أثار إعلان الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية انسحابه من ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة ردود أفعال واسعة في الأوساط السياسية علي مواقع التواصل الاجتماعي. انطوت علي انقسام بين فريقين: أحدهما اعتبر ما أقدم عليه المرشح, الذي كان محتملا, خطوة لإحياء وتجديد الروح الثورية قبيل الذكري الأولي ل25 يناير, فيما استاء الفريق الآخر من انسحابه في ذلك التوقيت الذي اعتبروه غير مناسب, فهذا ليس وقت انسحابات, حسب قولهم. ولم يغب الفريق أحمد شفيق المرشح المحتمل للرئاسة عن إبداء رأيه في انسحاب منافسه وغريمه في حرب إعلامية اشتعلت بينهما منذ أيام ليست بعيدة, تبادل خلالها الطرفان الاتهامات, لكن شفيق عاد أمس ليؤكد في تصريحات له أن البرادعي كمرشح لرئاسة الجمهورية كان استمراره في ذلك السباق يعني إثراء المنافسة الانتخابية. ائتلاف الثورة رحب بالخطوة التي أقدم عليها البرادعي, وقال في بيان له علي ال فيسبوك أمس إن تلك الخطوة من شأنها إحياء الأمل في نفوس ثوار مصر ليستكملوا ثورتهم حتي النهاية, مشيرا إلي أن أغلبية الشباب يطمئنون إلي موقف الدكتور البرادعي ونظرته الثاقبة, عندما قال إنه سينزل الشارع مرة واحدة فقط وهو ما حدث يوم25 يناير الماضي, بحسب البيان.وقال حمدين صباحي المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة: إن د. البرادعي قيمة وطنية محترمة وإن أحدا لا يستطيع إنكار أهمية الدور الذي لعبه في معركة تغيير نظام مبارك الذي أضاف للكثير من الجهود التي سبقته وكان عاملا مهما أضاف زخما لمعركة التغيير. وأضاف حمدين: نتفق أو نختلف مع البرادعي في بعض المواقف والقضايا لكن في كل الأحوال هو محل احترام وتقدير.. وحول انسحابه من انتخابات الرئاسة قال صباحي: إننا قد نكون خسرنا البرادعي مرشحا لانتخابات الرئاسة, لكننا بالتأكيد سنكسبه في خدمة مصر ومستقبلها وصناعة نهضتها أيا كان موقعه. من جانبه اعتبر أبو العز الحريري المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة أن انسحاب د. البرادعي خطوة غير جيدة لكنها تعكس قراءة البرادعي للواقع السياسي بعد الانتخابات البرلمانية, وقال: إن البرادعي يعلم أن الواقع السياسي الجديد يكشف عن تحالف المجلس العسكري والنظام السابق ورجال الأعمال الذين مازالوا يسيطرون علي الحياة الاقتصادية بجانب السلفيين والإخوان وهي قوي لا يمكن التغلب عليها, مشيرا إلي أن هذه الانتخابات هي الأسوأ في تاريخ الحياة السياسية في مصر, حيث تم التصويت علي أساس طائفي وفازت بها قوي سياسية تلقت أموالا من الخارج, كما استخدمت فيها دعاوي دينية بشكل كبير وجاءت ببرلمان طائفي ليست له علاقة بالسياسة وليس علي خلفية مبادئ الثورة وأن فوز التيارات الدينية لما يأتي وفقا لبرامج دينية وإنما تصويت سياسي. وأوضح الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة والمرشح المحتمل للرئاسة أن قرار انسحاب البرادعي صدمة للضمير الوطني وصفعة للمجلس العسكري وسياساته وقبلة حياة, حسب وصفه علي صفحته علي تويتر. وقال الناشط السياسي وائل غنيم إن البرادعي كان يرفض بشدة انتخاب الرئيس قبل وضع الدستور, وغالبا ده السيناريو المتوقع, فأعتقد أنه فضل عدم الاستمرار وبشكل عام فإن قرار انسحابه يرجع لتقديره الشخصي ولا يستحق كل النقد ده, حسب قوله. في غضون ذلك أعرب عمرو موسي المرشح المحتمل للرئاسة, عن أسفه لانسحاب البرادعي من الترشح, وثمن دور البرادعي ومشاركته في التطورات التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة.وعبر في بيان له أمس عن ثقته في أن البرادعي سوف يواصل جهوده إلي جانب جهود كل المصريين الساعين إلي إعادة بناء البلاد. وفي رد فعل من الإخوان, أكد الدكتور محمد البلتاجي أمين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب أن انسحاب الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة من الانتخابات الرئاسية يخضم من حيوية وفاعلية المشهد الانتخابي والمشهد الثوري معا, قائلا: نتفق ونختلف مع مواقف البرادعي, لكن المؤكد أن وجوده كمرشح رئاسة محتمل أضاف كثيرا لزخم الثورة قبل وبعد25 يناير.2011