تحول الظهير الصحراوي لمحافظة اسوان إلي أمل القري الاسوانية للخروج من الفقر, لاسيما ان المحافظة يحدها من الشرق جبال البحر الأحمر ومن الغرب يقسمها النيل إلي قسمين. الأول يتاخم النهر والثاني لايجد سوي الصحراء الغربية ملاذا له. وعلي الرغم من تعدد المحافظين علي المحافظة منذ تطبيق نظام الحكم المحلي, إلا ان احدا منهم لم ينتبه لأهمية رسم خريطة المستقبل بالعمل علي التخطيط الجيد للتوسعات السكنية باستثناء اللواءين سمير يوسف المحافظ السابق ومصطفي السيد المحافظ الحالي الذي شهدت فترة ولايته حتي الآن ولادة قري بنبان وفارس والحربياب الجديدة وفي الطريق قري أخري من بينها ابريم في نصر النوبة, ولان تجربة قرية فارس كانت ناجحة إذ اعتمدت علي توفير الأراضي التي قام شباب القرية باستصلاحها وزراعتها فحققت لهم عائدا ماديا كبيرا, فإن شباب قري غروب النيل كما يطلقون عليها في اسوان يناشدون الحكومة العمل علي مزيد من التوسعات التي ستخرجه خروجا آمنا من خط الفقر إلي العيش بكرامة. وقال محمد عبدالنبي من ابناء قرية غرب اسوان انه يتعجب من حال محافظة اسوان التي تقف مكتوفة الايدي امام سيطرة بعض الهيئات علي الاراضي خاصة في غرب النيل, فهي اما تتبع التعمير أو القوات المسلحة او وزارة الزراعة, ولكن للأسف تتلذذ وهي تشاهدها صحراء جرداء لازرع فيها ولاماء, ويتساءل: كيف تسمح هذه الوزارات والهيئات بزراعة المناطق الصحراوية بطول الطريق الصحراوي ما بين أسوان والقاهرة في المنطقة التي تتبع اداريا لمحافظة الأقصر, حيث تنتشر المزارع الضخمة الرائعة والمثيرة للتساؤلات في الوقت الذي ترفض فيه الموافقة علي عمل ذلك في اسوان. وأكد العمدة ابراهيم البرنس من قرية بنبان ان التوسع العمراني اصبح مطلبا ملحا وضروريا بعد ان ضاقت القري بسكانها وشبابها, فمثلا في قريته التابعة لمركز دراو اصبح البحث عن مسكن غاية في الصعوبة إن لم يكن في حكم المستحيل, لذلك والكلام للعمدة نطالب بإطلاق يد المحافظة لتخصيص الاراضي للشباب في الظهير الصحراوي, فنحن محكومون بالنيل شرقا وليس امامنا سوي التوجه غربا. ويضيف البرنس ان الظهير الصحراوي هو الأمل الذي يراود شباب قري غرب النيل من غرب أسوان جنوبا وحتي حدود مركز ادفو مع محافظة الاقصر شمالا, فمن خلاله يمكن استصلاح آلاف الأفدنة والعمل في الزراعة الموسمية ذات المزية النسبية التي تبكر بالمحاصيل, كما انه سيؤدي لتوفير فرص العمل والحد كثيرا من البطالة, وكذلك ستسهم هذه الفكرة حال تطبيقها في تنفيذ جزء من مشروع النهضة للرئيس مرسي. ومن قرية فارس التابعة لمركز كوم امبو يوضح محمد ابوالقاسم عمدة القرية التجربة النموذجية للشباب قائلا: في ضوء التكدس العمراني والسكاني للقري كان لابد من التفكير في حلول بديلة تعين الشباب علي العمل وتوفر له المسكن المناسب, خاصة ان القوانين تجرم البناء علي الاراضي الزراعية, ومن ثم بادر عدد كبير من الشباب بالاتجاه نحو الظهير الصحراوي وواجهوا معاناة المقننات المائية وفي النهاية نجحوا في زراعة النخيل لبرتمودة والسكوتي, واشجار الدوم والمانجو ومن الأخيرة حققوا الآن مكاسب ضخمة في ظل ان القرية أول من ينتج المانجو في مصر صيفا. وأشار عادل ابراهيم أحمد من الشباب المغامر هناك إلي ضرورة تعميم التجربة علي جميع القري التي تسمح حدودها بالتوسع الصحراوي بشرط توفير المقنن المائي اللازم للزراعة, ويقول ان التجربة بدأت بفكرة وتعرضنا لصعوبات ولكن في النهاية نجحت. وأكد عبدالسلام محمود أحمد ان الأمل في الظهير الصحراوي وزراعته هو مايجب ان يحرص عليه الرئيس محمد مرسي المقتنع اساسا بفكرة غزو الصحراء لافتا إلي انه قام بزراعة7 افدنة بالقمح وقد اعطت الأرض البكر من خيرها الكثير بان حقق الفدان الواحد15 أردبا. وقال إن الدولة ملزمة بان توفر التوسع العمراني والزراعي المطلوب من خلال فض الاشتباك بين الوزارات والهيئات حول ملكية الاراضي في الظهير الصحراوي وتخصيصها كمشروعات للشباب بعد ان ضاقت القري بأهلها ولم يعد هناك توسع رأسي للمساكن. من جانبه اشاد اللواء مصطفي السيد محافظ اسوان بتجربة فارس التي عايشها منذ توليه منصبه في عام2008 وقال إن التجربة هي شعاع الأمل الذي ينير مستقبل قري غرب النيل وغيرها في اسوان, وأكد المحافظ ان المشكلة تكمن في تعدد جهات الولاية علي الأراضي طبقا لموقعها, وهو ما نعمل علي المطالبة بتغييره بحيث تكون ولاية الاراضي تتبع للمحافظة وليس لوزارة أو هيئة, عدا المناطق الاستراتيجية التي تتعلق بأمن الوطن. وقال المحافظ إنه سيتبني تطبيق تجربة قرية فارس الناجحة علي نطاق اوسع بالمحافظة, بالاضافة لدعم وتنفيذ التوسع العمراني فيما يتعلق بقري الظهير الصحراوي للخروج من الوادي الضيق, مشيرا إلي انه يتم تنفيذ عدة قري للظهير الصحراوي حاليا علي امتداد مراكز المحافظة الخمسة.