تعاني بحيرة المنزلة عدة مشكلات كبري تهدد الثروة السمكية, وتؤثر علي سيطرة الدولة علي هذا القطاع الحيوي من شواطئ مصر. فالتعديات علي البحيرة لا تتوقف, سواء من خلال الاستيلاء علي مساحات كبيرة بها, أو بإلقاء المخلفات التي تلوث مياه البحيرة, لذلك تعطي محافظة الدقهلية أهمية قصوي لهذه البحيرة لمواجهة التعديات التي تقع علي شواطئها ومياهها والثروة السمكية فيها. وتقلصت مساحة البحيرة من175 ألف فدان إلي90 ألف فدان فقط, وتقوم المحافظة بإزالة التعديات بعد الوقفات الاحتجاجية التي قام بها الأهالي والصيادون, وبالفعل تمت إزالتها, واستمع اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية لشكاوي الصيادين وقام بحلها, وبعد فترة وجيزة عاد أصحاب النفوذ لسطوتهم حيث السيطرة الضعيفة لهيئة المسطحات المائية, وهيئة الثروة السمكية لإزالة تلك المخلفات, وأصبحت البحيرة مصدر تهديد لكل صياد بسيط, بالإضافة إلي تلوث البحيرة بمياه الصرف الصحي, والصرف الزراعي بما يحمله من مخلفات وبقايا للمبيدات. وقال محمد عوض( صياد من المطرية): إن البحيرة من أكبر بحيرات الدلتا حيث تنتج48% من الإنتاج السمكي لمصر, بمقدار57 ألف طن, والمراكب التي تطوف البحيرة مرخصة حيث يبلغ عددها6785 مركبا, بالإضافة إلي مراكب غير مرخصة, ويصل عدد الصيادين المرخصين إلي16 ألف صياد من مناطق عديدة مثل الجمالية, والنسايمة, والشبول, ومصدر رزقهم الوحيد هو البحيرة. وأضاف أنور الغول( موظف في مركز المطرية) أن ما يحدث في البحيرة من تعديات من البلطجية وأصحاب النفوذ الذين يحملون الأسلحة الآلية, أدي إلي استقطاع70 ألف فدان, مما جعل الصياد البسيط يبتعد عن هؤلاء البلطجية وسافر للسويس, والبعض الآخر للخارج, والسبب هو عدم تحرك الثروة السمكية, ولا المسطحات المائية بالرغم من زيارة المحافظين السابق والحالي, والانضباط بعد ذلك لفترة وجيزة, وأناشد جميع المسئولين تسليم البحيرة للقوات المسلحة لتطهيرها من البلطجية, نظرا لإمكاناتها الهائلة, وقد قدمنا مقترحات بهذا الشأن وننتظر الرد. وقال عبدالكريم الرفاعي( رئيس جمعية الصيادين): من المهم جدا تحويل مياه الصرف الصحي عن البحيرة لتفادي تلويث مياهها, وتطهير البواغيز, وذلك بالشفاطات, حيث إن الطمي أعلي من مستوي منسوب البحر الأبيض, كما أرجو تجهيز الثروة السمكية بمعدات حديثة, حيث إن المعدات لديها متهالكة, وكذلك توفير المعدات اللازمة للمسطحات حتي يتم الانتهاء علي المخالفات الموجودة بالبحيرة. وأضافت أماني عوض( من أهالي المطرية) أن المشكلة الأهم هي ورد النيل الذي غطي65% من سطح مياه البحيرة, ووجود الحوش والسدود التي استقطعت50% من مساحة البحيرة, فقد تقلصت مساحة البحيرة من750 ألف فدان إلي90 ألف فدان, وذلك بسبب الآثار الرهيبة للتجفيف, وسوء حالة البواغيز أثر علي حركة تبادل المياه وزريعة السمك التي هي مصدر السمك. وقال أيمن أبو رحاب( صياد): إن المشكلة التي تواجهنا وهي الصيد غير المشروع وغير المعاقب عليه بقوانين الصيد, وكذلك عدم تناسب العقوبات مع المخالفات التي ترتكب, فتستمر المخالفات دون رادع قانوني, كما تكثر القواقع بالبحيرة, فيجب القضاء عليها وعمل حملات تنشيطية للقضاء عليها حيث تعتبر عائلا وسيطا في مرض البلهارسيا حيث المياه العذبة بيئة ملائمة لبقاء القواقع بها, وكذلك يجب أن يتم إجراء تحاليل مجانية لسرعة اكتشاف المرض لجميع الصيادين العاملين بالبحيرة. وقال سمير الساهي( صياد): إن الأسماك أصبحت فاسدة بسبب البيئة المحيطة بها, وأنا شخصيا أفضل الأسماك التي علي حدود البحيرة من ناحية بورسعيد لأن المياه هناك أكثر ملوحة. وأضاف محمد الدغامي(32 سنة) أن الأسماك هي وجبتنا الأساسية, ونحن الآن قلقون من أسماك البحيرة بسبب الشائعات حول تلوثها, وأري أن البطالة في الصيادين زادت بسبب تقلص مساحة البحيرة. وأكد اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية أن هناك حملات مستمرة سيتم تكثيفها خلال الأيام المائة الحالية, وذلك منذ تولي الرئيس لزمام الأمور, وحملات أمنية للقضاء علي أعمال البلطجة بالبحيرة, بالإضافة إلي حملات لتمشيط وتطهير البحيرة, كما وجهت لحملات بيئية مستمرة حتي لا تتعرض البحيرة للملوثات.