اذا كان الاتحاد الدولي لكرة القدم( فيفا) نصب نفسه مندوبا ساميا للكرة المصرية وربما حاكما لها بخطابه الذي وصل امس مقر الجبلاية وطلب فيه من الاتحاد المصري العودة إلي الجمعية العمومية للاتحاد دون سواها فيما يخص قبول أو استبعاد طلبات المرشحين للانتخابات المقرر لها11 اكتوبر المقبل.. فإن العامري فاروق العامري وزير الرياضة اصبح علي المحك وبات مطالبا بالدفاع عن سمعة الرياضة المصرية وليست الكرة وحدها.. وعليه ان يتحرك بأسرع ما يمكن لايقاف هذه المهزلة التي يقف خلفها اصحاب المصالح. الفيفا الذي يرفض اي تدخل حكومي في شئون الكرة المصرية هو نفسه الذي يتدخل في شئونها ويريد ان يلغي قوانين مصر ويهمش دور وزير الرياضة فيها من اجل عيون مرشح مستبعد وجمعية عمومية وتبحث عن المصالح الخاصة. وأمام هذا التدخل السريع والغريب لم يعد امام وزير الرياضة في ثاني امتحان شخصي له الا منح اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد حق اختيار المرشحين لخوض الانتخابات أومن يخرج منها.. ولكن هذا الحق لابد ان يكون له ثمن ومقابل.. ومع منح الجمعية العمومية هذا الحق علي وزير الرياضة ان يتخذ اجراءات اخري وهي ايقاف او الغاء الدعم الحكومي لتلك الاندية وان تتحمل مجالس الادارات مسئولية انديتهم المالية وان يقبولوا بإنهاء سيادة الدولة عليهم في كل شيء بما فيها رفع الدعم المالي عن الاندية ومراكز الشباب الاعضاء في اتحاد الكرة.. وان يسددوا ثمن او ايجار الاراضي المقام عليها هذه الاندية وأن يتحملوا الايجار الحقيقي للملاعب والاستادات التي تقام عليها المباريات كما هو الحال في الدول الاوروبية التي لا تتدخل الحكومات فيها في شئون الكرة لانها من الاساس لا تتكبد ملايين الجنيهات كما يحدث في مصر.. علي ان يكون اتحاد الكرة والفيفا البديل للدولة في الانفاق والصرف علي تلك الاندية. وسبق للعامري فاروق ان فشل في اول اختبار له مع عصبة الجبلاية عندما اراد تصحيح مسار اتحاد الكرة بتعيين مجلس مؤقت برئاسة عصام عبد المنعم لكنه تراجع عن موقفه سريعا وقبل استقالة المجلس المعين تحت وطأة التهديد من جانب هاني ابوريدة الذي اذاع نبأ استبعاد الاهلي من دوري ابطال افريقيا في حال ايقاف الكرة المصرية دوليا.. وابتلع الوزير الشاب الطعم ورفع الراية البيضاء دون التحقق من امكان ضرب مخطط رجال الجبلاية لو احسن التعامل معهم خوفا من ان تلصق به تهمة استبعاد الاهلي من البطولة القارية. وكان اتحاد الكرة تلقي امس خطابا من الفيفا عبر فيه الاخيرعن رفضه قرارات لجنة الطعون بشأن استبعاد عدد من المرشحين للانتخابات المقبلة. وجاء ذلك بعد ان قررت لجنة الطعون باتحاد الكرة استبعاد هاني أبو ريدة لوجوده دورتين متتاليتين في مجلس ادارة اتحاد الكرة ومنافسه محمد عبد السلام بسبب عدم إكماله لدورة كاملة علي وجوده كرئيس لنادي مصر للمقاصة. وأشار الفيفا في الخطاب إلي أن قرار لجنة الطعون انتهك بشكل واضح لوائح الاتحاد الدولي ولائحة النظام الأساسي في الاتحاد المصري وأوصي بالعودة إلي المحكمة الرياضية الدولية في حالة التنازع بين لجان الاتحاد المصري بشأن أي قرار تصدره الجمعية العمومية. جاء ذلك في اليوم التالي للتوصية التي رفعتها لجنة الاتحادات للجنة التنفيذية للفيفا وتقضي بتجميد النشاط في مصر لمدة عام أو الانصياع لرغبات الجمعية العمومية للأندية المصرية بشأن المرشحين المستبعدين من انتخابات الجبلاية.