أكد السفير حسين أمير.. نائب وزير الخارجية الإيراني ورئيس الوفد الإيراني في اجتماع اللجنة الرباعية والتي تضم مصر وإيران وتركيا والسعودية بشأن سوريا والتي تمت بمبادرة من الرئيس محمد مرسي أن هناك تفاؤلا بشأن مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية في المستقبل وانه سوف يتم رفع مستوي العلاقات بين البلدين الي مستوي السفراء مثل تركيا والسعودية. وقال في حواره ل الأهرام المسائي إن اجتماع اللجنة الرباعية بالقاهرة كان مفيدا وايجابيا وان استمراره مهم للمساهمة في حل الأزمة السورية.. وفيما يلي نصر الحوار: * ما هو تقييمكم لزيارة الرئيس محمد مرسي لإيران لحضور قمة حركة عدم الانحياز؟ ** السفير حسين أمير: ان حضور الرئيس محمد مرسي لإيران كان فرصة غالية في مسار العلاقات المصرية الإيرانية ونحن ننظر بعين الاعتبار والاهتمام لهذه الزيارة المهمة خاصة وانها ضمن الزيارات الأولي للرئيس مرسي الي خارج مصر مما يعني أن الرئيس وضعها ضمن أولوياته الخارجية. وقال إن الرئيس مرسي التقي الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في طهران وسط اجواء طيبة وحميمية جدا.. مشيرا الي أن الزيارة بالفعل تعتبر نقطة تحول رئيسية في مسار العلاقات بين البلدين والشعبين معا. * ما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقات المصرية الإيرانية خلال المرحلة المقبلة؟ ** نائب وزير الخارجية: نحن متفائلون بمستقبل العلاقات بين البلدين ونأمل أن تكون طهران هي أول عاصمة تستضيف الرئيس مرسي للقاء الرئيس نجاد وعقد محادثات ثنائية بينهما خاصة أنه ليس هناك أي قيود أمام تقوية العلاقات مع مصر. وقال إن هناك استعدادا كاملا داخل ايران للاستفادة من جميع الامكانات والطاقات الوطنية للتعاون مع مصر وتحقيق تعاون مثمر وحقيقي بين الشعبين. وأوضح انه علي الرغم من وجود مكتبين لرعاية المصالح في البلدين يرأس كل منهما مسئول دبلوماسي بدرجة سفير يعملان مثل أي سفارتين كبيرتين.. مشيرا الي أن مستوي التمثيل سوف يصل الي المستوي الدبلوماسي الكامل مثل الدول الأخري المشاركة في الاجتماع الرباعي وهي تركيا والسعودية.. وهو ما يرضي طموح الشعبين. الأزمة السورية * كيف تنظرون الي نتائج الاجتماع الرباعي الذي عقد بالقاهرة بشأن الأزمة السورية؟ ** السفير حسين أمير: أولا لابد من القول بإن مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي بشأن الأزمة السورية مهمة للغاية وتلقي اهتماما كبيرا خاصة في ظل الظروف الحالية وأنها تعتمد علي الحلول الدبلوماسية والسياسية وترفض أي تدخل عسكري في سوريا. وقال نحن نعتقد أن حل الأزمة السورية سيكون سياسيا وليس عسكريا ولذا فإن جميع التدخلات العسكرية والامنية في سوريا يجب أن تتوقف فورا. وقال في بداية الأمر قالت الخارجية المصرية في بيان لها بشأن سوريا أنه لابد من وجود حوار وطني واجراء اصلاحات سياسية ووقف العنف ووقف تسليح المجموعات المسلحة, وبالفعل نحن اتفقنا علي هذه المباديء. وأوضح أن الاجتماع الرباعي كان ايجابيا وان استمرار مثل هذه الاجتماعات مفيد في حل الأزمة وقال إن بلاده اقترحت ثلاثة أمور: أولا: أن أي حل يجب أن يكون بدون شروط مسبقة. ثانيا: أن أي وساطة تتم لابد أن تكون بين الطرفين الحكومة والمعارضة معا. ثالثا: لابد أن يكون هناك دعم للشعب السوري ولاقتراحات الرئيس بشار الأسد بشأن الاصلاحات داخل سوريا. وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تحدثت في الاجتماع ايضا حول المساعدات الإنسانية للشعب السوري وكذلك ضرورة وقف ادخال السلاح الي سوريا حتي يتم تقليل النزاعات والمواجهات وبالتالي وقف تشريد السوريين.. لأن السلاح موجود في أيدي مجموعات غير مسئولة ومتطرفة منتشرة داخل سوريا. وقال إنه اذا نظرنا الي وجود معارضة لأي حكومة في العالم وان هناك امكانية لتسليح تلك المعارضة من الخارج أي من قبل بلدان أخري وعلي سبيل المثال في اليونان واسبانيا هناك معارضة للحكومة اذا قامت بلدان أخري بتسليمها سيكون الوضع بها مثل سوريا. إصلاحات سياسية * هل تعتقدون ان سوريا تحتاج الي اصلاحات سياسية حقيقية؟ ** السفير أمير: نحن نعتقد أن سوريا تحتاج الي اصلاحات مثل أي بلد آخر وان الشعب السوري لديه متطلبات مشروعة وهي موجودة في مبادرة الرئيس بشار الأسد.. ولكن التدخلات الخارجية في الشأن السوري حولت المتطلبات السلمية للشعب السوري الي نزاعات مسلحة. وقال إن الاصلاحات السياسية التي حدثت في سوريا خلال الشهور الماضية لم تحدث بالمقارنة في أي بلدان أخري مثل اليمن والبحرين ولكن بعض الدول لا تنظر الي ذلك مشيرا الي مقتل17 ألف شخص في ميدان التغيير باليمن ومقتل المواطنين يوميا بالغازات السامة في شوارع البحرين دون أن تلتفت بعض الأطراف الي ذلك ولكن لان سوريا جزء من المقاومة داخل المنطقة فإن هناك هجوما كبيرا علي سوريا والشعب السوري نفسه. مستقبل المبادرة * كيف تنظرون الي مستقبل المبادرة المصرية بشأن الأزمة السورية؟ ** نائب وزير الخارجية: نري استمرار العمل بالمبادرة وفي اطارها ولذا تم الاقتراح ان يكون الاجتماع المقبل لها علي مستوي وزراء الخارجية وسوف يتم تحديد موعده قريبا. وقال إننا اقترحنا أن تضم المبادرة دولتي العراق بوصفها الرئيس الدوري للجامعة العربية وفنزويلا بوصفها عضو ترويكا عدم الانحياز وفي نفس الوقت حضور الاخضر الإبراهيمي ممثل الأممالمتحدة بشأن سوريا الاجتماعات وبذلك تستطيع مبادرة د.مرسي أن تستمر مناقشاتها وان تكون لها قوة كبيرة من قبل جامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز والأممالمتحدة وبالتالي تصبح المبادرة أربعة+ اثنين+ واحد. وأكد إننا استمعنا الي وجهات نظر مصر في أمور عديدة ونقلنا لهم وجهة نظر إيران ايضا ولكن تم الاتفاق علي استمرار العمل في اطار المبادرة. * كيف يمكن استمرار العمل بالمبادرة في ظل اختلاف مواقف مصر وتركيا والسعودية عن موقف إيران بشأن الأزمة؟ ** تمت المناقشات حول المباديء والاشياء العامة المتفق عليها ورغم خلافات وجهات النظر بين الاطراف الأربعة فإن هناك مشتركات عديدة ونحن نستطيع أن نستمر بهذه المشتركات من أجل الوصول الي الآلية المشتركة والأهم أن يكون هناك التزام من كل الأطراف بهذه النتائج. * ما هي قراءتكم للأوضاع الحالية في سوريا؟ ** السفير حسين أمير: نتصور أن التطورات السورية مرتبطة بتحركات شعبية وخطوات الحكومة السورية داخل سوريا وفي الواقع فإن الوضع الميداني هو الذي يحكم علي كل خطوة.. مشيرا الي أن بلاده تعتقد بأنه علي الرغم من التدخلات الخارجية في سوريا إلا أن القضية في تقدم للأمام. وأوضح أن سوريا مرت بنجاح من فترة الأزمة الحادة وعلينا أن نساعد الشعب السوري في كل مشاريعه عن طريق عودة الأمن وتوفير احتياجات الشعب اليومية ومساعدة الحكومة السورية من أجل اكمال مسار الاصلاحات السياسية واجراء حوار وطني مع جميع الاطراف. وقال إن الشعب السوري يقرر مصير المستقبل الديمقراطي لبلده وبسبب التدخلات الأجنبية يمكن أن تتحول سوريا الي مركز للإرهاب وبالتالي توسيع نطاق عدم الأمن والاستقرار في سوريا وهناك تخوف من نشره في بلدان مجاورة. ولذا لابد من الاتفاق علي منع دخول الأسلحة الي هذا البلد الشقيق وعدم وصولها الي أيدي المجموعات غير المسئولة.