أنا مريض.. عنوان لكل من يريد أن يبتعد عن السفر خارج القاهرة أو إفساد لياليه في أوروبا ويخرج من حسابات الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول من حين إلي آخر. أنا مريض.. هي حجة اللاعبين إذا أرادوا الابتعاد عن سفريات المنتخب او رحلاته في مباريات ودية يرون انها لن تضيف لهم في الوقت الحالي. وهي ظاهرة اصبحت تهدد بقوة مستقبل استقرار المنتخب الوطني قبل خوضه التصفيات الافريقية المؤهلة الي نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل وتحتاج الي عقوبات رادعة حتي لا تتفشي كعدوي بين اللاعبين. بوب برادلي يواجه منذ توليه تدريب المنتخب الوطني خلفا لحسن شحاتة عبء الاعتذارات الوهمية عن اللعب مع الفراعنة في المواجهات الودية.. وبلغة ادق تعمد عدم الانتظام في المعسكرات بداعي الإصابة. وواجه برادلي هذه الظاهرة مع لاعبي الزمالك محمود عبدالرازق شيكابالا صانع الالعاب وعمرو زكي رأس الحربة. شيكابالا اصطدم مع برادلي قبل معسكر قطر في فبراير الماضي عندما غاب عن المعسكر ولم يحضر لاجراء الفحص الطبي لتأكيد أصابته واكتفي برسائل شفهية. وفي نهاية المطاف.. خاض المنتخب معسكره في قطر ولعب3 مباريات في مواجهة كينيا والنيجر والكونغو الديمقراطية.. فيما كان شيكابالا يتدرب بكل قوة لديه في القاهرة ليشارك مع الزمالك في لقاء يانج افريكانز بطل تنزانيا في دوري ابطال افريقيا وغفر له فيما بعد برادلي هذا التصرف ثم عاد المدرب الامريكي لاستبعاد اللاعب من قائمته المختارة في رحلة الامارات. وفي الساعات الماضية عاني المدرب الامريكي من عمرو زكي الذي تألق بصورة لافتة في لقاء الزمالك امام افريكا سبورت الايفواري في دوري ابطال افريقيا وانهي اللقاء سليما ثم اعتذر للجهاز الفني عن الوجود في رحلة الامارات بداعي الاصابة بثقب في الاذن. ولعمرو زكي العديد من تجارب الهروب من المنتخب الوطني دون اجراء الفحص الطبي معتمدا علي تقارير النادي ورسائله الشفهية الي الجهاز الفني والمثير في الامر انه مع بوب برادلي لم يرتد زكي قميص المنتخب علي الاطلاق منذ بدء المدرب الامريكي مهام منصبه رسميا في نوفمبر من العام الماضي قبل مواجهة البرازيل وديا في العاصمة القطرية الدوحة.. ووقتها اكد زكي اصابته برفقة الزمالك وعدم قدرته علي الانتظام في المعسكر ليتم استبعاده من بعثة المنتخب المغادرة الي العاصمة القطرية. وتكرر نفس السيناريو قبل معسكر المنتخب في السودان الشهر الماضي, حيث التقي اوغندا وتشاد في الخرطوم وفي فترة التجمع لم يحضر عمرو زكي الي المنتخب وابلغ الجهاز الفني بالاصابة وتم استبعاده ثم ظهر بعدها في مباريات الزمالك الودية وخلال التدريبات أيضا وتعد واقعة المعسكر الاماراتي هي الثالثة لزكي منذ قدوم بوب برادلي. وهي السبب في نفس الوقت في عدم مشاركة مهاجم الزمالك في اي لقاءات للفراعنة منذ بدء الاستعدادات لخوض تصفيات كأس الامم الافريقية المقبلة بالاضافة الي التصفيات المؤهلة الي نهائيات كأس العالم. والمتابع لعمرو زكي يجد ان لغز الاصابات الذي يلاحقه في روايات الاعتذار عن الانضمام الي المنتخب بدأ منذ صيف عام2010 وتحديدا منذ أن كان حسن شحاتة مديرا فنيا للمنتخب.. حيث اعتذر اللاعب بداعي الاصابة عن المشاركة في مباراة ودية امام الكونغو ليتم استبعاده من قبل