ما بين الرفض والقبول لصور الاعتراض للإساءة التي تعرض لها خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, دارت التساؤلات والمشاحنات ولكن يبقي السؤال الأهم وهو: الإساءة إلي رسولنا الكريم مسئولية من؟ بلا تردد أو لف أو دوران, وبكلمات مباشرة وقصيرة تكمن الإجابة في: أن المسلمين هم المسئولون عما يحدث للرسول صلي الله عليه وسلم, ولديار المسلمين بعدما أصبح المسلمون يستوردون أكثر من70% من طعامهم وأقواتهم من الغرب, ومن خارج الحدود. المسلمون هم المسئولون عما يتعرضون له ويحدث لهم لأنهم بصراحة ادعو حب الرسول الكريم دون أفعال, فأين نحن من سنن الرسول الذي يقول الله سبحانه وتعالي علي لسانه في القرآن الكريم قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. أقول للمسلمين في كل مشارق الدنيا ومغاربها أحملكم المسئولية أمام الله فيما يحدث للرسول ولأي مسلم لاسيما ونحن عشنا كثيرا زمن الشتات والفرقة لأننا تخلينا عن ديننا. أين نحن من أصحاب الرسول الكريم الذين ضحوا بكل شيء من أجله صلي الله عليه وسلم, وأذكر هنا يوم غزوة أحد وبعدما انقلبت الدائرة علي المسلمين نتيجة مخالفة الرماة أمر النبي صلي الله عليه وسلم وتركهم للجبل ونزولهم لجمع الغنائم فاستغل خالد بن الوليد تلك الثغرة وقتل70 رجلا من المسلمين وجرح النبي صلي الله عليه وسلم وكاد يقتله, وظهرت ملاحم الحب للرسول الكريم علي النفس والدم والحياة والدنيا بأسرها, فها هو طلحة بن عبيد الله قاتل عن النبي صلي الله عليه وسلم حتي قطعت أصابعه, وقام أبو دجانة أمام الرسول يترس عليه بظهره والنبل يقع عليه وهو لا يتحرك حتي أصبح ظهره كظهر القنفذ, وقاتل عبد الرحمن بن عوف حتي أصيب فوه يومئذ فهتم أي سقطت أسنانه, وجرح20 جرحا أو أكثر, وها هو مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الذي امتص الدم من وجنة الرسول صلي الله عليه وسلم حتي أنقذه فقال له الرسول: مجه.. فقال: والله لا أمجه أبدا, فقال النبي الكريم: من أراد أن ينظر إلي رجل من أهل الجنة فلينظر إلي هذا فقتل شهيدا. ولم تكن التضحية من أجل الرسول مقصورة علي الرجال فها هي إحدي الصاحابيات عندما علمت باستشهاد زوجها وأولادها وأخيها لم يشغلها ذلك عن الرسول بل سألت وأين رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا لها إنه حي, فقالت الحمد لله كل شيء يهون إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم. بقي أن نقول: حتي هذه المظاهرات لم تتكلم بلغة العصر أو بشكل عقلاني ومتزن بل كانت نتاج عصبية وتهور أضرت المال العام وشوهت صورة الإسلام ودفعت هذه المظاهرات الإعلام العالمي إلي تغيير اللغة من نقل الاستنكار الدولي لفيلم إلي تقديم الاعتذارات وللأسف لمقتل السفير الأمريكي في ليبيا. لقد انقلب الأمر حتي تحول إلي إساءة ثانية للإسلام والرسول الكريم لأننا أتباعه ولابد أن نقتدي بأخلاقه وآدابه. نعم للمظاهرات السلمية المعتدلة التي تطالب بردع كل من تسول له نفسه التجرؤ علي أي نبي من أنبياء الله, والبعد عن ساليب العنف التي شوهت صورة الإسلام, أين نحن من أخلاق خاتم الأديان.. وكفانا!!. [email protected]