أهلي أهلي.. إلعب يا أهلاوي أهلي أهلي علي الفوز دايما ناوي انصرنا انصرنا.. يارب انصرنا إحنا مع الأهلي ووراه لأخر الدنيا هكذا كانت الاهازيج تهز أرض بورسعيد ما أن وطأت أقدامهم بورسعيد في طريقهم الي الاستاد حيث مقر متعتهم ومبلغ عشقهم وسر تجمعهم وإخلاصهم لنادي القرن. من هنا نكتب.. من حيث فتحت البوابات ليدخل التراس أهلاوي أوU.A.V وهو يحمل الكابو قائد فريق التشجيع فوق الأعناق ليؤازروا فريقهم. الطريق اليه كان مخيفا, فصور أنس ومحمد وما يزيد علي سبعين شهيدا كانت تحاصرنا في كل مكان, هنا كان يغنون.. هنا كانوا يهتفون.. كان اشتعال الشمروخ الاول ورفع ال ماسيدج لافتة وهاهنا كانت صرخة الهدف.. وبالقرب كان يحتسي أحدهم كوب المياه في انتظار صافرة البداية, وهنا وهناك.. تتلاطم الصور وتقترب رائحة الموت وتختلط الا هازيج بالصرخات ويشتعل المشهد وتتشابك اللقطات كلما اقتربنا.. الأهرام المسائي في استاد الموت.. فلاش باك الي يوم ما بطلوا يشجعوا!!.. عبر السطور التالية. هيص.. هكذا يلقبونه في بورسعيد, هو احد عشاق النادي المصري وكرة القدم وقدر له أن يكون من اصحاب الاحتياجات الاضافية لكن ذلك لم يمنعه من ممارسة متعته في التشجيع إلي أن أصبح أحد رموز استاد بورسعيد, والذي يصطحبنا في رحلة فلاش باك إلي موقع الحدث. البداية كانت دموية صادمة, فها نحن أمام بوابات مدرج الفريق الضيف الاهلي والتي هوت علي الارض وتناثرت حولها الدماء.. اقتربنا أكثر فبدا لنا الصوت واضحا تلك العيون الفزعة المرتعدة والصدور التي ضاقت بأنفاسها أمام البوابات المغلقة والموت خلفها يأتي سعيا فتشبثوا بالقضبان الحديدية وحاولوا نزعها ليستوقفهم بين الحين والآخر شهيد جديد يسقط أمامهم بعد أن يلقي به من أعلي مدرج الاهلي. أفقنا علي صيحة هيص وهو يطلب منا صعود سلم المدرج لنعبر من تحت البوابات ونخطو فوق اولي الدرجات لتختلط خطواتنا بدماء مازالت تصبغ حرارتها السلم صعودا وهبوطا, الي أن نصل الي مقاعد جمهور الأهلي فنستعيد هتافهم في التالتة شمال بنهد جبال وبأعلي صوت جايين بنشجع الابطال فريق كبير فريق عظيم أديله عمري وبرضه قليل, ونمر مع هيص الي السور الحديدي الملاصق لملعب المباراة فنستمع الي آخر ما هتف به ال كابو قبل ان تنطلق صافرة نهاية المباراة ونقترب من البوابات المفتوحة ونشاهد بعض البلطجية وهم قادمون وفي أيديهم ما يبدو وكأنه اسلحة بيضاء فنهرول الي ممرات غرف خلع الملابس ونقفز من الهوة التي صنعها بعض من حاول الهرب من المجزرة لنصل الي رواق طويل ينتهي بغرفة النادي الاهلي لاتزال الدماء تلطخه وصولا الي غرفة خلع الملابس التي أغلقت إعلانا لغلق هذا الملف المحزن. صوت آخر لم يكن للوجه الرائع المبتسم هيص هو صوت أحمد حنفي عامل الاستاد الذي يطلب منا الدخول الي مكتب مدير النادي والاستاد لنلتقي ب إبراهيم خليل