاء فوق وجه طفلته الرضيعة‏.‏
تخرج الكلمات من بين شفتي تامر تقطر مرارة وهو يقول نسكن في شارع جمال أبوالعلا المتفرع من شارع بني محمد بإمبابة ويقطن معنا بالعقار مالكوه وهم من الصعايدة من بلدة دونيه بأسيوط يقيمون بالدور الخامس في نفس العقار واستكمل قائلا‏:‏ تقيم مع أسرتي الصغيرة زوجتي وأبنائي الثلاثة أمي وأبي لأني عائلهم الوحيد‏.‏
واستطرد يقول‏:‏ بدأت مأساتي عندما طلب أبناء صاحب العقار مني اخلاء شقتي من أجل تزويج ابنهم الكبير بعد أن طلبوا زيادة قيمة الايجار وهي‏80‏ جنيها‏,‏ الي‏300‏ جنيه وهو ما لا أتحمله فرفضت‏,‏ فرد عمهم حسن سيف‏:‏ خلال‏10‏ دقائق الولد ده يسيب الشقة‏.‏
ونظر تامرالي الأرض وخرجت الكلمات منه بصعوبة وعلا صوته وهو يقول‏:‏ فوجئت بقطيع من البشر يقتحمون الشقة وكسروا الباب وسط بكاء صغاري وروعوا أمي المريضة ووالدي المسن‏,‏ وانهالوا تحطيما لكل ما في الشقة من أثاثات وأجهزة وتناوب ابناء صاحب العقار وعمهم علي ضربا وهم‏:‏ وائل وشقيقه هاني وعمهم حسن وابن عمهماجاد وكان وائل بيده جنزير يضربني به علي كتفي وظهري‏,‏ وعمهما حسن يحمل في إحدي يديه ساطور و شومة في الأخري وهاني كان بيديه ساطوران‏.‏
ويستكمل تامر قائلا‏:‏ كسروا ذراع ابني محمد وداسو علي وجه ابنتي الرضيعة بالحذاء‏,‏ وتصادف وجود عمي خالد عيد 45‏ سنة موظف لم يتورعوا عن إصابته في رأسه وضربه هاني بالساطور فشج رأسه وأنقذه الطبيب بتسع غرز بالمستشفي‏.‏ وأضاف تامر‏:‏ لم يرحموا والدي المسن وتناوبوا علي ضربه بالشوم وتكاثروا عليه ولم تنج والدتي من هجومهم وقاموا بسبها وضربوها علي ظهرها بالشوم وظل الضرب والسحل والتحطيم مثل العاصفة حتي أفلتني عمي من أمامهم فاستنجدت بالجيران ولكن لم يلتفت الي أحد وعندما وصلت الي الشارع استنجدت بالناس ولكن الجميع كانوا يخشون الاقتراب خوفا من بطش الدوانيه وتصادف وجود سرادق عزاء أسفل المنزل فحاولت الهروب اليه وأنا أجري غارقا في دمائي تسيل علي عيني ويملأ فمي‏,‏ فاستغثت بكل من أراه أمامي فتعقبني أتباعهم الذين كانوا يحيطون بالمنزل لمنع اقتراب أي منقذ أو إنسان لما يحدث‏,‏ ولكنهم تعقبوا خطواتي ولحق بي هاني وجاد وسط العزاء الذي اخترقته وسط السيدات المتشحات بالسواد وضربني هاني علي رأسي ضربة الموت بشومة غليظة فخرجت الدماء تنفجر من رأسي وسط صراخ النساء الذين ابتعدوا عني خشية إصابتهم فألهمني الله أن أغلق باب المنزل الذي تتواري فيه النساء المعزيات ثم تركوني بعد أن هاجمهم صراخ النساء وعويلهم فعادوا الي الشقة‏.‏
ويستكمل الحاج خالد عيد عم تامر الحديث قائلا‏:‏ وقفت في الشارع تسيل الدماء من رأسي يلح علي الجيران أن أتجه الي المستشفي لأنقذ نفسي ولكني رفضت خوفا من بطشهم بالحريم والدة تامر وزوجته والصغار وخشيت علي أبيه الذي أغلق الباب المكسور وسحب بواقي الموبيليا والأخشاب المحطمة بالمنزل خلف الباب ليعوق فتحه أمام الغازين للشقة وظل خلفه يعترض ويتصبب عرقا واضعا يده علي قلبه وحوله الصغار يبكون‏.‏
