بحث مصطفي عن عمل لمدة عام كامل حتي هداه سبيله لشركة مشغولات ذهبية كبيرة ذاع صيتها في الآونة الأخيرة واستطاع أن يلتحق بوظيفة مندوب مبيعات. فكان يحصل علي كميات كبيرة من المشغولات الذهبية ليوزعها علي عملاء شركته. لكنه لم يحافظ علي تلك الوظيفة التي يتمناها أغلب أقرانه.. وفكر كثيرا في الاستيلاء علي ما مامعه من أمانات إلا أنه كان يتراجع في كل مرة خوفا من العقاب ودخول السجن. وذات مساء جلس مع اثنين من رفقاء السوء ودار معهما حوار حول ما يحمله كل يوم من ثروة لا يستطيع التمتع بشيء منها.. وبدأ صديقاه يفكران في كيفية الاستفادة من تلك الكميات حتي هداهما الشيطان لحيلة ظنا أنها تمكنهم( الثلاثة) من السعادة ووضعوا خطتهم التي تمثلت في أن يغافل مصطفي مدير المبيعات الذي يرأسه بالشركة ويستولي علي ميدالية المفاتيح الخاصة به ويستخرج نسخة مقلدة منها ثم يعيدها لمكانها دون أن يشعر به أحد. وبالفعل تمكن من ذلك.. وتم تحديد موعد التنفيذ, حيث وصل مدير المبيعات يحمل حقيبته الكبيرة المكتظة بالمشغولات الذهبية., وتركها علي أن يعود في اليوم التالي ليوزع ما بها علي مندوبي الشركة. كان موعد التنفيذ بعد انتهاء مواعيد العمل.. وبالفعل تمكن مصطفي من دخول الشركة بعد انصراف جميع العاملين بها وفتح حقيبة مدير المبيعات, واستولي منها علي4.5 كيلو من المشغولات الذهبية الغالية الثمن وفر هاربا قبل أن يشعر به أحد.. وأخفي المسروقات في شقته بدرب المحروقي بالدرب الأحمر. في اليوم التالي توجه سامح حسين يوسف مدير المبيعات إلي مكتبه ليكتشف السرقة.. فأسرع بإبلاغ المقدم مفيد محمد مفيد بالواقعة ولم يتهم أحدا بالسرقة. وبإخطار اللواءين إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لأمن منطقة القاهرة وفاروق لاشين مدير الإدارة العامة للمباحث, أمرا بتشكيل فريق بحث لسرعة كشف غموض الحادث. وبإشراف اللواء سامي سيدهم نائب المدير تم تشكيل فريق بحث وتحر قاده اللواء أمين عز الدين مدير المباحث الجنائية.. حيث تم فحص جميع العاملين بالشركة وتحقيق خط سير كل منهم, كما قامت الفرق المعاونة برفع الآثار بمكان الحادث ومراجعة محال تصنيع المفاتيح بالمنطقة المحيطة بعد أن تبين فتح الحقيبة بمفتاح مقلد. وفي أثناء فحص العميد عادل التونسي كاميرات المراقبة بالشركة وتفريغ ما بها من لقطات, تبين أن مندوب المبيعات مصطفي هو الذي عاد ودخل الشركة بعد انصراف جميع العاملين بها ونفذ جريمته.. فتم استئذان النيابة لضبطه وتفتيش مسكنه حيث انتقل المقدم مفيد محمد مفيد رئيس المباحث علي رأس قوة ضمت الرائد أحمد عبدالقادر لدرب المحروقي حيث يقيم وألقوا القبض عليه بعد أن أسفرت عملية التفتيش عن ضبط المشغولات التي تمت سرقتها. وبعرض المتهم علي النيابة أمرت بحبسه وإعادة المسروقات للشركة.