عقب اعلان خبر وفاة الفنانة الكبيرة وردة عم الحزن والوجوم علي كل الوسط الفني في مصر مؤكدين انه برحيلها يسدل الستار علي عصر الكبار لتلحق بام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وعبد الحليم وفايزة احمد.. يقول الموسيقار محمد سلطان أن آخر تعاون بينهما كان أغنية شمس وبحر ونسمة شقية في فيلم لية يا دنيا مضيفا رحمها الله كانت صاحبة موهبة كبيرة وعظيمة وكانت من رموز الزمن الجميل وتركت خلفها رصيدا كبيرا من الأغاني الجميلة التي كتبها ولحنها لها كبار الشعراء والملحنين, واضاف سلطان لقد قدمت للفن الكثير وللأسف نفقد الكبار ولا يأتي من يخلفهم وهذا ما يزيد من حزني. ويقول الموسيقار حلمي بكر: تحدثت معها لآخر مرة بعد عودتها من رحلة العلاج الأخيرة في باريس, مع نجلها وكانت صحتها غير جيدة, حتي توفيت أمس بمفردها, ونحن ننتظر عودة ابنها من الجزائر حتي نقوم بتوديعها قبل نقل الجثمان للجزائر. وأضاف حلمي: جمعني بها مشوار فني طويل فهي أول من اكتشفني, وقدمتني للجمهور علي المسرح, ولحنت لها13 أغنية عاطفية, بالإضافة للأغاني الوطنية, فوردة مصرية القلب, والفن وظلمت كثيرا, ولم تأخذ حقها في التقدير, واتمني أن تحصل علي تكريم يناسب مشوارها الفني الطويل, فهي فنانة حساسة وطيبة القلب, ولم يكن لها أي مشاكل ولم تحمل ضغينة لاحد حتي حين غضب منها عبد الحليم وقت أغنية قارئة الفنجان, جمعتهما في جلسة وقال عنها حليم أنها رقيقة الصوت, والمشاعر, وقد عانت كثيرا من أجل الفن, ومنعت من الغناء ودخول مصر ثلاث مرات الأولي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, والثانية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات, والثالثة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك, لكنها ظلت متعلقة بمصر, وعادت لتعيش وتموت فيها. وقال الموسيقار هاني مهني جمعني بها عدد كبير من الأغاني بداية من العيون السود ومرورا ببلاش تفارق وأسمعوني وحتي بتونس بيك وجمعنا العمل من خلال عدد من الحفلات داخل مصر وبجميع الدول العربية فكانت صديقة جميلة ومطربة عظيمة و أحد بقايا زمن الفن الجميل, لقد حفرت لنفسها مكانا كبيرا في ثقافة ووجدان الشعب العربي كله وفنه وغنائه وباتت اغنياتها تراثا مهما. عبر المخرج الكبير جلال الشرقاوي عن حزنه الشديد وهو الذي قدم معها مسرحيتها الوحيدة تمر حنة علي مسرح عمر الخيام وقدم الالحان لها في ذلك الوقت المبدع بليغ حمدي رفيقها في ازهي اعمالها الفنية.. يقول الشرقاوي: كنت أنا والفنانة وردة أصدقاء وعلي اتصال دائم حتي فترة مرضها وسفرها الدائم, وأشعر بالحزن الشديد فمصر, والعالم العربي فقدوا صوتا اصيلا لفنانة لم تكن فقط عظيمة في الغناء, ولكنها كانت تتمتع بخلق طيب, وسماحة, وهدوء. وأضاف الشرقاوي: كان لي معها هي وزوجها السابق الموسيقار الراحل بليغ حمدي تجربة فريدة من نوعها, فقدمنا أوبريت تمر حنةعام1976, وشهد نجاحا كبيرا علي المستوي الفني, والجماهيري, واعتقد أن كثيرا من الفنانات إذا استثنينا الفنانة فيروز لم يجرؤن علي الوقوف مثلها علي خشبة المسرح لتقديم أوبريت24 لحنا بين الغناء الفردي, والثنائي, والاستعراضي. وعبر الشاعر الغنائي عوض بدوي عن حزنه الشديد لرحيل الفنانة القديرة وردة الجزائرية وقال كانت تمثل لي قيمة كبيرة بصوتها الرائع الجذاب وقد تعاونت معها من خلال ألبوم أنا ليا مين غيرك, وكتبت لها أغنية عدت سنة و لحنها وليد سعد وكنا نستعد لتسجيلها ولكن القدر لم يمهلنا فرحلت وتركت خلفها حزننا الكبير عليها ولكن عزاءنا في أعمالها الكبيرة التي سوف تخلدها. وعبرت الفنانة لبلبة بكلمات حزينة فقالت صديقة عمري ورفيقة رحلة وعشرة عمر, وقد كنت قاسما مشتركا لكل حفلاتها وحفلات عبد الحليم وكنت أقلدها في الحفلات فتبتسم بكل حب ولا تغضب أبدا. جمعنا فيلم حكايتي مع الزمان ولنا من خلاله عدد من الذكريات التي لن أنساها بدا, وأضافت لبلبة للأسف العظماء يرحلون ولا يأتي من يعوضنا غيابهم, لقد رحلت أم كلثوم وحليم وفريد الأطرش و فايزة أحمد وأحمد زكي ولحقت بهم الغالية وردة ونسأل الله الصبر علي رحيلهم جميعا.