وفي الغربية كانت الجنازة شعبية مهيبة شيعت خلالها قرية صان الحجر بمركز بسيون بمحافظة الغربية ابنها الشهيد عبدالله المشد عريف الشرطة الذي راح ضحية رصاصات الغدر والخسة أثناء قيامه بعملية تأمين أموال أحد البنوك التي كان يتم توزيعها وتسليمها لمكاتب البريد الفرعية بالعريش عندما هاجم بعض اللصوص السيارة المحملة بالأموال لمحاولة سرقتها ولكن الشهيد تصدي لهم بشجاعة لتستقر في جسده رصاصات الغدر ويتم نقله إلي مستشفي العريش لاسعافه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا باصابته. وقد خرجت القرية عن بكرة أبيها برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها بعد أن ارتدت ثوب الحداد لوداع ابنها الشهيد في موكب مهيب إلي مثواه الأخير. ومن المفارقات الغريبة أن شقيق الشهيد الأصغر السيد يعمل هو الآخر بشرطة النجدة بالعريش وكانا دائما علي اتصال ببعضهما خلال وجودهما بالعريش. ويقول السيد شقيق الشهيد انه تلقي خبر إصابة شقيقه عبدالله أثناء وجوده في عمله بإدارة شرطة النجدة بالعريش حيث سارع علي الفور بالتوجه إلي مستشفي العريش العام الذي نقل إليه شقيقه مصابا برصاصات الغدر والخسة حيث استطاع أن يلحق به قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بلحظات لم تستغرق عشر دقائق فاضت بعدها روح الشهيد إلي بارئها أمام شقيقه الأصغر الذي راح في نوبة هستيرية من البكاء وهو لا يصدق أن شقيقه قد فارق الحياة ولن يراه بعد ذلك وهو ما اصابه بصدمة أفقدته الوعي لعدة دقائق حيث رافق جثة شقيقه الشهيد عند نقله إلي مدينة طنطا من خلال ثلاث سيارات شرطة ومدرعة حيث أقيمت له جنازة عسكرية بمدينة طنطا بعد اداء صلاة الجنازة عليه بمسجد الشيخة صباح بطنطا بعدها تم نقله إلي مسقط رأسه بقرية صان الحجر التابعة لمركز بسيون حيث تم تشييع الجثمان إلي مثواه الأخير بمدافن العائلة بالقرية. وأشار السيد شقيق الشهيد أن شقيقه عبدالله هو الشقيق الأكبر لأسرته المكونة من ستة أفراد حيث يعمل والده مزارعا ووالدته ربة منزل في حين يوجد ثلاثة أشقاء أكبرهم الشهيد وأصغرهم حسين الذي يعمل بالقوات المسلحة أيضا وشقيقة واحدة هي أكبرهم. وأكد أن شقيقه الشهيد كان يحظي بحب واحترام الجميع لما يتمتع به من أخلاق وطيبة ابناء البلد وانه أنضم إليه للعمل معه بالعريش بعد التحاقه بشرطة النجدة وكانا يحددوان اجازتيهما في مواعيد واحدة حتي يتمكنا من النزول إلي قريتهما معا وانه فقد شقيقا وأخا غاليا ولكن عزاءه الوحيد أنه يحتسبه عند الله شهيدا بعد أن ضحي بحياته للدفاع عن مهمته المكلف بها بشرف وحماية القوة التي كانت مرافقة له. وبصعوبة بالغة تحدث والد الشهيد الذي كان في حالة ذهول ولا يصدق أنه فقد ابنه في لحظات حيث أكد بان نجله الشهيد تولي عمله بالعريش منذ عشر سنوات كان خلالها مثالا للالتزام والانضباط واداء مهام عمله بتفان واخلاص وأشار الأب المكلوم بان نجله كان خاطبا لاحدي فتيات القرية وكان يستعد لزفافه عقب عيد الأضحي المبارك حيث كان يقوم بتجهيز وتأثيث عش الزوجية مع خطيبته وأسرتها ولكن لم يمهله القدر لتحقيق أمنيته وراح ضحية للغدر والخسة أثناء تأدية واجبه ولا يستطيع الاعتراض علي مشيئة الله ويحتسبه عند الله شهيدا ويطالب الدولة بضرورة القبض علي الجناة والقصاص منهم. أما قرية أكوا الحصة التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية فقد ارتدت ثوب الحداد واتشحت القرية بالسواد حزنا علي ابنها المجند هشام أحمد التلاوي حيث تم تشييع جنازته في موكب مهيب إلي مثواه الأخير بمدافن العائلة بالقرية وفي حالة من الحزن الشديد يتحدث والد الفقيد بنبرة صوت حزينة مشيرا الي بأن نجله الفقيد كان في نهاية فترة خدمته العسكرية حيث كان يستعد للخروج من الخدمة بعد أن قضي ثلاث سنوات كاملة هي فترة تجنيده بالمنطقة الشرقية بسيناء ولكن القدر لم يمهله لرؤية هذه اللحظة ولقي ربه في الحادث الأليم مع(20) من زملائه. وأكد بانه يحتسبه عند الله شهيدا ويدعو الله أن يعوضه خيرا في شقيقه الأصغر التلميذ بالمرحلة الابتدائية. وأشار الي أن نجله راح ضحية الاهمال وانه يطالب المسئولين بسرعة التحقيق في أسباب وملابسات الحادث الأليم لمعرفة من الذي تسبب في موت21 شابا من خيرة شباب مصر راحوا ضحية للاهمال وعدم الاعتراف بالمسئولية وتمني من الله أن يلهمه الصبر علي فقدان فلذة كبده وابنه الأكبر.