شحاتة لفترة ليست بقصيرة.. بل ان الجهاز الفني السابق للمنتخب هاجم عمرو زكي بعنف في تلك الحقبة وأكد ان غيابه عن الفحص الطبي تحت اشراف احمد ماجد طبيب المنتخب وقتها يفتح الجدل حول امكان تعمده الهروب من المباريات غير المهمة. ومع بدء تصفيات المونديال في يونيو المقبل وهو شهر الراحة بالنسبة الي المحترفين في أوروبا.. يبرز اسم جديد في ظاهرة الاعتذار عن المنتخب تارة والهروب تارة اخري وبطل هذه السطور هو محمد زيدان(30 عاما) مهاجم ماينتس الالماني الذي يعتمد برادلي علي ورقة استدعائه خلال التصفيات المونديالية.. ولزيد ان باع طويل في الاعتذار عن عدم اللعب مع المنتخب الوطني خاصة في فترات الراحة التي يحصل عليها في أوروبا.. فلا احد ينسي له انه فضل قضاء راحة صيف عام2008 في ألمانياوالقاهرة رافضا تلبية استدعاء حسن شحاتة له للانضمام الي المنتخب الذي خاض وقتها4 مباريات في المرحلة الثانية للتصفيات الافريقية المؤهلة الي نهائيات كأس العالم وهي مباريات المتنخب مع الكونغو الديمقراطية ومالاوي وموريتانيا. واضطر حسن شحاتة لحفظ ماء وجهه الي ايقاف زيدان حتي نهاية المرحلة الثانية عقابا له علي هروبه من المنتخب.. والمثير انه ماكاد يصفح عنه في العام التالي2009 وخاض زيدان3 مباريات في تصفيات المونديال وكأس العالم للقارات في جنوب افريقيا حتي عاود الهروب وأغلق هاتفه المحمول في وجه الجهاز الفني ولم يرد علي قرار استدعائه لملاقاة غينيا وديا ثم رواندا في تصفيات المونديال.. وأدي المنتخب المباراتين دون زيدان ثم اخرجه المدير الفني من حساباته في لقاء زامبيا بالتصفيات المونديالية.. ليخرج زيدان بتصريحات يعتذر فيها ويطلب العفو من المدير الفني للانضمام الي المنتخب في لقائه مع الجزائر والذي كانت الآمال تتصاعد خلاله في احراز الفوز والصعود الي بطولة كأس العالم وعاد اللاعب ولكن لم يصعد المنتخب الي المونديال.. ووقتها كان زايدان عبر المقربين له يردد نغمة مروره بأزمة شخصية هي السبب. وبدا زيدان رحلة الهروب من المنتخب وهو لايزال فتي صاعدا في الدوري الدنماركي عام2004 عندما رفض استدعاء الايطالي ماركو نيا رديللي المدير الفني للمنتخب له وقتها للمشاركة في لقاء الكاميرون بتصفيات مونديال2006 وكان اللاعب يأمل وقتها في اكمال اجراءات حصوله علي الجنسية الدنماركية واللعب باسم المنتخب في البطولات الاوروبية. وعندما انتهي حلمه وظهر برفقة المنتخب الوطني مع حسن شحاتة عام2005 لم يستمر التزام زيدان سوي مباريات قليلة حتي جدد الهروب من المنتخب ولم يرد علي استدعاء الجهاز الفني له للانضمام الي القائمة التي كانت تستعد لخوض نهائيات كأس الامم الإفريقية عام2006 في القاهرة.. ووقتها اكتشف ان اللاعب فضل الحصول علي العطلة الشتوية له وسافر الي اسبانيا وغاب بالفعل عن المنتخب في البطولة القارية. وهناك نجوم كبار تراجعت أسهمهم لدي الجماهير ونشبت خلافات ضخمة لهم في المنتخب الوطني بسبب هذه الاعتذارات سواء المرضية اوالخاصة. وأبرز الاسماء التي دفعت الكثير من وراء هذه التصرفات هو أحمد حسام ميدو ومهاجم الزمالك حاليا.. والذي كان في أوج سنواته الكروية محترفا في أوروبا دائم الدخول في شبهات الهروب من المنتخب. فالسبب الرئيسي في تفجر خلافات ضخمة بينه وبين حسن شحاتة وظهور أزمة ثقة بينهما