فجر أهالي قرية أبو سليم ببني سويف أزمة بمستشفي بني سويف العام عقب الأحداث التي شهدتها القرية الأسبوع الماضي والتي راح ضحيتها العديد منهم حيث قام الأهالي بالاعتداء بالضرب المبرح علي الأطباء وطاقم التمريض بمستشفي بني سويف العام وقتها ظنا منهم بأن هذا السلوك هو الأمثل لجعل الأطباء يهتمون بمصابيهم وموتاهم الأمر الذي لم يتحمل معه العاملون بالمستشفي الاهانات المستمرة علي حد قولهم من قبل أهالي المرضي ليلا ونهارا لم يتوقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلي اشهار جميع الاسلحة في وجوههم بالاضافة لإختراق الاماكن المحظور علي غير العاملين به من الدخول إليها مثل العناية المركزة وغرف العمليات ونتج عنها أن أعلن أطباء الاستقبال إضرابهم عن العمل بمباركة من نقابة الأطباء ببني سويف لحين عودة كرامة الطواقم الطبية بالمستشفي العام. وقالت الطبيبة مني ياسين من قسم استقبال المستشفي العام معظم الأهالي يتخذون شعارا جديدا بعد الثورة في التعامل مع الأطباء وهو خش إشتم تقدر تاخد حقك ونحن كطبيبات نجلس ننتظر الموت أو الاصابة علي أيدي البلطجية والأهالي بعد أن خلا المستشفي من الأمن والشرطة العسكرية. أضافت سهام أحمد طبيبة طواريء أنها شاهدت زميلها والأهالي يهشمون إحدي المراوح علي رأسه دون أن يتحرك ساكن لأحد ليغيثه والعديد منا يفكر في تقديم أجازات مرضية أو بدون راتب للعمل في المستشفيات الخاصة لنكون بمأمن من أعمال البلطجة والتعدي. ويستطرد الدكتور مصطفي هارون أخصائي الجراحة بالمستشفي قائلا: نريد أن تصل رسالة للمحافظ, ووزير الداخلية, والمسئولين في الدولة, مفادها أن الوضع الأمني بالمستشفي أصبح لا يحتمل, ولا يمكن السكوت عليه, خاصة بعد تزايد معدل التجاوزات بشكل يومي, بل لأكثر من مرة في اليوم الواحد مشيرا إلي تعمد وسائل الإعلام علي حد وصفه الإساءة للأطباء والتمريض من خلال ادعاء أنهم يقومون بإضرابات واعتصامات, وهو ما يخالف الحقيقة, إذ أنهم يتوقفون عن العمل حال وجود تهديدات تستهدفهم وتستهدف مرضاهم من قبل العناصر الخارجة علي القانون التي تحضر للمستشفي بعد المشاجرات, أو الحوادث الكبيرة. وأكدت كل من سعاد سعيد وأسماء مصباح من طاقم تمريض الطواريء بالمستشفي العام أن نقطة شرطة المستشفي لا تقوم إلا بالتحقيقات في الجرائم والحوادث ولا تقوم بحمايتنا من تعديات الأهالي بالاضافة إلي قصر أمن المستشفي الخاص علي قطع التذاكر والجلوس علي المقاعد ليستريحوا, وأيدهما في الحديث كل من دعاء جمعة ومني فؤاد إبراهيم من طاقم الطواريء أيضا قائلتان: لا نشعر بالأمان وهددنا بترك المستشفي والهروب بأنفسهنا إلي الشارع في حال تكرار هذه التعديات بعد أن ضاعت هيبة الطبيب والممرضة وأشاروا إلي الأزمة التي بدأت تطفو علي السطح بعدم توافر الممرضات في العديد من المستشفيات بسبب إصرار ذويهن وأزواجهن علي ترك العمل والجلوس بالمنزل خشية تلك التعديات من قبل الأهالي والبلطجية. من جانبه أكد الدكتور عاطف عافية وكيل وزارة الصحة أن إضراب أطباء الاستقبال جاء علي مستوي أطباء الجراحة والعظام فقط وجاء نتيجة التعديات المستمرة من الأهالي عليهم سواء بالسب أو الضرب وهو ما لا يرضي أحدا لذا قامت المديرية بالتحرك لحل الأزمة علي عدة محاور الأول العمل علي عدم معاقبة المريض الذي يحتاج للخدمات الطبية لذا كلفنا الأخصائيين بالكشف داخل الأقسام علي حالات الطواريء. والمحور الثاني مخاطبة جميع الجهات المعنية لتوفير الحماية والأمن داخل المستشفي وكانت تلك الجهات متمثلة في المحافظة ومدير الأمن ووزير الصحة وفي أولي الخطوات الإيجابية أوفد اللواء عطية مزروع مدير أمن بني سويف اللواء حمدي الجزار والعميد محمد أبو زيد من مساعديه لمناقشة توفير الأمن بالمستشفيات حيث تم توفير30 جنديا من قوات الشرطة يعملون علي3 فترات باليوم بواقع عشرة جنود في الدورية بجانب قوة شرطة نقطة المستشفي. ويتعلق المحور الثالث والأخير بتفعيل أمن المستشفي الخاص ليعمل جنبا إلي جنب مع قوات الشرطة ومنع دخول أهل المريض إلي الاستقبال والسماح له بمرافق واحد فقط وأضاف بأنه في حالة نجاح تلك التجربة سيتم تعميمها علي جميع المستشفيات بالمحافظة. وعلي الجانب الآخر نفت الدكتورة علا ياسين طه عضوة مجلس نقابة الأطباء ببني سويف أن يكون الأمن الذي قامت مديرية الأمن بالمحافظة بتوفيره لحماية المستشفي علي حد قول وكيل الصحة يقوم بدوره حيث قامت النقابة بتقصي الأمر علي أرض الواقع ووجدنا أن الأهالي مازالوا يدخلون المستشفي دون أن يمنعهم أحد وكذلك اختراقات غرفة العمليات من قبل بعض الناس مازالت مستمرة. أضافت أن النقابة أصدرت أوامرها للمستشفيات بالمراكز السبعة بوقف العمل في حال تعرض أي منهم للاعتداء والاهانة, مؤكدة أن النقابة لن ترجع أطباء الجراحة والعظام والنساء للعمل مرة اخري الا بتوفير الأمن بشكل كامل وقامت النقابة بإرسال مخاطبات للجهات المعنية بتوفير الحماية للمستشفي والأمن بشكل دائم لحماية الأطباء خاصة من يعملون بنوبتجيات ليلية.