استبعد المدير العام للأمن العام في لبنان اللواء عباس إبراهيم أن تؤدي الاحداث الجارية في بلاده إلي حرب أهلية, معتبرا ان الظروف المؤدية إليها غير متوافرة وأن اللبنانيين لن ينجروا إليها. واعتبر خلال لقائه أمس مجلس نقابة المحررين الصحفيين اللبنانيين ان ما يحدث في المنطقة وتحديدا في سوريا يؤثر علي لبنان, ولكن الأمور لن تصل إلي حرب أهلية, لأن أي حرب أهلية تحتاج إلي من يتورط فيها من الداخل ومن الخارج, وهذا الأمر غير موجود ولا توجد إرادة سياسية أو شعبية لقيادة البلاد في هذا الاتجاه. وردا علي سؤال عن ملف المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر في سوريا وما حققته الاتصالات التي يشارك فيها قال اللواء ابراهيم انه منذ أمس الأول لعملية الخطف تعرف علي مكان وجودهم ومنذ تلك اللحظة وهو علي اتصال مباشر مع مدير المخابرات التركية. ونفي أن تكون هناك شروط تركية للإفراج عن المخطوفين التركيين في بيروت لقاء أي دور لتركيا للافراج عن اللبنانيين. وعن حوادث مدينة طرابلس اعتبر أن التطرف هو الدافع الأساسي لكل ما يحدث, مؤكدا العمل من أجل عدم انتقال كرة النار إلي أي منطقة أخري بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الامنية والعسكرية. وردا علي سؤال يتصل بدخول السلاح إلي لبنان ووجود مراكز تدريب للجيش السوري الحر, أوضح ابراهيم أن في هذا الكلام يعد تضخيما لزرع القلق لدي الناس, نافيا وجود قواعد تدريب للجيش السوري الحر في لبنان. في الوقت نفسه, تجددت الاشتباكات العنيفة في محور المنكوبين-جبل محسن-الريفا بمدينة طرابلس شمال لبنان. وأفاد شهود عيان بأن هذه الاشتباكات تستخدم فيها اسلحة متوسطة مما ادي الي سقوط جريح تم نقله الي المستشفي الاسلامي في وقت لا يزال الجيش اللبناني يرد علي مصادر النيران..كما ارتفعت حدة اطلاق رصاص القناصة علي طريق الملولة بشكل عنيف. وكان مدير المستشفي الحكومي في طرابلس ناصر عدرا قد اعلن أن15 جريحا أدخلوا المستشفي, من بينهم11 عسكريا في الجيش اللبناني,3 منهم اصاباتهم متوسطة, و8 غادروا. كما أدخل3 جرحي مدنيين ما زالوا يخضعون إلي العلاج, وقتيل واحد يدعي عصام معرباني. من ناحية اخري, أفادت تقارير صحفية بأن مجهولين اختطفوا مواطنا سوري الجنسية في المنطقة الواقعة بين سهل إيعات ودير الأحمر بالبقاع, ولم تعرف الجهة الخاطفة وملابسات عملية الاختطاف.وأصيب7 عسكريين من الجيش اللبناني أمس الجمعة برصاص القنص المتبادل علي محاور باب التبنة وجبل محسن في طرابلس. كانت حصيلة اشتباكات طرابلس منذ مساء أمس وحتي بعد الظهر قد أسفرت عن سقوط3 قتلي و12 مصابا. وذكرت مصادر أمنية في المدينة أن الجيش اللبناني عمل علي تأمين حماية عدد من الصحفيين الذين كانوا محاصرين في منطقة دوار أبو علي في طرابلس حيث أصيب مهندس البث المباشر في قناة سكاي نيوز حسين نحلة والصحفية الكندية ماريا مور. وأشارت المصادر إلي أن الجيش اللبناني أخرج الصحفيين من المنطقة بواسطة ناقلة جند مجنزرة إلي منطقة أكثر أمنا. وفي غضون ذلك, أعلنت المفوضية العليا لشئون اللاجئين في جنيف أنها أغلقت مكتبها في مدينة طرابلس مؤقتا لأسباب أمنية. وأشارت المفوضية في بيان لها أمس- إلي أن الوضع الأمني المضطرب في لبنان أعاق إلي حد كبير عمل فرق المفوضية لمساعدة اللاجئين السوريين رغم استمرار عمليات المساعدة, لافته إلي أن الاشتباكات بين الاحياء في طرابلس اثرت بشكل ملحوظ علي عمليات تسجيل أسماء اللاجئين السوريين خاصة مع خفض عدد موظفي المكتب الي النصف تقريبا امس. من ناحية اخري, أعربت المنظمة الدولية عن مخاوفها من وضع اللاجئين السوريين في وادي البقاع شرق لبنان وكذلك بطء وتيرة تسجيل اسمائهم لدي مكاتب المنظمة وذلك بسبب الوضع الامني وعمليات الخطف التي طالت اللاجئين في تلك المنطقة. ومن جانبه, دعا سفير بريطانيا لدي لبنان توم فليتشر إلي دعم مؤسسات الدولة في بيروت لإدارة مشكلة طرابلس, والتطلع إلي دعم قوي للجيش, مؤكدا أن حكومة بلاده تدرس الآن احتياجات محددة للجيش لتأمين وتوفير دعم دولي أوسع لمساعدة الجيش اللبناني علي القيام بواجباته في طرابلس ومحيطها. وأكد فليتشر في تصريح له عقب لقائه مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس الجمعة أن المجتمع الدولي سيقدم مزيدا من الدعم لعملية الحوار التي يقودها ميقاتي حاليا بين مختلف الأطراف في طرابلس. وشدد علي أهمية التركيز علي الحوار, ودعم جهود ميقاتي لتأسيس حوار صريح بين كل الجهات الممثلة في طرابلس مع إعطاء سكانها الأمل في إمكانية إعادة إحياء المدينة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.