هي الاعتذارات المرضية التي برزت في فترات كان شحاتة مهددا فيها بالاقالة من منصبه.. ففي عام2005 اعتذر ميدو في أوج تألقه مع توتنهام هوتسبير الانجليزي عن رحلة المنتخب الي الكاميرون لمواجهة منتخبها في ختام التصفيات المونديالية بعد ضياع الاحلام المصرية.. وكان معروفا ان خسارة شحاتة للمباراة تعني اقالته من منصبه.. والمثير ان المنتخب تعادل مع الكاميرون بهدف لكل منهما وقدم عرضا قويا وأطاح بالاسود من المونديال.. وعفا شحاتة عن ميدو بعد تلك الواقعة. وفي فترة الاعداد لنهائيات كأس الامم الافريقية في غانا عام2008 خرج ميدو مهاجم ميد لسبره الانجليزي من الحسابات بداعي الاصابة ووقتها كان شحاتة مهددا بالاقالة واستقدام محمود الجوهري بدلا منه في حالة عدم الصعود الي دور الاربعة علي ادني تقدير.. وقبل ان يبدأ المنتخب مشواره في البطولة وبعد اعتماد القائمة لدي الاتحاد الافريقي فوجيء الجميع بميدو يشارك في مباريات ودية مع ميدلسبره لتجهيزه بدنيا وتعرض اللاعب وقتها لنقد لاذع.. ولميدو حادثة اخري مشابهة عام2004 ولكن مع الايطالي ماركو تارديلي المدير الفني عندما اهمل دعوة الاخير له للانضمام الي القائمة المختاره لمواجهة الكاميرون في تصفيات المونديال بداعي الإصابة ثم فوجئ به الجميع يشارك برفقة فريقه ايه اسي روما الايطالي في مباريات ودية في تلك الفترة.. وهناك نجوم كبار كانت لهم العديد من الاخطاء في رحلتهم الدولية مثل زكي وميدو وزيدان.. ويتصدر هؤلاء محمود عبدالرازق شيكابالا المستبعد حاليا من قبل بوب برادلي والذي بلغ عامه السادس والعشرين دون تحقيق انجازات دولية سوي الوجود في قائمة ال23 لاعبا التي حققت لقب كأس الامم الافريقية عام2010 شيكابالا له تجارب عديدة من تجاهل دعوات حسن شحاتة له في الفترة بين عامي2009 و2010 بداعي الاصابة لعلمه بعدم وجود فرصة له في اللعب اساسيا علي حساب محمد أبوتريكة ابرزها غيابه عن لقاءات ودية امام قطر والكونغو بداعي الاصابة.. وكان اللاعب يهمل الحضور الي مقر المنتخب للخضوع لفحوصات طبية. وهناك مجموعة أخطأت في حق المنتخب ومنها من حاول تدارك الاخطاء مثل حسام غالي كابتن الاهلي الحالي واحد العناصر الاساسية في المنتخب خلال آخر3 اعوام.. ولغالي تجربة مثيرة في الاعتذار عن المنتخب كانت قبل بدء منافسات كأس الامم الافريقية في غانا عام2008 فهو وقتها انتظم في المعسكر ضمن القائمة الاولية.. وكان يعاني من تجميده في فريقه توتنهام هو تسبير الانجليزي ثم اعتذار اللاعب عن الاستمرار في المنتخب بعد تلقيه عرضا للانتقال الي ديربي كاونتي الانجليزي في يناير2008 علي سبيل الاعارة.. ولم يعقب شحاتة سوي باخراج اللاعب من القائمة وظل غالي بعيدا عن المنتخب لعام كامل.. ولشحاتة ازمة شهيرة مع.. ركبة محمدبركات.. قبل اعتذار اللاعب دوليا او اخر عام2009 حيث تسببت رواية عدم قدرة بركات اللعب علي النجيل الصناعي في خروجه من حسابات شحاتة وإنقلابه عليه بعدما تغيب عن كأس الامم الافريقية عام2008 ومطلع التصفيات الافريقية المؤهلة الي نهائيات كأس العالم بعدها حتي تم الصلح الشهير بينهما في اغسطي2009 وعاد بركات للعب مع المنتخب في3 مباريات متتالية لم يوفق فيها الفراعنة في الفوز بتأشيرة الصعود الي نهائيات كأس العالم بألمانيا ليعلن بعدها اعتزاله الدولي.