انزعجت بشدة من رد الفعل السريع الذي حدث عندما تم ترشيح د. محمد يسري إبراهيم عضو الجبهة السلفية وزيرا للأوقاف خاصة بعد أن استمعت للتصريحات التي أدلي بها المتحدث باسم نقابة الأئمة والدعاة الشيخ عبدالغني هندي عن رفض نقابته تعيين د. محمد يسري إبراهيم وزيرا للأوقاف وبرر ذلك بأن الأمة الإسلامية جميعها أجمعت علي الدعوة الإسلامية عن طريق المنهج الأزهري وهو منهج موجود منذ أكثر من900 عام أما المنهج السلفي فيطبق في المملكة العربية السعودية. وقال ان الأخوة السلفيين لم يوضحوا لنا حتي الآن كشعب ما هو المنهج السلفي وأكد أنه مع إحترامه لهذا المنهج السلفي ومع تقديره للدكتور محمد يسري إبراهيم إلا أنه يرفض أن يكون علي رأس المؤسسة الدينية في مصر خاصة أنه سبق وأعلن من قبل أن أن أهل السنة الأشعرية لا يتبعون السنة النبوية وهو ما يرفضه من جانب د. يسري خاصة وأن في مقدمة أهل السنة الأشعرية الشيخ متولي الشعراوي, والشيخ عبدالحليم محمود والشيخ جاد الحق والشيخ الدجوي والمراغي, وهم من رموز الأزهر. كما أن د. يسري له موقف حاد من وجود الأضرحة في المساجد مثل مسجد السيدة زينب وسيدنا الحسين ومسجد السيد البدوي وقد يصل الأمر في وجوده إلي هدم هذه الأضرحة وإحداث فتنة في المجتمع. واوضح ان وزير الاوقاف يرتدي اللباس الأزهري, ولكنه خريج كلية الهندسة, وأندهش من قول وزير الأوقاف الجديد أن علماء الأمة نصحوه بأن يتولي وزارة الأوقاف وتساءل من هم علماء الأمة؟ خاصة وأن د. محمد مرسي قد صدق اخيرا علي تشكيل هيئة كبار العلماء بالأزهر ولم يكن منهم د. إبراهيم يسري. وكانت نقابة الأئمة المستقلة واتحاد علماء الصوفية و4 حركات أخري تطلق علي نفسها القوي الوسطية, قد أصدروا هم أيضا بيانا أعلنوا فيه رفضهم التام لتعيين د. محمد يسري إبراهيم وزيرا للأوقاف, ودعت الرئيس مرسي لعدم التصديق علي هذا الاختيار, وكان عبدالغني هندي المنسق العام للحركة الشعبية لاستقلال الأزهر قد هدد هو الآخر بالتصعيد حال اختيار د. محمد يسري إبراهيم وزيرا للاوقاف, مشيرا إلي أن الحركة ستتكاتف مع ائتلافات الثورة ونقابة الأئمة والدعاة من أجل التصدي إلي تأسلف الأزهر والدعوة بمصر, موضحا أن الحركة ستقوم بمنع دخول د. محمد يسري إلي مبني وزارة الأوقاف وستعتصم داخل مكتب الوزير, وأكد أن مخطط الإخوان والسلفيين للسيطرة علي الأزهر يبدأ بتولي د. يسري لوزارة الأوقاف, حيث سيكون بحسب القانون عضوا بمجمع البحوث الإسلامية وهو ما يعتبر نصرا كبيرا لهم, كما أن الرئيس محمد مرسي سيعين مفتيا للجمهورية من الإخوان خلفا للدكتور علي جمعة والذي تنتهي فترة ولايته لدار الإفتاء بعد شهور قليلة, وبذلك يكون المفتي الجديد عضوا في هيئة كبار العلماء, ولن يلتفت إلي قانون الأزهر والذي يقضي بترشيح هيئة كبار العلماء مفتيا للجمهورية بعد انتخابه من علماء الهيئة, وطالب المنسق العام للحركة الشعبية لاستقلال الأزهر, الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, بضرورة التدخل للحفاظ علي الأزهر من الأخونة والتأسلف حيث إنها مسئولية يسأل عنها أمام الله يوم العرض عليه. والذي قد لا يعرفه البعض أن د. يسري إبراهيم قد خسر الإنتخابات البرلمانية السابقة علي المقعد الفردي بدائرة مدينة نصر أمام د. مصطفي النجار مؤسس حزب العدل بالرغم من دعم الإخوان له خلال الإنتخابات البرلمانية, كما أن يسري لعب دورا مهما ومحوريا في تقريب وجهات النظر بين السلفيين وبين المهندس خيرت الشاطر عند طرحه من قبل جماعة الإخوان المسلمين كمرشح لرئاسة الجمهورية واستطاع يسري اقناع الجبهة السلفية بدعم د. محمد مرسي في جولة الإعادة في الإنتخابات الرئاسية فهل كان ترشيح د. يسري لمنصب وزير الأوقاف هو المكافأة ؟ وما هو الهدف من ترشيح عالم من خارج الأزهر وقد يكون من المنشقين عليه ليكون وزيرا للأوقاف؟ وماذا ينوي هذا الوزير فعله مع مؤسسة الأزهر وشيخه وكيف سيكون التعامل بينهما؟ مجرد سؤال ونتمني ألا يحدث ما نخشي منه من صدام بين وزير الأوقاف السلفي ومشيخة الأزهر.