كان عبدالغني عاملا زراعيا بإحدي قري الدقهلية.. ولطالما كان يحلم بالزواج من إحدي جميلات القرية.. وعندما تزوج من أماني عاشت معه في السراء والضراء حتي رزقهما الله بطفلة جميلة تحمل ملامح والدتها ثم طفلا آخر. ظل عبدالغني في عمله بالزراعة حتي تعرف علي مجموعة من أصدقاء السوء.. وجمعتهم جلسات الكيف التي كان يقضي فيها أوقات, طويلة وبينما كانت تتقدم به السن كان أبناؤه يكبرون أمامه ولايشعر بهم فقد أهملهم وأهمل عمله حتي اضطر ابنه للعمل أثناء دراسته حتي حصل علي الدبلوم وأصبح صاحب المسئولية الأول في البيت أما الإبنة فقد اشتد عودها وتفجرت أنوثتها حتي أصبحت مطلبا للعرسان من أبناء قرية منشية البدوي.. إلا أن الأم التي سمئت حياة الفقر كانت دائما تنتظر لابنتها عريسا ميسور الحال له وظيفة يقتات منها. لم يكن الأب المسطول دائما يعي ما وصل إليه أبناؤه.. وذات مساء عاد قبل الفجر من إحدي جلسات الأنس ووقعت عيناه علي إبنته التي كانت نائمة.. نظر عبدالغني إلي إبنته بعين المسطول وليس بعين الأب.. وكان الشيطان له قرينا فتفحص جسدها ومفاتنها وماهي إلا لحظات حتي فزعت الفتاة من نومها لتفاجأ بأبيها يفترسها كالذئب وتبددت آمالها بعد أن فقدت أعز ما تملك وعندما أفاق الأب لم يجزع ولم يفزع بل حاول إقناع ابنته باستمرار معاشرتها.. كتمت الفتاة سرها بين ظلوعها وهي تخشي الفضيحة والعار.. فالآثم هو الأب والفريسة من المفترض أنها فلذة كبده.. وظل الأب الغائب عن الوعي مغيبا لضميره وكان يتحين الفرصة بين الحين والآخر وأثناء خلو المنزل ويفترس فلذة كبده ومنذ ستة أشهر لاحظت الأم بعض التغيرات الجسمانية علي إبنتها.. وبدأت في القلق عليها.. وكحل السهر جفون الأم التي ساورتها شكوك كثيرة حول سلوك إبنتها.. وألحت في معرفة الحقيقة دون جدوي.. زادت التغيرات الجسمانية بشكل ملحوظ علي الفتاة مما دعاها للوقوف بين يدي أمها وأمام شقيقها والإعتراف لهما بأن والدها قضي علي مستقبلها. إنهارت الأم وكاد شقيقها يسقط علي الأرض إلا أنه تماسك حتي يتمكن من محاصرة تلك الكارثة والخروج منها بأقل الخسائر.. وعندما علمت الفتاة أنها دخلت في شهور الحمل الأولي سقطت علي الأرض مغشيا عليها.. وأصيبت بنزيف أجهض حملها. وعكفت الأم تفكر في كيفية الإنتقام من زوجها.. وأعادت شريط ذكرياتها معه لتجده مليئا بالشقاء والمعاناة.. واتفقت مع نجلها علي التخلص من أبيه الذي أضاع شرف الأسرة بجريمته وأعدا العدة لقتله حيث انتظرا عودته ذات ليلة.. وما أن استلقي في فراشه حتي انهال الابن علي رأسه بعصا غليظة قضت علي حياته.. بينما أعدت الأم جوالا وضعت فيه الجثة وألقياها في أرض زراعية بقرية ميت الكراما المجاورة لقريتهم. وما أن اكتشف رجال المباحث الجثة حتي أمر اللواء مصطفي باز مدير أمن الدقهلية بتشكيل فريق بحث لسرعة كشف غموض الحادث.. ولم تكن لجثة الأب معالم يمكن التعرف عليه من خلالها.. كما كانت ملابسه خالية من أي دليل علي شخصيته وبدأ الرائد محمد متولي رئيس المباحث في فحص بلاغات الغياب بالمديرية حيث بدأت خيوط الحادث تتجمع عندما تبين وجود بلاغ من بعض الأشخاص بغياب شقيقهم الذي يبلغ من العمر45 سنة.. وافتربت أوصاف القتيل من أوصاف الغائب.. وبتكثيف التحريات تبين أن الجثة للأب عبدالغني.. كما تبين أن أسرته لم تبلغ بغيابه فقام النقيب أحمد الجندي معاون المباحث باستدعاء الأم والابن حيث تعرفا علي الجثة إلا أنهما حاولا إنكار ارتكابهما لواقعة القتل وبتضييق الخناق علي الأم للتعرف علي أسباب عدم الإبلاغ بغياب الزوج أو الإنزعاج انهارت وبدأت تروي رحلة شقائها واحتمالها لسوء سلوك زوجها ثم توقفت عن البكاء محاولة التماسك وقالت إلا إبنتي.. وروت لرجال المباحث مأساة الإبنة التي سلبها الأب شرفها وأكدت أنه لو عاد للحياة مرة أخري لقتلته ألف مرة. تم تحرير محضر بالواقعة وعرضه علي النيابة لمباشرة التحقيق.