مثلي مثل أي أب لم تسعني الدنيا من الفرحة عندما رزقني الله سبحانه وتعالي بابنتي أمل كانت لي الفرحة الأولي وهبة من الله أشاعت النور في صدري وقشعت ظلام صدري حيث كنت أعيش وحيدا في دنياي حتي جاءت أمل إلي الدنيا وأحسست أنه قد بات لي عزوة في هذه الدنيا التي شقيت فيها منذ نعومة أظافري فلم أعرف يوما معني الطفولة وكنت أعمل وأتحمل مسئولية نفسي وأنا بعد صغير وكبرت وكبر شقائي في مستنقع الفقر الذي لاتجف مياهه المريرة أبدا..غيرأني كنت أكافح من أجل بناء مستقبل مختلف.. وكم حلمت بحياتي الجديدة عندما يرزقني الله سبحانه وتعالي بالأطفال وكان بقدوم أمل بداية تحقيق الحلم وإزداد حماسي للعمل من أجلها ولكنها الحياة هكذا دائما لاتستمر علي حال وصعب عليها سعادتي فأرادت اختباري اختبارا قاسيا في ابنتي وفرحة عمري كله فقد أصابتها أنياب المرض الشرسة وهي بعد صغيرة تحيط بها براءة أيامها وزهور عمرها الثمانية..وبدأ سيناريو المعاناة المرير عندما فوجئت بابنتي وقد أصابها إعياء شديد فهرولت بها إلي الطبيب الذي إرتاب في شيء مجهول لم يستطع تحديده وطلب إجراء فحوصات وأشعات وتحاليل.. واستدنت وأجريت كل الفحوصات الطبية المطلوبة وذهبت بها إلي الطبيب الذي إنفجرت في عينيه الدهشة وواجهني بالحقيقة المرة بأن ابنتي أمل مريضة بمرض عضال فهي تعاني من ورم بالمخ وفي حاجة الي جراحة عاجلة لتركيب صمامين نحاس ولحين إجراء الجراحة فهي في حاجة إلي أدوية بشكل دائم حتي تستطيع تحمل آلام المرض وعلاج طبيعي لاينقطع بالاضافة إلي أشعة رنين. ووجدتني أشعر بالعجز أمام ابنتي فالعلاج الشهري باهظ التكاليف ويفوق قدراتي المالية بكثير وفجأة أظلمت الدنيا في عيني وأحاط بي اليأس كسياج حديدي لافكاك منه ولكني لم أعدم رحمة الله وهذا دفعني لكي أتمسك بالأمل الي آخر لحظة.. وطرقت باب رحمة الله سبحانه وتعالي من خلال بابكم مع الناس لعلي أجد من بين القراء قلبا رحيما يعينني علي ما أنا فيه أو أن الدكتور محمد مصطفي حامد وزير الصحة يصدر قرارا بعلاج( ابنتي علي نفقة الدولة قبل أن تنهش أنياب المرض مابقي لها من أيام ويلتهمها الموت ويخطفها مني.