وأضاف‏:‏ تحاملت علي نفسي واتجهت مع تامر الي المستشفي الذي رفض استقبالنا وأكد العامل أنه لإثبات حقنا يجب الذهاب الي قسم شرطة الوراق أولا‏,‏ وبالفعل اتجهنا اليه واتجه معنا مجند وصحبنا الي المستشفي وقام الطبيب بخياطة الفتح في رأس تامر بشكل دائري وكذلك فعل في رأسي وكانت معنا ابنته الرضيعة ذات العام الواحد اسراء كانت اصابتها كدمة شديدة بالوجه اثر قيام احدهم بالوقوف علي وجهها بحذائه بعد أن جذبها من يد أمها الملتاعة ثم جمعنا التقارير الطبية بصحبة فرد الأمن وعدنا الي قسم الشرطة ودون أمين الشرطة التقارير الطبية وأخذوا جميع أقوالنا وحاول الحديث مع الطفلة اسراء فلم تتمكن من النطق لصغر سنها ودون المحضر تحت رقم‏(16139‏ جنح الوراق‏)‏ باسم تامر فتحي عيد عبدالسميع‏.‏
وينخفض صوت الحاج خالد وهو يقول‏:‏ ظللنا داخل القسم حتي منتصف الليل لتتحرك معنا قوة تعيدنا الي منزلنا‏,‏ وفي الساعة الثانية صباحا قررنا الدخول الي رئيس المباحث وبمجرد رؤيته الشاش الطبي يغطي رأسينا وآثار بقع الدماء واضحة عليه‏,‏ قال لنا انتظروا بره شويه فخرجنا من الحجرة وانتظرنا ساعة أخري في انتظار أي تحرك ولكن لم يحدث شيء‏.‏
فحملت والدة الطفلة البنت الصغيرة ودخلت الي الضابط لتريه وجهها المصاب‏,‏ فنظر اليها وقال خذي هذا العصير اسقها به ونادي عليه زميله الضابط اذهب مع الناس فرد عليه في يدي شغل انتظروا ساعة أو نصف ساعة أذهب معكم طالما أنتم خائفون من العودة الي المنزل فانتظرنا نحو ساعتين مرة ثانية ثم دخلنا اليه وكان يجلس معه عميد شرطة في ذلك الوقت‏.‏
وتدخل تامر في الحديث قائلا‏:‏ قال لي الضابط هات رقم تليفونك وخذ رقم تليفوني ولو حصل شيء اطلبني أو أنا أطلبك وهو ما لم يحدث‏,‏ وطلع علينا النهار واضطررنا للعودة الي الشقة في اليوم التالي وتحسسنا الطريق‏,‏ وعدنا الي الشقة وفي الساعة‏8‏ صباحا عادت الي معاون المباحث وأخبرته بأنني لم أنم طوال الليل فرد قائلا أنا زيك ما نمتش وأحقق في‏3‏ سرقات بالاكراه وستتجه الآن مع سيارة الي النيابة هات لي ضبط واحضار من النيابة وأنا هنزل أبهدلك الشارع‏.‏
وأضاف تامر‏:‏ ذهبت الي النيابة وكشفت له آثار الجنزير علي ظهري وكتفي والسلك الطبي برأسي‏,‏ فسألني وكيل النيابة من اسراء فقلت له ابنتي الصغيره وعمرها عام فسمع مني الموضوع كاملا وقال لي روح وأنا هعمل لهم ضبط واحضار وأيضا لم يحدث‏.‏ واستكمل‏:‏ في نفس اليوم مساء ذهب أقاربي الي كبير عائلة دوينه السيد محمد علي صاحب مقهي في شارع زاطه خلف شارع بني محمد إلا أنه لم يكن يقل عنهم قسوة‏.‏
وعندما عاد الي البيت فوجئ بجيش من البشر يحملون الأسلحة يحاصرون المنزل ومازالوا يحاصرونه حتي الآن‏.‏
وبصوت يفوح منه الألم والحسرة تخرج الكلمات من تامر قائلا‏:‏ الآن زوجتي خارج المنزل تقيم لدي أخوالي مع أمي وأبي ولاتزال الدماء تلطخ الشقة وآثار تحطيم الأثاث والملابس الممزقة والتدمير الكامل يشهد علي الظلم الذي وقع علينا‏.‏
وحتي الآن يمنعوننا من دخول البيت ويحاصرون المنزل بالأسلحة البيضاء والخرطوش لمنعي من الاقتراب وكأنه لا توجد أي شرطة في منطقة إمبابة‏.‏

رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.