لم يكن أحد يتوقع أن تتحول مدينة أسوان الهادئة إلي هذه الحالة من الغليان خلال48 ساعة فقط, بعد أن اجتاحت التعديات كل الخطوط الحمراء بداية من المساكن التي تستعد الدولة لتسليمها إلي المستحقين ونهاية بالشوارع الرئيسية التي التهمتها الأكشاك الخشبية وجميع الأرصفة والأسوار حتي دورات المياه العمومية ودون استثناء. المواطنون والأحزاب والائتلافات المختلفة أعلنت استياءها من سلبية المسئولين عن الأمن الذي اتهموه بالتخاذل خاصة أنه لم يفعل شيئا يذكر. وفي الوقت الذي تمسك فيه أصحاب الأكشاك بموقفهم, مؤكدين أنهم يعانون من البطالة وعلي الدولة أن توفر لهم البديل, فإن الأرقام الصادرة من محافظة أسوان تؤكد قيام مجموعات من الأهالي بالاستيلاء علي70 مسكنا من مساكن الإيواء العاجل بالصداقة القديمة و24 وحدة سكنية بعمارات الأسر الأولي بالرعاية بذات المنطقة, بالإضافة إلي200 مسكن بقرية الهلال الأحمر بالأعقاب بمركز أسوان وهي المساكن التي كانت مخصصة لمضاري السيول والأسر المقيمة بمناطق الانزلاقات الصخرية في مركز أسوان كما أن هناك تلويحا بالتوجه إلي مساكن الشباب بمنطقة الصداقة الجديدة. وقال مصطفي بالة منسق حركة كفاية بأسوان إن مايحدث في مدينة أسوان يعد استخفافا بسلطة الدولة بعد تراخي قبضة الأمن بشكل يثير الريبة ويدعو للتساؤل عن علاقة جهات أخري بالبلطجة والفوضي العارمة, مطالبا القيادات الأمنية بإثبات إخلاصها للثورة والوطن وتكاتف جميع الجهود ما بين طوائف المجتمع لمواجهة هذه الفوضي. وطالب محمد علي البصيلي سكرتير عام حزب الوفد بأسوان باستبعاد مدير أمن أسوان بسبب تقاعس الأمن وإهمال إدارة المنظومة بشكل عام, علي حد قوله, كما طالب بجل اللجان الشعبية غير العاملة منها وتغيير عدد من القائمين عليها الذين ثبت تقصيرهم. وأضاف أن الشارع الأسواني يتضرر من الفوضي المستباحة وظهور البلطجة وتعدد السرقات وقطع الطرق وتجارة المخدرات وانتشار الأسلحة النارية والبيضاء واصفا مايحدث بأنه مسلسل مفضوح للتخاذل الأمني. وقال محمد عبدالحميد الناشط بحركة كفاية إن ما يتم في أسوان جزء مما يحدث من فوضي عارمة علي مستوي مصر من أجل أهداف مخططة لزعزعة الاستقرار وطالب باستخدام سيف القانون لإزالة جميع التعديات سواء علي الأرصفة أو المساكن. وأشاد محمد صلاح عضو ائتلاف شباب أسوان إلي أن مدينة أسوان تعيش حالة من التعديات الرهيبة والمخططة لاغتصاب أراضي الدولة التي تمت حمايتها منذ سنوات طويلة, وقال إن هذه المهزلة لم تحدث من قبل, حتي في وقت الثورة والغريب والكلام علي لسانه أن هناك مجموعة كبيرة قامت باغتصاب أجمل المناطق الحيوية والسياحية وبناء أكشاك متساوية في المساحة وبطراز واحد يوحي بأنها عملية مخططة ومنظمة. وأكد طايع عثمان رئيس مدينة ومركز أسوان تحرير محاضر لجميع حالات التعدي واخطار مديرية الأمن بها من أجل الإسراع لإزالتها من خلال حملات تشارك فيها قوات الشرطة لإعادة الشيء إلي أصله وللأسف, والكلام علي لسان رئيس المدينة, لم ترد المديرية حتي الآن وهو ما أدي إلي تواصل التعدي وتفشي الفوضي في الشارع الأسواني. أسوان عز الدين عبدالعزيز