فرط الزمالك في أول ثلاث نقاط في دور الثمانية دوري المجموعات لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري التي افتتح مبارياتها أمس السبت بالخسارة من تشيلسي الغاني3/2 في المواجهة التي أقيمت بينهما بالعاصمة أكرا. ليتأزم موقفه مبكرا في المجموعة ويصبح تأهله لدور الأربعة غير مضمون خاصة في ظل قوة منافسيه وطموحاتهم في حصد اللقب القاري الكبير خاصة مازيمبي الكونجولي والأهلي. خسر الزمالك مباراة تشيلسي برغم أنها كانت في متناول يديه والخروج بنقاطها لم يكن صعبا علي الإطلاق بصرف النظر عن قوة المنافس بدليل أنه نجح في التقدم مرتين الأولي في الدقيقة عن طريق عبد الله سيسيه والثانية في الدقيقة35 عن طريق نفس المهاجم البوركيني الذي أجاد بشكل كبير في أول لقاء رسمي له مع الزمالك منذ انضمامه من المصري البورسعيدي وأثبت أنه صفقة جيدة ومهمة للفريق. صحيح أن تشيلسي الغاني نجح في إدراك التعادل في كل مرة يتقدم فيها الزمالك بعدما رد علي الهدف الأول في الدقيقة22 عن طريق إيمانويل كلوتي ثم عاد نفس اللاعب ليتعادل في الدقيقة الثانية من الشوط الثاني مرة أخري لفريقه قبل أن يضيف بنفسه هدف الفوز في الدقيقة الأولي من الوقت الضائع إلا أن الزمالك كان بمقدوره العودة للقاهرة بنتيجة أفضل أو علي الأقل الحفاظ علي نقطة التعادل التي كانت في متناول يديه طوال فترات اللقاء. والمثير أن الزمالك ظهر طوال المبار اة وكأنه يواجه لاعبا فقط من تشيلسي هو إيمانويل كلوتي الذي فعل كل شيء في دفاعه بل وفي خط وسطه تحرك بحرية وراوغ بمهارة وسجل كلما أراد وصنع فرصا خطيرة وبرغم نجاحه في هز شباك عبد الواحد السيد ثلاث مرات فإنه كان بمقدوره أن يضاعفها علي الأقل. وإذا كان دفاع الزمالك إكتفي بالمشاهدة والمتابعة الصامتة بإيمانويل فإن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم يتدخل الجهاز الفني للحد من خطورة اللاعب بفرض رقابة صارمة عليه أو بمنع تحركاته أو حتي بتضييق مساحات لعبه سواء عن طريق لاعب وسط من الثلاثي المدافع أو بقلب دفاع.. والمحصلة أن الزمالك منح الفرصة للاعب ليكسبه ويجعل مهمته صعبة في التأهل والوصول للمربع الذهبي الغائب عنه منذ فترة طويلة. وبدأت المباراة بهجوم مكثف لتشيلسي الغاني كان أشبه بإنذار مبكر من لاعبيه للزمالك او تحديدا إيمانويل كلوتي الذي انفرد تماما بعبد الواحد السيد من الناحية اليسري بعدما راوغ أكثر من مدافع مستغلا سرعته الكبيرة وسدد كرة رائعة لحظة تقدم الحارس إرتطمت في القائم الأيسر لتضيع أولي الفرص الحقيقية في اللقاء. والمثير أن الهجمة الصادمة للزمالك والمرور السهل الميسور لإيمانويل كلوتي من مدافعي الزمالك لم يلفت نظر أحد من مدافعيه بل علي العكس منحوا اللاعب المزيد من الحرية لتنفيذ الكثير من الاختراقات التي كان أبرزها في الدقيقة الثامنة عندما مر بمهارة عالية ووصل لمرمي عبد الواحد السيد وسدد إلا أن الأخير أنقذها بعدما حاول الأول لعبها بشكل جمالي وبمهارة عالية وكأنه ينفذ ضربة جزاء. وتأتي الدقيقة22 لتشهد أول أهداف المباراة عندما مر إسلام عوض ومرر كرة بينية لعبد الله سيسييه الذي إنفرد تماما بحارس تشيلسي وسدد لحظة خروجه مسجلا هدف التقدم الأول للزمالك.. صحيح أن تشيلسي الغاني نجح في إدراك التعادل سريعا عن طريق إيمانويل كالوتي الذي تلقي عرضية أخطأها دفاع الزمالك وعبد الواحد السيد لتجد المهاجم الذي أودعها المرمي بسهولة مسجلا التعادل لفريقه.. إلا أن المنافس بدا مرتبكا بشكل كبير في الوقت الذي لم تكن جدية الزمالك في وسط الملعب عالية بدليل أن كل الكرات التي وصل فيها لاعبوه للثلث الدفاعي شكلت خطورة كبيرة علي مرمي بطل غانا. وكل المؤشرات كانت تؤكد أن الزمالك بمقدوره التسجيل من جديد في ظل الدفاع السييء والحارس المتواضع لحد ما وكانت اختراقات الدفاع سهلة جدا وتأتي بلا صعوبات علي الإطلاق وينجح أحمد جعفر في إرسال عرضية رغم سهولتها فإن المدافع أحمد آدم أخطأ في تشتيتها لتتهيأ أمام عبد الله سيسيه الذي لعبها برأسه مسجلا الهدف الثاني في الدقيقة35.. وبعد الهدف بثلاث دقائق تتهيأ إسلام عوض واحدة من أسهل الفرص