في جلسة لم تستغرق أكثر من20 دقيقة, وغياب المتهمين, قررت محكمة جنايات بورسعيد, المنعقدة أمس بأكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة تأجيل محاكمة83 متهما, في أحداث'' مجزرة بورسعيد. التي راح ضحيتها73 مشجعا من أنصار النادي الأهلي في مباراة كرة القدم مع المصري البورسعيدي, إلي جلسات من9 إلي14 مايو الحالي, لسماع الشهود وفض الأحراز وسماع شهادة كبير الأطباء الشرعيين. كما قررت هيئة المحكمة برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد وعضوية المستشارين طارق جاد ومحمد عبدالكريم بحضور محمود الحنفاوي ومحمد الجميل وعبدالرءوف أبو زيد, رؤساء النيابة وقف البث التليفزيوني لوقائع الجلسات وطلبت إحضار الأجهزة الفنية المساعدة لمشاهدة الأسطوانات المدمجة, والتي تتضمن مشاهد وملابسات الواقعة. كانت المحكمة قد قررت تأجيل محاكمة المتهمين للتستماع لشهود الإثبات علي مدار أربعة أيام مع استمرار حبس المتهمين في القضية علي أن يتم استدعاء المتهمين المخلي سبيلهم علي ذمة القضية للحضور, إلا أن المتهمين لم يحضروا جلسة محاكمتهم بسبب الظروف الأمنية التي تشهدها البلاد. بدأت وقائع الجلسة في الساعة10.30 صباحا عقب اعتلاء هيئة المحكمة للمنصة, التي أكدت عدم استطاع الأجهزة الأمنية إحضار المتهمين من محبسهم للظروف الأمنية الأخيرة التي تشهدها البلاد ومنعت المحكمة دخول عدسات التصوير إلي القاعة.وضجت قاعة المحكمة بالصراخ والهتافات وتطورت إلي مشادات ومشاحنات بين أهالي المجني عليهم فور رؤيتهم دفاع المتهمين يدلفون إلي القاعة ووجهوا إليهم نقدا لاذعا لدفاعهم عن المتهمين, وصرخت فيهم إحدي السيدات قائلة'' المتهمين قتلة..كيف تدافعون عن السفاحين والمجرمين؟''. ووجه أحد المحامين عن المجني عليهم الحديث إلي المحكمة مبديا اعتراضه علي غياب المتهمين. وطالب بإيداعهم أحد السجون في القاهرة, مبررا طلبه بأن الحوادث التي منعت حضورهم وتشهدها البلاد مدبرة وبالتالي فهي قابلة للتكرار. وداعي ثلاثة محامين جدد عن المجني عليهم بمبلغ100 ألف وواحد جنيه, ضد كل من وزير الداخلية ومحافظ ومدير أمن بورسعيد, وطالبوا بإبداء طلباتهم التي لم يستكملوها في الجلسة السابقة. فيما طالب محامي أحد المتهمين بنقل المحاكمة إلي محافظة بورسعيد نظرا لتعذر حضورهم بسبب الظروف الأمنية. وخارج أسوار الأكاديمية خيمت اجواء الصمت والحزن وغابت الحشود الهائلة من شباب الالتراس الفنانين والأسر المتضامنة معهم التي أصرت علي الحضور في أول جلسة واقتصر الأمر علي عدد قليل من أسر المجني عليهم فقط والذين أكدوا أن علمهم بعدم حضور المتهمين في جلسة أمس وراء اختفاء الأعداد الكبيرة. وأمام الأكاديمية وقف والدا الشهيدين'' مهاب صالح'' و''أحمد فوزي'' وكل منهما يحمل صورة ابنه الذي راح ضمن عشرات من المجني عليهم في أحداث مذبحة بورسعيد. واقترب منا تسبقه عيناه مليئتبن بالدموع وهو ينظر إلي الأرض ويقول:'' مهاب21 سنة طالب بهندسة القاهرة وكان من ثوار25 ودائم الاشتراك في المظاهرات والأحداث التي تنادي بالحرية والعدالة وهو من شباب الالتراس وكان الأمن يعلم أنه'' ثورجي'' وحمل الأب الأجهزة الأمنية مسئولية الجريمة. وقال:'' مهاب ابني ذبح وأصحابه وهم يحملون أعلام النادي الأهلي مسالمين ولم يقذفوا حجرا أو زجاجة مولوتوف علي أي إنسان, وحسبي الله ونعم الوكيل''.