يشكل المستوي التعليمي والاجتماعي للفرد عاملا مهما في تحديد اختياراته ومدي تفاعله مع قضايا الوطن, ففي منطقة المعادي كان هناك حرص شديد علي المشاركة في العملية الانتخابية مما أدي إلي تزايد أعداد الناخبين أمام اللجان واحدث تكدسا منه البعض علي أمل الرجوع في وقت لاحق من اليوم تكون الأعداد قلت أو يأتون في اليوم التالي, لكن الكل أتي للمشاركة, حاسمين أمرهم لمرشحهم ورغم التكدس لم تحدث أعمال شغب أو تأثير علي الناخبين بأي شكل, ورغم اختلافهم علي أسماء المرشحين إلا انهم اتفقوا علي رفض المرشحين المنتمين للتيارات الدينية. عادت عزة مطر(56 سنة) محاسبة من لجنتها وهي مستاءة وفي حالة غضب مؤكدة أنها لم تنتخب بسبب طول الطابور, حتي إنها حاولت مساعدة سيدة عجوز لا تستطيع السير للدخول إلي اللجنة إلا أن طابو كبار السن نفسه كان كبيرا ووقفت ساعتين ولم تنتخب, سألت عن سبب العطلة قالوا إن هناك مشكلة باللجنة ولم يوضحوها وانهم سيحلونها ولكني انتظرت ولم تنحل المشكلة, فقررت الذهاب والعودة في وقت لاحق من اليوم أو الخميس, وأشارت إلي أن هناك عددا كبيرا من المرشحين استلزم منها وقتا لسماع برامجهم ومتابعتهم علي الإنترنت, واختارت في النهاية د.عبد المنعم أبو الفتوح. دواع أمنية وفي طريقه إلي لجنته الانتخابية تحدث معنا سعد حسن(42 سنة) تاجر عربيات عن مخاوفه من أن يسيطر التيار الديني علي البلد, لابد أن نبعد في اختياراتنا عن أي تيار ديني, لأن لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة, لكي يستقر البلد, وأنا نازل أنتخب النهاردة من أول يوم لأن الغالبية سينتخب غدا لدواع امنية, وعن نفسي سوف أعطي صوتي لواحد من اثنين عملوا لسنين كثيرة في السياسة, حتي يرحمونا من كثرة الأحزاب, فهي ينطبق عليها المثل, ريسين في المركب تغرق. استخارة أما ياسر ويلي(40 سنة) فني إلكترونيات فقال وهو ايضا في طريقة للإدلاء بصوته أنه لم يحدد بعد المرشح الذي ينتخبه, وأنه سيعلم مرشحه عندما يقف أمام ورقة الانتخاب, لانه استخار الله وطلب منه ان يوضح له لمن يعطي صوته. رجل دولة ورغم عمره المتقدم أصر أسامة إسماعيل69 سنة علي المعاش أن يذهب منذ الصباح للإدلاء بصوته لكنه اشتكي من سوء التنظيم, ومن كثرة عدد الناخبين الزائد علي حجم اللجنة, ورغم عدم وجود مخالفات واضحة فإن هناك ملصقات لعدد من المرشحين علي باب وسور اللجنة, وهذا لا يصح, وقد استمعت لكل المرشحين واخترت رجلا أراه رجل دولة, وليس علي أساس طائفي يقوم بنهضة مصر لكي تصبح مثل دول النمور الأسيوية. عودة للميدان وفي طريق عودتها بعد الإدلاء بصوتها عبرت أحلام بدران(60 سنة) عن سعادتها بهذا اليوم, وأنه لا يوجد باللجان تأثير علي أحد ليختار أي ناخب, لكن أعداد الناخبين كثيرة, حتي كبار السن طبورهم طويل, ولفتت أحلام إلي أن المشكلة ترجع إلي ان برامج المرشحين جميعا متشابهة فقررت أن أختار بقلبي, وان جاء رئيس ضد مبادئ الثورة سوف نعود مرة أخري للميدان. أما نادية إبراهيم(60 سنة) ربة منزل أيضا فستذهب للانتخاب الخميس لأنها وجدت اللجان زحمة, وسوف تختار حمدين صباحي لأن برامج المرشحين غير مهمة الأهم هو طريقة التفكير, كما أنها اختارت بعد أن استبعدت من عمل مع النظام السابق أو وقف ضد الثورة.