فهيم المنسق العام للعلاقات العامة بالنادي المصري والذي بدأ حديثه معنا قائلا: أكاليل الزهور التي رأيتموها في قلب مدرج الموت وضعها اهالي بورسعيد حدادا علي روح الشهداء,واستطرد بالطبع ليس الآن بالوقت المناسب للحديث عن تبرئة أهل بورسعيد خاصة مع وجود تحقيقات لكن المسئولية واضحة وبعيدة كل البعد عن النادي المصري وادارته التي لاتتحمل علي الاطلاق مسئولية تأمين المباراة بدلا من أجهزة الأمن. لحظات والتقينا بأحد الوجوه البارزة في بورسعيد وهو حسين عبد البديع مستخلص جمركي وهو أحد الوجوه المألوفة لدي محبي النادي المصري والذي أكد أن بورسعيد وأهلها غير مسئولين عما حدث وإن كان الشعور بالذنب يكاد يقتل أهلها رجالا ونساء وشيوخا بعد ان حدثت تلك الفاجعة علي ارضهم,لكن الإعلام الرياضي يتحمل جزءا كبيرا من تلك المأساة التي يتعرض لها أهل بورسعيد والتي اقتربت من أن تماثل ما حدث لأبنائنا مشجعي النادي الاهلي بعد أن كادوا يتسببون في مايشبه الحرب الاهلية بين مواطني بورسعيد والقاهرة. استقبلنا عصام الزويريعضو مجلس ادارة النادي المصري السابق وعضو مجلس لجنة المسابقات باتحاد الكرة حاليا والذي عبر عن أسفه لما حدث علي ارض بورسعيد قائلا, استاد بورسعيد كان في بعض الأيام هو سبب البهجة والسعادة الوحيد علي هذه الارض بعد ان تعرض أهل هذه المدينة للظلم المتكرر علي يد النظام البائد, وأضاف بالطبع ليسوا أهل بورسعيد من قاموا بتلك الفاجعة وقد أثبتت التحقيقات الأولية تورط عدد كبير من البلطجية في الأحداث والافراج عن أهل بورسعيد الذين اتهموا ظلما في الأحداث وهو مايؤكد اقتراب ظهور براءة بورسعيد من دم أولادنا. اللواء محسن شتا مدير النادي المصري كان في انتظارنا علي باب مكتبه داخل مبني الاستاد ليبدأ حديثه عن يوم الحادث قائلا لم يكن أحد يتوقع أن يشهد ملعب بورسعيد أو أي ملعب كرة قدم ما حدث مهما بلغت تهديدات الألتراس المتبادلة أو حتي ساءت العلاقة بين الجماهير لكن الحدث والتعامل معه من قبل الأمن كان فوق توقعات الجميع, والحق يقال: إن النادي المصري لايتحمل أي جزء مما حدث لأبنائنا الشرفاء. أضاف شتا منذ عدة أسابيع التقينا رؤساء الاندية بعدد كبير من قيادات الألتراس علي مستوي الجمهورية وكان الاتفاق علي أن يسير الدوري المصري والتشجيع بما يليق بثورة يناير والمرحلة الجديدة التي تدخل إليها مصر أهل بورسعيد متهمون بأنهم المتسببون في الحادث فكيف تري ذلك؟ هكذا وجهنا اليه السؤال ليجيب بابتسامة عريضة مازحا ومتحدثا الي مراسل الأهرام المسائي محمد ياسين..طيب رد انت يا ابو لوجينا اهل بورسعيد يقتلوا ولادهم في بلد الغريب؟! وبإيماءة صغيرة نفي شتا هذا الاتهام قائلا أهل بورسعيد لديهم الخبرة في صد من يعتدي علي ارض الوطن وابنائه وشبابه ولم ولن يتحول في يوم من الأيام الي الاعتداء علي ابناء الوطن.