الحشد هي كلمة السر وراء فشل أو نجاح تظاهرات الشارع في تحقيق مطالبها, وهو للجمعية التأسيسية الامتحان الصعب التي تواجهه القوي المدنية خلال الأيام المقبلة بعد أن دعت إلي التظاهر رفضا لوضع الدستور والمطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين ردا علي الاشتباكات التي وقعت في محيط التحرير الجمعة المقبل. وعلي الرغم من أهمية فكرة الحشد إلا أن القوي الثورية والمدنية لاتزال تعتمد علي الخطاب النخبوي في دعواتها للتظاهر, هذا ما أكده دكتور عمرو هاشم ربيع أستاذ العلوم السياسية والخبير بشئون الأحزاب في مراكز الأهرام للدراسات الاستراتيجية معلقا علي دعوات التظاهر. وقال إنه لايمكن الحسم بمدي قدرات القوي الجديدة علي الحشد لمليونية أم لا, لكن من المتوقع أن يزداد الحشد بنسبة ليست كبيرة, غير أن كل ذلك يتوقف علي الخطاب الذي ستبثه هذه القوي خلال الأيام المقبلة, وهل تتخلي عن خلافاتها وتطرح برنامجا حقيقيا للتوافق فيما بينها ويكون هناك إنكار للذات بالنسبة للمرشحين والأشخاص البارزين في هذه القوي أم لا. وكان25 حزبا وتيارا مدنيا أعلنوا أمس( الأول) نزول الشارع الجمعة المقبل, رفضا لتأسيسية الدستور, وتنديدا بالاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي بين عدد من أنصار القوي المدنية وشباب جماعة الإخوان المسلمين, وأبرزهم حزب الدستور والتيار الشعبي, والحزب المصري الديمقراطي, والوفد, والتجمع والتحالف الشعبي الاشتراكي. وأبدي أحمد فوزي الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي تحفظه علي توقيت التظاهرة مؤكدا أن ما حدث بالجمعية التأسيسية للدستور يستحق حشدا أكبر وفترة أطول من العمل لتوعية الناس في المحافظات, قال:أخشي أن يقع التيار الشعبي في نفس أخطاء الائتلافات الثورية التي أفرطت في استخدام مصطلح المليونيات حتي فقد قيمته وأضاف أنه لايوجد أحزاب لديها حشد جماهيري منظم في الشارع حتي الإخوان المسلمون, وقال:لم يعد هناك من يستطيع حشد مليون مواطن مصري حتي حزب الأغلبية نفسه, لأن الجماهير ليس لديها ثقافة العمل الحزبي, فهم يعتمدون علي العمل كجمعية خيرية بالأساس دون فكر سياسي واضح. في الوقت نفسه نفي المتحدث باسم التيار الشعبي حسام مؤنس أنهم يدعون إلي مليونية, وقال: ندعو لمسيرة مازلنا نعد خط سيرها لتنتهي عند مجلس الشوري. وأضاف مؤنس أن التيار الشعبي لايدعي أنه يمثل الشعب المصري كله, وكذلك لا يمثله القوي المدنية كلها, أو الإسلاميون, وقال: دعونا للتظاهر, ليظهر موقف الشارع من طريقة إدارة الحكم بنفس ممارسات النظام السابق. وعن قدرة التيارات المدنية علي الحشد قال إن هناك رهانات كبيرة علي التيار الشعبي وحزب الدستور واللذان لم يفرطا في الدعوات للتظاهر, إذ لم يطلق أحدهما دعوات إلي التظاهر منذ وقت طويل. وأكد أن أهداف التظاهرة هو عدم السماح بالتشويش علي مطلب حل تأسيسية الدستور, مضافا إليه المساءلة القانونية للمسئولين عما حدث الجمعة الماضي.