أكد مدحت مصطفي رئيس شعبة صناعة الرخام والجرانيت باتحاد الصناعات المصرية أن الاستثمارات المستقبلية الضخمة خلال الفترة المقبلة ستكون في مشاريع تدوير مخلفات الرخام واستخدامه في بعض الصناعات مثل صناعة البويات والأسمدة والسيراميك والبلاط والخرسانة ورصف الطرق, بالاضافة الي انه يمكن استخدامها في انتاج كربونات الكالسيوم وصناعة الطوب, وهذه صناعات واعدة يحتاج الاقتصاد المصري اليها بسبب زيادة احتياج السوق الداخلية والخارجية لمثل هذه الصناعات, مشيرا الي ان الدول المتقدمة تقوم الآن باقامة مصانع تدوير مخلفات الرخام بجانب اقامة مصانع الرخام لزيادة نسبة الاستثمارات بها ولتجنب مواجهة المشاكل التي تطرأ بعد ذلك مثل المشاكل البيئية وصعوبة وزيادة تكلفة عمليات النقل. وأضاف ان المشروع الجديد لتدوير مخلفات مصانع الرخام ضم ثلاث شركات ومحجريين للقيام بدراسة الجدوي الفنية والاقتصادية للافادة من مخلفات هذه المصانع والمحاجر كنموذج للتطبيق في المصانع والمحاجر الأخري بتكلفة1.898 مليون جنيه ويشمل مسحا جيولوجيا لكل محجر وعينات ممثلة للمخلفات الصلبة الناتجة في كل محجر وتحديد التركيب الكيميائي للمخلفات, بالاضافة الي تحديد الخواص الطبيعية وتقييم النتائج, وتحديد أفضل ثلاث تكنولوجيات. وقال ان عدم استثمار تدوير مخلفات المحاجر وصناعة الرخام يشكل خسارة اقتصادية يجب تعويضها علي الأقل بالاستفادة من هذه المخلفات لأنها تشكل مشكلة بيئية أخري, حيث تتحول الي مسحوق أبيض ناعم بعد جفافها من السهل تحوله الي جسيمات عالقة في الهواء بفعل الرياح ومن المعروف ان غبار السحالة كثيرا مايكسو منطقة شق الثعبان والمناطق السكنية المجاورة عندما تشتد الرياح ويطلق عليه السحابة البيضاء. وأضاف قائلا ان صناعة الرخام في مصر تعتبر من الصناعات المهمة التي نمت وتطورت بخطي متسارعة خلال العقود الثلاثة الماضية فقد قفز انتاج الرخام في مصر من نحو120.000 طن في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي الي قرابة المليون طن عام2000 وواصل بعد ذلك ارتفاعه الي2.8 مليون طن عام2005 وبلغ عدد المحاجر نحو700 محجر للاحجار الصلبة وأنواع الجرانيت المختلفة بالاضافة الي300 مصنع رخام بجانب مايزيد علي400 ورشة تعمل في مجالات صناعة الرخام. وعن النشاط التصديري قال ان حجم تصدير الرخام خلال العام الماضي وصل الي نحو320 مليون دولار متأثرا بالأزمة المالية العالمية وانهيار السوق الأمريكية وأزمة دبي وخفض التنمية بالدول الأوروبية مما تسبب في قلة الطلب علي حركة البناء المصرية من الرخام خلال عام2009 وان نسبة انخفاض التصدير تصل الي20% عن عام2008 كما أنه سيتم العمل خلال هذا العام علي زيادة التصدير بنسبة20% وان تتعافي السوق المصرية بسبب حزمة الاستثمارات وتشجيع حجم الخدمات بالتنسيق مع برنامج تحديث الصناعة لمصانع مواد البناء والتفاوض مع الجهات المسئولة في الاتحاد الأوروبي بشأن توسيع السوق المصرية من مواد الرخام والجرانيت ودراسة كيفية النفاذ الي السوق الافريقية وكيفية الاستفادة من اتفاقية الكوميسا في الوجود بالأسواق الافريقية ومن المتوقع ان تتضاعف خلال سنوات قليلة, باعتبار ان هذه الأسواق واعدة وان صادرات الرخام والجرانيت المصري تمتعت فيها بسمعة طيبة وقدرة هائلة علي منافسة المنتجات المماثلة لاسيما المقبلة من الصين. وأوضح انه كلما زادت الاستثمارات في صناعة الرخام زادت نسبة المخلفات التي تنتج منها, حيث ان نسب مخلفات المحاجر تتراوح بين50% و90% طبقا لدراسات الاتحاد الأوروبي, بالاضافة الي مخلفات مصانع الرخام ويقدر الفاقد في البلوك الخام في عملية تصنيعه بنحو40% تشمل المخلفات الصلبة والسحالة وتتراكم هذه المخلفات باماكن كثيرة مثل شق الثعبان ومنطقة حلوان وتصل الي ملايين الأطنان مما يزيد نسبة التلوث البيئي في هذه المناطق وتشكل مشكلة بيئية حيث انها مخلفات خاملة لاتختلف في طبيعتها وتكوينها عن الصخور الطبيعية الموجودة في المناطق الصحراوية.