فوضي عارمة تشهدها محافظة أسيوط أصابت الحياة بالشلل التام حيث توقفت الحياة تماما, وبات الغضب يسيطر علي مواطني أسيوط بسبب الانقطاع المتوالي للكهرباء والمياه, وكأن الأمر يسير وفق نهج متفق عليه بين الشركتين لتعذيب المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة الملتهبة التي تحرق أهالي أسيوط, ومازاد من معاناة أهالي أسيوط اشتعال أزمة الوقود بعدما تكدست السيارات داخل محطات التموين, واصطفت في الشوارع بحثا عن البنزين, وهو ما ترتب عليه حدوث تكدس مروري بالشوارع, وتوقف حركة السير لساعات, والأغرب من ذلك استمرار اعتصام موظفي مكاتب البريد وإضرابهم عن العمل ليتوقف علي أثره العمل في المصالح والمستشفيات الحكومية التي لا تجد الدواء للمرضي, ليتحول الوضع إلي مأساة حقيقية. وأكد أحد مسئولي البترول رفض ذكر اسمه أن السبب الحقيقي في أزمة الوقود بمصر هو عدم اعتراف المسئولين بوجود عجز صارخ في كميات البنزين التي تضخ في جميع محافظات الجمهورية, مكتفين بإلقاء التهمة بعيدا عنهم وتحميلها للسوق السوداء وبعض وكلاء محطات التمويل بأنهم هم سبب الأزمة, متجاهلين الانخفاض الحاد في الحصص التي تصل للمحافظات, فعلي سبيل المثال انخفضت الحصص المخصصة لشركتي مصر للبترول والتعاون المختصتين بتوزيع البنزبن والسولار علي محطات أسيوط بمقدار15% عما كانت تحصل عليه قبل الأزمة, هذا فضلا عن توقف إرسال حصص محطات التموين الخاصة بشركات موبيل وإسو وشل التي كانت تصل عبر سيارات النقل من القاهرة إلي أسيوط, وهو ما أدي إلي عمل تلك المحطات ب25% فقط من طاقتها, وكانت تحل أزمة كبيرة في عمليات التموين للسيارات. وأضاف أن احتراق وتوقف إحدي المحطات بقلب مدينة أسيوط أثر بالسلب علي الأزمة, ويجب سرعة تشغيلها من جديد لحل أزمة طوابير البنزين التي ترهق الجميع, خاصة بنزين92 الذي اختفي بشكل كبير. وأكد محمد حمدي عبدالله( سائق) أن شوارع أسيوط أصيبت بالشلل التام بعد توقف السيارات لساعات طويلة أمام محطات التمويل, حيث تسبب اصطفاف السيارات أمام محطات البنزين في تكدس السيارات, وتوقف حركة المرور, وإغلاق شوارع بالكامل, خاصة في منطقة الشيخ علي عبدالدايم حيث تتوقف السيارات لساعات طويلة في إشارة المرور وسط تداخل كبير للسيارات بسبب محطة التموين التي تقع بالمنطقة. وأوضح جمال محمود عامر( موظف) أن ما يحدث هو نموذج للفساد الممنهج, وإشارة جادة إلي أن هناك من يعبث بأمن واستقرار الوطن, فما يحدث ليس له تفسير إلا أن هناك اتفاقا بين مسئولي الشركات لتعذيب المواطنين ودفعهم للخروج في مظاهرات حاشدة بحثا عن الحياة الكريمة, حيث فوجئ أهالي أسيوط بانقطاع المياه عن المنازل والمخابز والمستشفيات دون سابق إنذار, وسط تراخ من مسئولي شركة المياه لإصلاح العطل الذي استمر لساعات طويلة دفع الأهالي لشراء المياه المعدنية من الأسواق لإطفاء نيران العطش التي ضربت أطفالهم الصغار دون رحمة, متعجبا من موقف اللواء السيد البرعي محافظ أسيوط, الذي انتقد أكثر من مرة تخاذل مسئولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي في سرعة حل مشكلات المياه والصرف الصحي الناجمة عن انفجار مواسير المياه والصرف بالمناطق المختلفة, وصعوبة السيطرة عليه, لكن دون جدوي, حيث لا يهتم أحد بتصريحاته والمشكلات كما هي. وأشار حماد أحمد إبراهيم( موظف) إلي أن قري محافظة أسيوط تواجه معاناة حقيقية مع الانقطاع المتوالي للكهرباء, حيث تعرض بعض الأجهزة الكهربائية الخاصة بالأهالي للتلف بسبب الانقطاع المفاجئ للتيار, وكذلك عدم ثبات التيار قائلا: إن المصائب لا تأتي فرادا, وكأن الأمر مخطط حيث ظلت قرية القصر التابعة لمركز ومدينة الفتح بدون مياه ولا كهرباء لمدة ثلاثة أيام متواصلة حتي استفاق المسئولين من غيبوبتهم وشعروا بأن أهالي القرية في مأساة حقيقية.