عندما تكلم العامري فاروق وزير الدولة للرياضة عن بدء النشاط الرياضي علي وجه العموم وكرة القدم علي وجه الخصوص.. وعندما خرجت الأخبار سريعة عن اجتماعاته مع وزير الداخلية ومسئولي اتحاد كرة القدم.. وعندما خرجوا علينا ليؤكدوا أن الدوري يوم17 سبتمبر الحالي.. وعندما تناولوا حبوب الشجاعة بعد هجوم الألتراس الأهلاوي علي مقر اتحاد كرة القدم وقالوا إن الدوري في موعده وإنه لم يخلق بعد من يتحكم في مصير النشاط الرياضي.. كنت أدرك أنهم يتكلمون فقط بالتمام كما كان يحدث في عهد النظام الذي أسقطه الشعب في ثورة25 يناير, ولما لا والعامري فاروق جاء من واحدة من المدارس الكبري التي احتمت بالنظام واستفادت منه وفعلت ما أرادت.. فهم يتكلمون عن موعد مسابقة في الوقت الذي كان فيه موقف النادي المصري معلقا قبل خطاب الضمان, وقبل إجراء القرعة وتحديد المواعيد, بل ووضع لائحة الموسم.. وقبل تسويق البطولة فضائيا وتحديد نسب الأندية من البث.. وقبل تهيئة الجو العام من إعلام وجماهير وغيره.. وقبل الاتفاق علي الملاعب التي تستضيف المباريات.. كما أنه لم يقل أحد هل سيتم تنفيذ الشروط الأمنية التي وضعتها النيابة بعد مجزرة ستاد بورسعيد؟.. أو علي الأقل متي سيتم تنفيذها؟.. باختصار- كان قرارا عشوائيا مثل كل القرارات التي دمرت الرياضة في السنوات الأخيرة أراد صاحبه نصرا معنويا في بداية عهده بالوزارة.. هو فكر فقط في أن ينسب لنفسه قرار عودة النشاط الرياضي دون أن يدرس كيف يعيده علي أسس وتحت ضوابط تضمن عدم وقوع مأساة أخري! التأجيل لمدة شهر- مهما كان سببه- جاء إنقاذا للموقف وشطبا لقرار عشوائي يؤكد أن الرياضة ما زالت خارج الصورة.. لابد أن يعود الدوري ولكن ليس بطريقة إيد واحدة.. لابد أن يجلسوا, وأن يفكروا في شكل الموسم الجديد, كما أن عليهم أن ينتظروا نتيجة انتخابات مجلس إدارة اتحاد الكرة بدلا من نظام اللجان التي لا تقدم ولا تؤخر.. لابد أن تأخذ عملية التنظيم والاستعداد وقتها, وأن تقام المباريات في ملاعب آمنة حتي ولو من دور واحد.. فكروا يا سادة.. فقد انتهي زمن القرارات التي لا تقبل النقاش! [email protected]