اشتبكت قوات الأمن السودانية مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع مع طلبة يحتجون لليوم الرابع علي اجراءات تقشف مشددة عرضها وزير المالية بالتفصيل مساء أمس. وتسعي جماعات طلابية تقود مظاهرات في الخرطوم احتجاجا علي خطط خفض الانفاق الحكومي إلي تأجيج الغضب العام من ارتفاع الاسعار ليتحول الي حركة احتجاج أوسع تطيح بالرئيس عمر حسن البشير الذي يتولي السلطة منذ انقلاب عسكري عام.1989 ويعاني السودان من ارتفاع أسعار الغذاء وتراجع قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام مستحوذا علي نحو ثلاثة ارباع انتاج البلاد من البترول ذي الاهمية الحيوية لاقتصاد البلاد. لكن مظاهرات سابقة فشلت في اكتساب قوة دافعة كبيرة. وقال شاهدا عيان ان قوات الأمن المسلحة بالعصي أغلقت أمس طريقا رئيسيا وطاردت عشرات الطلاب في الشوارع المحيطة بجامعة الخرطوم. وقدر شاهد عيان ثالث عدد الطلبة المحتجين بالمئات. وكان الجو في المنطقة مشبعا برائحة الغاز المسيل للدموع. وقال شهود العيان: إن الطلبة المحتجين هتفوا الشعب يريد اسقاط النظام والقوا الحجارة علي الشرطة. ولم تدل الشرطة علي الفور بأي تعليق. وقال شاهدا عيان كل علي حدة ان الشرطة استخدمت ايضا الغاز المسيل للدموع والهراوات لفض مظاهرة ضمت زهاء400 طالب يرددون لا لا للغلاء في جامعة في ام درمان. من ناحيته أعلن علي محمود عبدالرسول وزير المالية والإقتصاد السوداني, حزمة من المعالجات والتدابير لتلافي الأثر الذي يمكن أن تحدثه الإجراءات الاقتصادية من ارتفاع في الأسعار وبعض الأثر علي القطاعات الإنتاجية. وأوضح الوزير في خطابه حول الموازنة المعدلة أمام البرلمان أمس, أن هذه المعالجات لتخفيف أثر الاصلاحات تتمثل في اعفاء الأدوية من الرسوم الجمركية, واعفاء الاعلاف وطلمبات المياه من الضريبة علي القيمة المضافة, وتخفيض الرسم الجمركي علي المكملات الغذائية من40% إلي25% وتخفيض الرسم الجمركي علي لبن البودرة من40% إلي25%,