أثار تكليف الرئيس مرسي للدكتور هشام قنديل وزير الموارد المائية في حكومتي شرف والجنزوري, بتشكيل الحكومة الجديدة, جدلا واسعا في الأوساط السياسية, خاصة أن الاختيار جاء مخالفا لتوقعات الجميع. التي ذهبت إلي اسم الدكتور محمد البرادعي, ورجل الأعمال خيرت الشاطر, وبعض الأسماء ذات الخلفية السياسية. الأهرام المسائي تستعرض آراء القوي السياسية في رئيس الحكومة الجديد عبر السطور التالية: في البداية أوضح عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة الدكتور حلمي الجزار, أن الرئيس المصري محمد مرسي مستقل بقراراته في اتخاذ الدكتور هشام قنديل رئيسا لمجلس الوزراء, لأن حزب الحرية والعدالة تفاجأ مثله مثل كل القوي السياسية باختياره رئيسا لحكومة الثورة. وأضاف الجزار أن مشاركة الشباب في الحكومةا لجديدة ستكون من أبرز ما يركز عليه الرئيس, حيث إن الشباب يشكلون في مصر أكثر من40% من القوي الناخبة, وأكثر من30% من القوي العاملة والمنتجة. في رأي عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع حسين عبدالرازق, أن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين قالوا في السابق: إنه سيتم تكليف شخصية مستقلة لتولي رئاسة مجلس الوزراء, واليوم تم تكليف شخصية إخوانية برئاسة الحكومة وهو الدكتور هشام قنديل, الذي ترك جماعة الإخوان نتيجة لسفره للولايات المتحدةالأمريكية. وقال محمود عفيفي مدير المكتب الإعلامي لحركة شباب6 أبريل جبهة أحمد ماهر أن المفاجأة في اختيار قنديل ترجع إلي كون اسمه لم يكن مطروحا علي الساحة, أو في الترشيحات والاقتراحات التي تقدمت بها القوي السياسية المختلفة, خصوصا في ظل عدم توافر معلومات عن خلفيته السياسية, وصغر سنه, معربا عن تمنياته له بكل التوفيق في مهمته الشاقة, مؤكدا أن الحركة لن تحكم الآن إلا من خلال تقييم أدائه علي أرض الواقع, أيا كانت خلفيته, وأن المؤشر الأول سيكون تشكيل الحكومة. وأشار عبدالرازق إلي أهمية أن يعلن رئيس الحكومة البرنامج الذي سيعمل علي تنفيذه وتطبيقه, أو أن يبدأ مشاوراته للتوافق مع الأحزاب السياسية حول برنامجه, مؤكدا أن ما هو مطروح علي الساحة الآن هو عدم وجود برنامج واضح ومحدد لرئيس الحكومة الجديد, الأمر الذي يوحي بأن برنامج حزب الحرية والعدالة هو الذي سيتم تنفيذه. أما عبدالغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي فقال: إنه يشعر بخيبة أمل لأن اختيار قنديل جاء خلافا لما وعد به رئيس الجمهورية من أن يكون رئيس مجلس الوزراء هو شخصية وطنية كالبرادعي, أو حازم الببلاوي, أو عصام العريان, مؤكدا أن هذا الاختيار مخالف لما وعد به مرسي, ويحسب ضد الرئيس الذي طالما أكد عدم استحواذ الإخوان علي الحكومة. من جانبه أكد الدكتور بدوي خليفة رئيس المكتب السياسي لحزب العدل, أن الحزب يحترم قرار الرئيس واختياره, الذي لم يتخذه سوي لرؤيته بأنه خيار مناسب وصالح, وأن الحزب لا يقيم الأشخاص بل يقيم أداءهم, خصوصا في ظل التحديات التي نواجهها جميعا شعبا ودولة, علي الرغم من كون التوقعات كانت تميل تجاه اختيار رئيس مجلس وزراء بخلفية سياسية, إلا أن علي الجميع أن ينتظر ليري تشكيل الحكومة كمؤشر أولي للحكم عليه, بالإضافة إلي أداء رئيس مجلس الوزراء وحكومته كي نتمكن من تقييمه والحكم عليه. وعلي جانب آخر قال مصطفي النجار عضو مؤسس بحزب العدل, أنه في انتظار أداء الحكومة الجديدة التي سيشكلها قنديل, ومن ثم سيحكم عليه, مؤكدا ضرورة إعطاء الفرصة للحكومة للعمل ومحاسبتها بعد أي خطأ يبدر منها. وفي السياق نفسه قال طارق الملط عضو المكتب السياسي لحزب الوسط: إن اختيار رئيس مجلس وزراء شاب( مشيرا إلي قنديل) يعتبر بداية جيدة لعصر جديد, ووصف ذلك بالخطوة الجريئة التي اتخذها الرئيس محمد مرسي. وانتقد الناشط السياسي جورج إسحاق اختيار هشام قنديل لمنصب رئاسة الحكومة, واصفا الاختيار بغير الموفق, وقال إسحاق: إن هشام قنديل من الشخصيات الغامضة غير المعروفة, ولم يشارك في الثورة, ولم تكن له أي توجهات سياسية من قبل, ولم يقدم أي شيء صارخ في توجيه الوزارة في أثناء توليه وزارة الموارد المائية والري. وأضاف إسحاق أنه يفضل أن تتشكل الحكومة من جماعة الإخوان المسلمين حتي يتحملوا المسئولية الكاملة أمام الشعب المصري في إنجاح الحكومة أو فشلها. ومن جانبه قال طارق الخولي المتحدث الإعلامي لحركة شباب6 أبريل( الجبهة الديمقراطية): إن قنديل شخصية غير معروفة للقوي السياسية, ولم يكن من المرشحين المتوقعين لرئاسة مجلس الوزراء, لذا يصعب اتخاذ رد فعل تجاهه, سواء سلبيا أو إيجابيا, والحكم علي الأمور, وأن رد الفعل الوحيد المناسب هو الترقب. خصوصا في ظل افتقاد الجميع لمعلومات كافية حول خلفيته السياسية, وتاريخه, والسعي للبحث في سيرته الذاتية.