بعدما إخترق حازم إمام من الناحية اليمني ووصل لمسافة قريبة من المرمي وبدلا من التسديد مرر لزميله علي حدود منطقة الجزاء سددها بلامبالاة شديد إرتطمت في الدفاع.. وكاد سالمون يسجل التعادل في الدقيقة45 عندما أطلق تسديدة قوية أنقذها عبد الواحد السيد باقتدار.. لينتهي الشوط الأول2-.1 ويبدأ الشوط الثاني بهجوم من تشيلسي ومثلما نجح إيمانول في نفس التوقيت من الشوط الأول في الانفراد فإنه كرر السيناريو في الشوط الثاني وكأنها جملة الفريق يحفظها عن ظهر قلب.. ولكن الفارق هذه المرة كان في قدرته علي التسديد والإنهاء الجيد عندما راوغ عبد الواحد السيد لحظة خروجه وسدد في المرمي بسهولة شديدة مسجلا هدف التعادل الثاني. وجاء الهدف الثاني ليضعف تماما من أداء الزمالك في الثلث الهجومي خاصة وأن الجهاز الفني كان سحب عبد الله سيسيه بين الشوطين ودفع بمحمد إبراهيم البعيد عن المباريات والغائب عن الفورمة فلم يكن له أي تأثير ثم من قبله قبل نهاية الشوط الأول كان أشرك محمد عبد الشافي غير الجاهز بدلا من إسلام عوض ليهتز التفاهم تماما بين اللاعبين في الثلثين الأوسط والهجومي للحد الذي فشل الزمالك في صناعة فرصة واحدة مؤثرة ثم زاد من الإرتباك مشاركة عمرو زكي بدلا من صبري رحيل ليعود محمد عبد الشافي لمركزه كمدافع أيسر. وتوالت المرات التي تعرض فيها عبد الواحد السيد للاختبارات الصعبة المؤثرة علي مرماه والتي أجاد التعامل معها وتألق فيها بشكل كبير أبرزها في الدقيقة38 عندما انفرد إبراهيما إيزاك به تماما وسدد كرة قوية أنقذها الحارس المخضرم بإقتدار.. وبعدها يتصدي لتسديدة قوية لو سكنت شباكه لما لامه أحد. وبقدر الأداء القوي لعبد الواحد السيد كان التراجع من دفاع الزمالك الذي فشل في كل الإختبارات التي تعرض لها خاصة مع معاناتهم من النقص البدني الكبير بالإضافة إلي البطء الشديد لقلبي الدفاع محمود فتح الله وهاني سعيد مما منح الفرصة سهلة لمهاجمي المنافس للإختراق دون صعوبة.. وتأتي الدقيقة46 ليتسلم إيزاك الكرة ويدخل منطقة الجزاء ويراوغ ويمرر لإيمانويل غير المراقب الذي يسدد دون معاناة داخل المرمي مسجلا الهدف الثالث والفوز لفريقه لينهي الحكم اللقاء بأول نصر لتشيلسي علي حساب الزمالك2/3 ويثبت أنه لن يفرط في التأهل بسهولة. دش ساخن من المعلم عقد حسن شحاتة المدير الفني للفريق الكروي الأول بنادي الزمالك جلسة مع لاعبيه في غرفة خلع الملابس عقب الهزيمة, وتحدث فيها عن الأخطاء الدفاعية وغياب الرقابة علي إيمانويل كلوتي مهاجم تشيلسي وأخطر لاعبيه. والذي حذر منه مدافعيه كثيرا قبل اللقاء. ونقل شحاتة إلي لاعبيه عدم علمه علي وجه التحديد سبب الانهيار الذي أصابهم في الشوط الثاني الذي تحولت فيه السيطرة كاملة إلي تشيلسي وغياب تام للتركيز وحالة الغرور التي أصابت لاعبيه مع عدم تنفيذ التعليمات. إسماعيل يوسف: لا أصدق الخسارة.. والأمل موجود.. والإصابة سبب تغيير سيسيه أكد إسماعيل يوسف, المدرب العام للفريق الكروي الأول بنادي الزمالك, أنه لا يصدق ما حدث في ستاد المباراة في شوطها الثاني, واهتزاز شباكه وخروجه مهزوما بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وقال إسماعيل يوسف: لا أصدق علي الإطلاق أن فريقنا خسر ثلاثة أهداف لهدفين.. سيطرنا علي اللقاء في شوطه الأول وسجلنا هدفين وقدمنا أفضل45 دقيقة ولكن ما حدث في الشوط الثاني أمر لا يصدق. وتابع المدرب العام: علينا أن ننسي ضياع النقاط الثلاث ونفكر في لقاء الأهلي المقبل في الجولة الثانية.. ويجب أن نتمسك بالأمل حتي الجولة الأخيرة, لأن المجموعة قوية جدا ولن تحسم إلا مع آخر مباراة. وأضاف المدرب العام: بالتأكيد أن هناك أخطاء سيتم تداركها في التدريبات المقبلة, مشيرا إلي أن الجهاز الفني سيعمل علي تلافيها قبل ملاقاة الأهلي. ولم يخف إسماعيل يوسف عند لقائه مع صحفيين غانيين ضيقه من النتيجة, وقال إن الزمالك كان يستحق علي الأقل الحصول علي نقطة التعادل إذا لم يخرج فائزا, وأرجع الخسارة إلي سوء التوفيق الذي لازم لاعبيه وساند الفريق الغاني, خاصة في الوقت المحتسب بدل الضائع الذي شهد تسجيل إيمانويل كلوتي لهدف الفوز.