أعلن المشير محمد حسين طنطاوي, القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, تسليم سلطة التشريع والرقابة إلي مجلس الشعب المنتخب. كما أعلن عن التزام المجلس العسكري بتسليم السلطة في الموعد المحدد. معربا عن أمله وتطلعه لأن يقف رئيس الجمهورية المنتخب تحت قبة البرلمان ليؤدي القسم قبل نهاية يونيو المقبل, وسيتم تسليمه سلطة إدارة البلاد, ليعود الجيش إلي ثكناته ومهامه في الدفاع عن الوطن, وينشغل المجلس الأعلي للقوات المسلحة بمهمته الأصلية دون غيرها. وهنأ المشير طنطاوي في رسالة بعث بها إلي مجلس الشعب تلاها د. سعد الكتاتني, رئيس المجلس جميع النواب بثقة الشعب فيهم, في انتخابات نزيهة شارك فيها جموع المصريين بإقبال غير مسبوق شهد لها القاصي والداني بالنزاهة, وعبرت عن الإرادة الحرة للمصريين. وأكد طنطاوي أن أيادي المجلس العسكري ممدودة لاستكمال باقي مطالب الثورة ومبادئها في العيش الكريم, معربا عن تطلعه لاستكمال العسكري ما بدأه بإخلاص وشرف عبر انتخابات مجلس الشوري ليتسني لنواب الشعب مع نواب الشوري اختيار الجمعية التأسيسية لوضع دستور جديد يليق بمصر. وصفق النواب للبرقية بحرارة. في غضون ذلك, أعلن د. الكتاتني فوز د. أشرف ثابت مرشح الحزب السلفي بمقعد وكيل مجلس الشعب عن الفئات بعد حصوله علي429 صوتا, ومحمد عبدالعليم داود مرشح حزب الوفد علي مقعد العمال ب459 صوتا. وكان الكتاتني قد أكد عقب فوزه برئاسة البرلمان, كأول إخواني بعد حصوله علي399 صوتا مقابل89 لمنافسه عصام سلطان أن الثورة المصرية مستمرة, ولن يهدأ لنا بال حتي تستكمل الثورة كل أهدافها, ونقتص للشهداء بمحاكمات عادلة وفعالة وسريعة, ونعيد بناء مصر الجديدة الديمقراطية الدستورية. وقال: لن نخون الشهداء أبدا, ولن ننسي مصابي الثورة, وقدم الشكر للجيش المصري ووصفه ب العظيم, وللمجلس العسكري الذي أنجز وعده وأجري انتخابات حرة ونزيهة. في سياق متصل تعهدت الحكومة علي لسان وزيرها لشئون مجلسي الشعب والشوري والتنمية المحلية بالتعاون الكامل مع نواب البرلمان لحل مشكلات المواطنين, وإنجاز المصالح التي لا تحتمل التأجيل, وإنجاز الأجندة التشريعية. وقال الوزير في كلمته مساء أمس أمام المجلس إن الشعب اختار نوابه عبر انتخابات حرة ونزيهة, في عهد جديد تعلو فيه قيم الديمقراطية والحرية. وأضاف أن أنظار العالم تتطلع حاليا إلي برلمان الثورة بعد إشادته بثورة25 يناير, مؤكدا أهمية التوافق بين جميع فئات المجتمع للنهوض بمصر, وأن تكون مصلحة الوطن فوق أي اعتبار. يأتي ذلك في الوقت الذي توالت فيه ردود الأفعال الدولية المؤيدة والمهنئة بانعقاد برلمان الثورة, فقد هنأت كاترين أشتون المفوضة السامية للشئون الخارجية والأمن, مصر بانعقاد أولي جلسات البرلمان وانتخاب د. سعد الكتاتني رئيسا له. وأعربت أشتون في ختام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مساء أمس عن أملها في أن يعمل البرلمان الجديد من أجل تطبيق الإصلاحات الديمقراطية, لتلبية تطلعات الشعب المصري نحو نيل حقوقه الاجتماعية, وتحقيق التنمية الاقتصادية, والحصول علي حرياته الأساسية.