أكدت صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية أمس أن اقتراح الرئيس محمد مرسي الذي طرحه أخيرا, والذي وصفته الصحيفة بالمبادرة الإقليمية, بشأن إجراء حوار مع تركيا والسعودية وإيران حول سبل وقف إراقة الدماء في سوريا, ومنح موسكو وبكين وسيلة لحفظ ماء الوجه للتخلي عن دعمهم للرئيس السوري بشار الأسد وممارسة ضغوطهما عليه حتي يتخلي عن السلطة, سيؤتي ثماره علي المدي البعيد. كما ذكرت الصحيفة أن تطورات الأزمة الدائرة في سوريا جعلت من حزب الله اللبناني أسدا جريحا يحاول المحافظة علي خيط رفيع بين حماية مصالحه وممتلكاته وبين دعم نظام يتهاوي في سوريا المجاورة..متسائلة هل تستطيع الجماعة الشيعية المسلحة النجاة من طوفان سقوط نظام الأسد؟. وأوضحت الصحيفة- في سياق مقال افتتاحي أوردته علي موقعها علي شبكة الإنترنت- أنه بات ينظر الآن إلي حزب الله في الشارع العربي بوصفه حليفا لديكتاتور يقتل شعبه, مشيرة إلي أن خسارة شعبية إقليمية من ناحية وتماسك ونفوذ في الداخل اللبناني من ناحية أخري خسارتان قد لا تتحملهما الجماعة اللبنانية حسب تعبيرها. بينما أكد علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي أن ما تشهده سوريا يستدعي تدخلا دوليا سريعا وحاسما لإنقاذ شعبها من تلك المجازر الوحشية التي يقوم بها النظام الحاكم معربا عن إدانته للمذابح التي شهدتها بلدة داريا قبل يومين متوقعا قرب سقوط النظام السوري. وقال إن هذه المجزرة تمثل حلقة ضمن مسلسل الانتهاكات الصارخة التي ترتكب ضد حقوق الإنسان مطالبا المجتمع الدولي بسرعة فرض حظر الطيران وتوفير ممرات إنسانية آمنة لدعم الشعب السوري. فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الحديث عن منطقة عازلة يفرضها الغرب في الأراضي السورية أمر غير واقعي مضيفا أن الوضع في بلاده أفضل إلا أنه أضاف أن هناك حاجة لمزيد من الوقت لحسم الصراع ضد مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاطاحة به. وكان الأسد يتحدث في مقابلة مع قناة الدنيا التلفزيونية السورية التي أذاعت مقتطفات منها أمس. وقال الأسد ردا علي شائعات بخصوص مكانه منذ التفجير الذي وقع في يوليو في دمشق إنه يتحدث من قصر الرئاسة في العاصمة السورية. وقال الأسد أعتقد أن الحديث عن مناطق عازلة أولا غير موجود عمليا ثانيا غير واقعي حتي بالنسبة للدول التي تلعب الدور المعادي او دور الخصم( مع سوريا). من ناحيتها أكدت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني التي استقالت من المجلس الوطني السوري امس الأول الثلاثاء ان المجلس الذي يضم تجمعات للمعارضة اصبح منكبا اكثر مما ينبغي علي المصالح الشخصية وينبغي تشكيل سلطة سياسية جديدة بدلا منه. واضافت قضماني لرويترز أمس ان المجلس لا يعمل ما فيه الكفاية لمساندة الانتفاضة التي اندلعت قبل17 شهرا ضد حكم الرئيس بشار الاسد وتتخذ طابعا عسكريا علي نحو متزايد. وفي برلين ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المعارضة السورية بتوحيد صفوفها في مواجهة نظام الأسد. وقالت ميركل أمس عقب لقائها مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي في برلين: نأمل أن تعد المعارضة السورية نفسها لتولي المسئولية وتطوير أكبر قدر ممكن من القواسم المشتركة. وفي موسكو أكد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن بلاده لن تستخدم عقد تسليمها حاملتي المروحيات الفرنسية طراز ميسترال إلي روسيا للضغط علي موسكو للتوصل إلي حل للأزمة السورية, وأنها تواصل إجراء المباحثات مع روسيا وجيرانها وشركائها والدول العربية بهذا الصدد.