لم يعد من الممكن استخدام أسلوب المهدئات في التعامل مع أزمات كرة القدم سواء علي مستوي الأندية أو المنتخبات, ولابد من خريطة واضحة المعالم للفصل في كل ما يواجهنا من وقفات وما أكثرها. وليس هناك أفضل من قانون أو لائحة ورجال قادرين علي تنفيذها وفرضها علي الكبير قبل الصغير, ولكن هذا لم يحن موعده بعد بدليل الطريقة البدائية التي واجه بها النادي الأهلي كإدارة وجهاز فني أزمة رفض محمد أبو تريكة المشاركة في لقاء السوبر المحلي أمام إنبي كنوع من التأييد والتعاطف مع أسر شهداء مذبحة بورسعيد منذ أشهر, وهو الآن عاجز.. لا يعرف كيف يداري العيوب ويداوي الجراح ويحفظ ماء الوجه! فما من شك أن قرار أبو تريكة الذي فاجأهم وأحرجهم وورطهم مثل كل القرارات له مؤيدون ومعارضون, وما انطبق علي جمهور الأهلي الكبير بل علي جمهور الكرة المصرية بصفة عامة يسري علي أعضاء الجهاز الفني لفريقه وعلي زملائه اللاعبين, وهي حقيقة لا يمكن أن يخفيها البدري أو الإدارة التي جاءت به فاشلا مع نادي إنبي في الكونفيدرالية الأفريقية.. فلو أن البدري كان قادرا علي التعامل مع الموقف, ولو نزلت محبة أبو تريكة في قلبه فجأة ما ترك الأمر يصل إلي هذه الحالة, ولكن الحقيقة أنه رآها فرصة للتخلص من النجم الكبير مستغلا تحامل الإدارة وغيظها لتصفية حسابات قديمة عندما أطلق عليه اللاعب رصاصة الرحمة من قبل وأبعده عن منصبه بقرار إقالة شهير! وأعجب هذه الأيام من المحاولات المستميتة للمدير الفني للأهلي لإظهار عشقه بلاعبه وحرصه علي أن تعود العلاقة بينه وبين زملائه إلي سابقها, ومن أجل ذلك دخل في وصلة خلاف مع مدير الكرة حول ما هية الإيقاف.. هل هو محلي وأفريقي.. أم محلي فقط! شرخ العلاقة حدث مع كل من كشفه قرار أبو تريكة خاصة بعد الجماهيرية الكبيرة التي اكتسبها والتعاطف الشديد معه ضد كل من ينال منه بأية طريقة.. ولا يستطيع البدري ولا غيره إن أحسن النوايا أن يعالجه في غمضة عين كما يشيع.. وما أقول هذا إلا لمواجهة الواقع الذي يعيشه النادي الأهلي, ولا علاقة لتوقيته بمباراة القمة الأفريقية أمام الزمالك اليوم في ستاد برج العرب حتي يعزف كذابو الزفة علي وتر آخر! [email protected]