مازالت أبراج الضغط العالي التي تمر أعلي المساكن في مراكز ومدن التل الكبير والقصاصين وفايد وأبو صوير والقنطرة غرب وشرق بالإسماعيلية, بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت وبدون سابق إنذار حيث تهدد حياة الآلاف من الأهالي, ورغم أن المشكلة خطيرة فلم يتحرك لها أي مسئول. وقال عوض مرسي مزارع-بالتل الكبير إن أبراج الضغط العالي تمثل خطرا داهما للسكان الذين أصبحوا مهددين في أي لحظة بالتشوه أو الموت حرقا وصعقا بالكهرباء الأمر الذي حول حياتهم لجحيم بعد تكرار الحوادث الناتجة عن سقوط الأسلاك بفعل الرياح أو عند الاقتراب منها نظرا لأن غالبية المساكن في محيطها ذات طابقين وتكاد أسطحها تلامسها لعشوائية البناء وغياب الرقابة. وأضاف سالم محمود موظف من فايد- أن التوسع السكاني دفع المواطنين لإقامة منازلهم أسفل أبراج الضغط العالي التي يصدر عنها ذبذبات وشرز وانفجارات وقت العواصف تجعلنا نشعر بالرعب الحقيقي ولابد للمسئولين عن شركة الكهرباء من نقل هذه الأبراج من التجمعات السكنية إلي مكان آخر أو استبدالها بشبكات أرضية. وأشار عبد التواب السيد-أحد سكان القصاصين- إلي أن أسلاك الضغط العالي تحاصرنا من كل مكان والبعض منا يعاني من أمراض بسببها من حيث زيادة الشحنات الكهربائية في أجسامنا وحقيقة نحن نموت بشكل بطيء والخوف أن تحترق مساكننا نتيجة انفجار الخطوط بين لحظة وأخري لأننا نشاهد كتلا نارية تتساقط من الأبراج وتلتهم كل شئ علي الأرض وقد حدث ذلك منذ فترة ليست بالبعيدة عندما نشب حريق في قرية البعالوة شوه وجوه بعض الأطفال وأجسادهم وشكونا في وقتها ولم يستمع إلينا أحد من المسئولين لأن الأمر لايعنيهم بشيء سوي الجلوس في المكاتب وعدم قضاء احتياجات المواطنين. وأوضح خليل عبد المجيد-مزارع-بالقنطرة غرب أن أسلاك كهرباء الضغط العالي في البناهوة وأبو صبيح والنصر تقع علي مقربة شديدة من مساكن الأهالي وهذا يمثل خطورة لأنهم لا يستطيعون توصيل الكهرباء ويستخدمون وسائل أخري لإنارة منازلهم والمشكلة الحالية التي تحتاج الوقوف عندها أنه من الصعب هدم المنازل المقامة ويجب علي المسئولين نقل أبراج الكهرباء صحيح هذا الأمر مكلف لكن حياة المواطنين أغلي من أي شئ, إذا عرف ذلك المسئولين عن قطاع الكهرباء أما في حالة تجاهلهم لأزمة هم بالفعل لايهمهم سوي أنفسهم ويضربون بمصالح الأهالي البسطاء عرض الحائط. وأكد متولي رجب-مهندس بالقنطرة شرق- أن المسئولين عن شركة كهرباء القناة تركوا المواطنين يشيدون منازلهم أسفل أبراج الضغط العالي رغم مايمثل ذلك من خطورة شديدة وغضوا البصر عن تحذيرهم وإزالة المباني في حالة عدم التزامهم واهتمامهم فقط ينصب علي قطع الكهرباء لتخفيف الأحمال وتركوا المشكلة الأخطر وهي أبراج الضغط العالي التي اعتبرها قنابل موقوتة قد تهوي في أي لحظة سواء عمدانها أو أسلاكها علي رءوس الأهالي وقتها تحدث كارثة بشرية. وقال الدكتور عمر المغربل نقيب الأطباء بالإسماعيلية, إن الأضرار الصحية علي أي مواطن يعيش علي مقربة من خطوط الضغط العالي ينتج عن ذلك بمرور الوقت الإصابة بالسرطان وأمراض المخ والأعصاب بالإضافة للتشنجات وفقدان مراكز الإحساس والحركة والسمع لفئة المدخنين والمدمنين وأما مرضي السكر يصابون بالآلام والتهاب الأعصاب الطرفية وأمراض الضغط وإذا تعرضت الأمهات الحوامل للذبذبات الناتجة عنها تؤثر سلبا علي الأجنة وقد يولد الأطفال مصابين بضمور في المخ وهذه حالات معروفة لدينا. من جانبها قالت المهندسة أحلام السيد السكرتير العام المساعد لمحافظ الإسماعيلية إن القانون63لسنة74حدد حرم خطوط الكهرباء ومنع التعدي عليها وفي حالة وجود الجهد الفائق منها لابد من البعد عنها بمسافة25 مترا والجهد المتوسط والعالي البعد عنهما يكون بمسافة13 مترا. وأوضحت أنه مع الزحف العمراني وانتشار العشوائيات أصبح هناك كثرة في التعديات علي حرم أبراج الضغط العالي, ووزارة الكهرباء لها حلول لتلك الأزمة تتمثل في نقل هذه الخطوط بعيدا عن الكتل السكنية التي امتدت اليها عند الحاجة لإحلالها وتجديدها أو نتحمل نحن تكاليف نقلها خارج المناطق السكنية علي أن تسهم معنا وزارة الكهرباء في التكلفة وهذا يحتاج لاعتمادات مالية من الصعب تدبيرها في الوقت الراهن والحل الثالث أن يتحمل المواطنون المتضررون التكلفة المالية بالتنسيق مع وزارة الكهرباء لنقل أبراج الضغط العالي وهذا متاح بين أيديهم لأنهم السبب فيما وصلوا إليه من مشاكل وأزمات للبناء المخالف أسفل الأبراج الكهربائية.