هكذا كانت الهتافات ترتفع امام منصة الإخوان في ميدان التحرير في ليلة التحضير لجمعة الغضب, الغضب الذي لم ينتظر صبيحة الجمعة لينفجر في وجه الجماعة التي دعت للاحتفال وعلت اصوات ميكروفونات منصتها تشدو ب ياحبيبتي يامصر, وبهتافات ايد واحدة الأهرام المسائي ترصد اجواء الاعتصام من قلب خيام التحرير في ليلة الغضب الثانية.. عبر السطور التالية: لم يكن أحد الموجودين يتوقع أن تستمر منصة الإخوان في الوجود بالميدان وسط اعتصام الغضب, خاصة بعد حديثهم عن ان حشد الاحتفال ينتهي بنهاية25 يناير2012, وهو الأمر الذي اثار حفيظة أغلبية الميدان علي أغلبية البرلمان التي اكتفت بعد تصريحاتها بتأمين بوابات مجلس الشعب فقط. وعلي الرغم من كل ما سبق.. استمرت منصة الإخوان المسلمين الذراع الدعوية لحزب الحرية والعدالة في إذاعة اغاني ياحبيتي يامصر.. وبرغم الامكانات الفنية التي تتمتع بها منصة الإخوان إلا أن رد الثوار كان أعلي صوتا حين هتفوا قول اتكلم.. السلطة لازم تتسل, فيأتي الرد من المنصة بهتاف ايد واحدة فيرد الميدان قول ما تخافشي المجلس لازم يمشي. وأمام الزخم في الميدان تحول المحتشدون فوق منصة الإخوان إلي كردون بشري لحماية المنصة من غضب الثوار والذي بدأ في الميدان قبيل فجر الجمعة.. وارتفع صوت المكبرات مرة أخري ياحبيبتي يامصر لتبدأ الاشتباكات بين المعتصمين ومنصة الإخوان. وفي ظل هذا المشهد اقتربنا أكثر من الكردون البشري حول المنصة لنتحدث إلي سيدة منقبة تقف منفردة امام المنصة وترفع لافتة كتبت عليها الإخوان المنافقون حماة المنصة.. شكلكم وحش اوي.. اغاني, احتفال, موسيقي, صوت عال وراه ضعف.. هو موش برضه صوت المرأة عورة؟ فاقتربنا أكثر لتقول الإخوان.. بانوا علي حقيقتهم, وأنا لم أكن اتوق منهم أن يكونوا دعاة الاحتفال والهتاف ضد رغبة الثوار الذين لولا نشاطهم لما كانت الثورة, بل وتناسوا دماء الشهداء الذين فتحت دماؤهم الطريق امام الجامعة للوصول إلي البرلمان. ايد واحدة.. ايد واحدة.. هكذا يستمر الهتاف وتستمر الاحتكاكات الفردية إلي أن يتجمع امام المنصة نحو ألفي معتصم ويرفعون الاحذية ليرددوا هتافا جديدا علي الميدان قائلين: اتنين ملهمش امان.. العسكر والإخوان, و اللي باعك في الميدان.. هايبيعك في البرلمان. وبعد أن تبدأ شرارات المعركة.. يتوقف الإخوان عن سيرة الاحتفال وتسكت المكبرات ويعود كل معتصم إلي خيمته في انتظار.. فصل جديد من سيرة فن المسيرة والغضب.