عابدين والموسكي.. منطقتان يشتهران بأقدم محلات الهدايا والخردواتية والبقالة... إنهما من المناطق الحيوية في هذه التجارة.. وفي خلال هذه الأيام المباركة ومع عبق الثورة المصرية المجيدة نحتفل بشهر رمضان الكريم. الذي يصنع طابعه الخاص فرحة الأطفال بزينة رمضان و الفوانيس ولكن هذا العام يهتف الأطفال بدلا من حالو يا حالو الشعب يريد رمضان في التحرير علم مصر البداية كانت مع سيد بدوي40 عاما صاحب محل لبيع الهدايا يعرض فوانيس رمضان وفروع الزينة الرمضانية أمام محله الأشهر والأقدم في حي عابدين والموسكي, والذي أكد لنا أن رمضان هذا العام سيكون غير كل عام فالثورة طغت علي كل الأحداث, ولكن رمضان بالنسبة للخردواتية سيكون الافضل بعد الثورة لأنه يأتي في الاجازة الدراسية وبالتالي فرصة البيع أكبر. وعن الفوانيس وحركة البيع والشراء قال إن الإقبال علي الفوانيس أقل من العام الماضي لأكثر من سبب أولها ارتفاع أسعارها فهي تبدأ من10 جنيهات وتصل إلي50 جنيها وهي الأسعار التي لا تناسب الأوضاع الحالية, وعن الفانوس المصري الصنع قال سيد بدوي إن الفانوس المصري اختفي تقريبا من الأسواق المصرية في رمضان لأن الفانوس الصيني يجذب الأطفال أكثر للحركة والضوء والصوت بينما الفانوس المصري يقف جامدا أمامهم رغم الزخرفة والطقوس والعادات التي تربطنا به لكننا مضطرون لشراء وبيع الصيني خاصة مع فانوس الثورة المستورد الذي زين بعلم مصر. وعن الزينة يقول سيد بدوي أنها أيضا حدث لها غزو من الصين ففرع الزينة المصري مصنوع يدويا من الورق ويصل سعره إلي4 جنيهات للفرع الواحد بينما الصيني يصل إلي7 جنيهات للفرع الواحد والفارق أنه مصنوع من البلاستيك الملون فقط وهو كذلك علي شكل علم مصر. الهلال أما أحمد رشدي(17 عاما) وهو يعمل بمحل للهدايا فيقول إن أسعار الفوانيس تبدأ من8 جنيهات لتصل إلي خمسين جنيها ولكن أغلبية الفوانيس صيني وهي التي تعتمد علي الصوت والضوء والحركة وهي التي يتشبث بها الأطفال جدا. ولكن للفانوس المصري زبونه مثلما أوضح رشدي لأن أغلبية الشباب يشترون الفانوس المصري الصنع والذي يضاء عن طريق الشمعة كهدية لخطيبتهم أو زوجاتهم, كما أن الموسم الماضي شهد رواجا كبيرا للفانوس المصري علي عكس الموسم الحالي الذي يشهد حالة من الكساد في سوق الفوانيس. وعن الزينة يقول رشدي إن فروع الزينة هي التي تلقي رواجا دائما لأن كل شوارع عابدين بالتأكيد لن تستغني عن مظاهر الفرح الرمضانية التي تبدأ بزينة رمضان التي يقوم شباب كل شارع وحارة في عابدين بالسهر عليها في ليلة رؤية الهلال سنويا التي بدأت أسعارها هذا العام من4 جنيهات للمصري و7 للصيني. الشعب يريد أما محمد شعبان أحد أشهر الخردواتية في عابدين والموسكي والذي توارث المهنة عن والده الذي فتح محلاته بعابدين والموسكي منذ عام1948 فيقول إن الفانوس الصيني هو الرابح الأكبر في الموسم الرمضاني فالفانوس المصري لا يمكن أن يصل للطفل وأحلامه أما الصيني يعتبر لعبة أما المصري فهو تحفة فنية لا يقدرها الطفل ولكن الكبار الذين تربوا علي أغنية حالو يا حالو بالفانوس ذو الشمعة هم الذين لازالوا متمسكين بالفانوس المصري, وأضاف أن الأطفال بعد الثورة أمسكوا بالفانوس الصيني الذي رسم عليه صور الشهداء وعلم وغنوا الشعب يريد بدلا من حالو يا حالو. هدية الثورة ويقول محمد سعد طه(34 عاما) إن الزينة المصرية بدأت تعود هذا العام بعد أن عاد الأطفال بتأثير الثورة في صناعة الزينة يدويا مرة أخري عن طريق الورق والبلاستيك. ويضيف سعد أن الفانوس المصري الذي كان يعتبر هدية المخطوبين والمتزوجين والشهير بالشمعة والزجاج تغير الآن الي فانوس الثورة والشهداء وخاصة بعد أن وضعت الصين هتافات الثورة كصوت للفانوس بدلا من أغاني رمضان.