مفاجأة من العيار الثقيل أطلقتها أمس المحكمة بحكمها بالبراءة علي المتهمين في قضية قتل الثوار المعروفة اعلاميا بموقعة الجمل وليس تدخلا في احكام القضاء حاشا لله اذا قلت ان هذا الحكم يثير العديد من الأسئلة ويطرح الكثير من التساؤلات حول الجاني الحقيقي في هذه الجريمة التي تمت في ميدان التحرير وراح ضحيتها المئات من شباب مصر الشرفاء الاطهار الذين ثاروا ضد الاستبداد والظلم والقهر وكان لهم الفضل في إنجاح الثورة واسقاط النظام وهو ما جلب لنا الحرية التي ننعم بها، فقد شهدت هذه الموقعة رقابا قطعت وعيونا فقئت وسواعد بترت ولكن كانت للشباب ارادة قوية وعزيمة فتية وقلوب مؤمنة عاهدت الله علي الحياة بكرامة أو الموت فنالت الشهادة ونلنا الحرية والكرامة. ولكن دم الشهداء لن يذهب سدي ودموع الأمهات الثكالي لن تضيع فهي في رقاب الجميع مهما مرت الأيام أو توالت السنين فسوف يأتي اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق ويقع القصاص علي من ارتكب هذه الجريمة، في هذا اليوم التاريخي يوم الثاني من فبراير الذي كان نقطة تحول فارقة في الثورة، فلو كان قد نجح مخطط اقتحام ميدان التحرير وهزيمة الثوار وطردهم من الميدان كانت الثورة في خبر كان ولكن بسالة الشباب وتصديهم للمقتحمين الذين استخدموا الجمال والخيول أفشل المخطط، وقد رأيت بعيني في هذا اليوم، حيث كنت في مكتبي بالأهرام حشودا من البشر قادمة من ميدان رمسيس في اتجاه الميدان تحمل السيوف والأسلحة البيضاء وتتوعد المتظاهرين. من المؤكد هناك من حشد ومول ونقل وشجع وحرض القتلة وهناك من له مصلحة في ضرب واجهاض الثورة وهم معروفون ولكن المشكلة في الأدلة فقد قال لي احد القضاة من الدوائر القريبة من التحقيقات منذ نحو 3 اشهر ان قضية موقعة الجمل "فشنك" وسيصدر فيها حكم بالبراءة لعدم وجود ادلة دامغة ضد المتهمين فيها وارجع ذلك الي ان هذه القضية غير مكتملة التحقيقات في النيابة واضطر النائب العام الي احالتها للمحكمة تحت ضغط مظاهرات الميدان باوراق "فاضية" اي لا تحمل ادلة قاطعة ضد المتهمين لعدة اسباب ان النيابة لم تتحرك في التحقيق فيها فور وقوعها وعندما اضطرت لذلك لم تكن لديها محاضر تحقيقات او تحريات من الشرطة التي لم تكن موجودة بسبب انسحابها كما ان الانفلات الأمني وحرق الأقسام كان عائقا اما عمل النيابة وكشف القاضي في حديثه عن اجتماع جمع بين القضاة والنائب العام قدموا فيه شكوي من عدم اكتمال القضايا المحالة من النيابة الي المحكمة. وطالبوا النائب العام بضرورة ان تتحمل النيابة المسئولية في هذه القضايا وقالوا ما معناه نحن براء من اي احكام ستصدر بالبراءة في قضايا قتل المتظاهرين، اذن الصورة واضحة والحقيقة جلية والمطلوب اعادة التحقيق في كل قضايا قتل المتظاهرين والقصاص ممن قتل الثوار وهي مهمة الرئيس الذي قال عقب ادائه اليمين في الميدان ان دماء هؤلاء في رقبتي وقد حان الوقت كي يوفي بوعده وإلا "الشعب يريد اسقاط النظام".