والسياحيون يطالبون بتأمينه.. ومدير المعبد بنزع ملكية الأراضي المحيطة به حتي المعابد وآلأثار التي تدر علينا ذهبا لم تسلم هي الأخري من أيادي الإهمال, حيث تعددت في الفترة الأخيرة ظاهرة اندلاع الحرائق في الجانب الشرقي لمعابد الكرنك بالأقصر,أحد أهم وأكبر المزارات الأثرية في مصر علي الإطلاق, المؤسف أن تصبح هذه المنطقة حاليا غير مؤمنة تماما ومعرضة لا للحريق المتكرر فقط وإنما لهجمات لصوص الآثار والتنقيب. ومنذ أيام نشب حريق مروع اشتعل في نباتي الحلفا والعاقول اللذين يحيطان بالمعبد, وهو مايحدث للمرة الثالثة, مما يؤكد مدي الإهمال الذي يتعرض له هذا المعبد علي الرغم من أهميته التاريخية. والمثيرأن جميع وسائل التأمين الموجودة حوله وبداخله بدائية للغاية خاصة فيما يتعلق بتسليح خفر الأثار,مما يجعلهم ضعفاء وغير قادرين علي مواجهة اللصوص وقال صالح شعلان مرشد سياحي وأحد ابناء الكرنك إن المعبد غير مؤمن تماما من الناحية الشرقية وهو صيد سهل للصوص, وقد تعرض بالفعل لمحاولات سرقات في أحداث ثورة25 يناير, وتصدت لها اللجان بعد أن حاولوا السطو علي المعبد لعدم تأمينه. وكشف عن أن المعبد تصل مساحته إلي أربعة عشر فدانا, وهي مساحة كبيرة تحتاج إلي وسائل تأمين متطورة تتناسب مع مكانته التاريخية والأثرية, لا بهذا الشكل الذي لايسمن ولايغني من جوع. وأشار السعدي فراج من العاملين بالمجال السياحي إلي أن ترك المعابد ذات القيمة العالية ثقافيا وتراثيا بوسائل حماية بدائية يجعلها عرضا للنهب, ولولا قيام ابناء الأقصر الشرفاء الحريصين علي حماية اثارهم وأرزاقهم لتم تدمير كل المعابد وسرقتها في ظل الانفلات الأمني, ويطالب السعدي بأن يكون المعبد موضع اهتمام من الأجهزة المحلية وأن يتم إزالة كافة الحشائش المحيطة به خاصة أن المساحة الكبيرة التي تحيط به تجعله عرضة لتلك النيران المتكررة. وأوضح الدكتور محمد عاصم مدير أثار الأقصر أن نباتي الحلفا والعاقول وهما من النباتات العشوائية التي تنمو في المناطق الأثرية بكثافة من أهم الأسباب التي تشعل الحرائق المتكررة, وكانت هناك بحوث لأحد المعاهد المتخصصة في مقاومة تلك الحشائش المنتشرة من الناحية الشرقية للمعبد ولاقت نجاحا كبيرا, ولكن مازالت الحشائش تحتاج لمقاومة مستمرة, خاصة بعد أن عاودت الانتشار مرة أخري. وقال إبراهيم سليمان مدير معابد الكرنك: إنه بالتنسيق مع المحافظة تمت إزالة نحو70% من الحشائش المسببة للحرائق, وإن المعبد أصبح مؤمنا تماما, خاصة بعد قيام الحماية المدنية بتزويده بوسائل الإطفاء الحديثة, مطالبا بضرورة نزع ملكية بعض الأراضي المحيطة بالمعبد من الأهالي وضمها للآثار وتعويضهم ماديا بما يتناسب مع قيمتها. من جانبه, شكل الدكتور عزت سعد- محافظ الأقصر- لجنة من المحافظة بالتنسيق مع الآثار لمواجهة تلك الحشائش التي تنتشر بين الحين والأخر مابين المعابد, خاصة معابد الكرنك مما يتسبب في تشكيل خطورة علي المعبد والأثار المحيطة تلك المناطق, وذلك للحد من الحرائق المتكررة التي قد تشتعل في المعبد, مؤكدا إنه تم التنسيق بين الأثار والمحليات للعمل علي إزالتها التي بدأت بالفعل.