تعاني المستشفيات والوحدات الصحية بمحافظة سوهاج إهمالا شديدا في جميع القطاعات من تدني الخدمات.. ونقص الكوادر البشرية والفنية والأدوية.. رغم التصريحات المتكررة من جانب المسئولين بالمحافظة ووزارة الصحة عن التطوير.. إلا أن الشكاوي المتكررة من الأهالي والمرضي لا تنتهي. في البداية يقول عابدين عبدالحليم من أهالي دار السلام ان المستشفي المركزي بالمدينة يعاني من اهمال شديد يتمثل في النقص الشديد في الكوادر الطبية المدربة و الأقسام الطبية المتخصصة وقلة الأطباء والاستشاريين وهيئة التمريض والعمالة مما يجعل الأهالي يتكبدون العناء والسفر في رحلة البحث عن علاج خارج مدينة دار السلام وتمتد الرحلة لساعات يكون خلالها المريض ذاق طعم الموت. ويضيف عبدالحليم إن صرخات وأنين المرضي يسمعه كل من خارج المستشفي.. ونقص الأجهزة الطبية والتحاليل والأدوية. والتشخيص الخاطئ للمرضي يسبب حالة من الفوضي والازعاج للمترددين علي المستشفي الذي هو في حاجة لمستشفي وعلاج. ويؤكد رمضان أحمد محمد موظف إن جميع الأطباء بالمستشفي يهتمون بعياداتهم الخارجية ويقومون بتحويل جميع الحالات إلي المستشفيات العامة والمركزية بسوهاج الذي يبعد عن دار السلام اكثر من70 كيلو مترا مما يعرض المريض للموت. وأكد علي إسماعيل موظف أن المريض الداخل إلي مستشفي دار السلام المركزي مفقود والخارج منه مولود, خاصة أن المريض يشتري الدواء علي حسابه الخاص فضلا عن العنابر غير الصحية والمعاملة السيئة مما يضطر المريض إلي التوجه للعيادات الخاصة التي تمثل ارهاقا وعبئا ماديا علي البسطاء. يشير أشرف عجور من الأهالي إلي أن تردي الخدمة الصحية بقري دار السلام أصبح حقيقة لا تقبل الشك, الوحدات الصحية تحول بعضها إلي عيادات خاصة للأطباء العاملين بها وأصبح سكان القري محرومين من الخدمة الصحية رغم الملايين التي تنفق علي ما يسمي تطوير الوحدات الصحية وتحويل بعضها إلي مستشفيات قروية, إلا أن التطوير شمل المظهر دون الجوهر, بالإضافة إلي وجود العديد من الوحدات الصحية غير الصالحة للأستخدام ومنها الوحدة الصحية بقرية أولاد طوق التي صدر لها قرار ازالة منذ5 سنوات والآن تعمل داخل منزل أحد الأهالي. ويقول عبدالله فرغلي من الأهالي ان المرضي والمترددين علي يعانون أشد المعاناة بسبب الطفح المستمر لمياه المجاري التي اصبحت تحاصر المستشفي علي مرأي ومسمع من المسئولين بمديرية الصحة. ويوضح فؤاد عبدالسلام من أهالي القرية أن أوجه القصور كثيرة بمستشفي دار السلام فلا يوجد أخصائيون دائمون للجراحة والمسالك والعظام والباطنة والعناية المركزة والأشعة والتحاليل. مما يضطر المرضي إلي اللجوء للعيادات الخاصة, بالإضافة إلي عدم الاهتمام بالنظافة واصبحت العنابر مليئة بالقاذورات. ويقول زكريا أحمد موظف إن المستشفي خال تماما من اكياس الدم وفي حالة تعرض أي مواطن لحادث يضطر المريض لاصطحاب ذويه للتبرع بالدم لانقاذه من الموت. وطالب المسئولين بتزويد المستشفي بجميع الاخصائيين والأدوية واكياس الدم. ويتساءل طبيب رفض ذكر اسمه كيف يعمل الطبيب في هذا الجو المشحون داخل المستشفي, حيث يقوم الأهالي بالتعدي علي الأطباء والتمريض, وسبق اكثر من مرة التعدي عليهم مما أدي إلي قيام د. محمد عبدالعال وكيل وزارة الصحة بغلق المستشفي لمدة يومين بسبب الأحداث الدامية التي وقعت بين أهالي قريتي أولاد يحيي واولاد خليفة داخل المستشفي وتحطيم النوافذ والتعدي علي الأطباء. من جانبه اشار الدكتور محمد عبدالعال وكيل وزارة الصحة بالمحافظة إلي وجود عجز في بعض التخصصات علي مستوي المحافظة ونحاول تغطيته وسد العجز من خلال أنتداب أخصائيين من مستشفيات سوهاج العام وأخميم والبلينا إلي مستشفيات دار السلام المركزي. وأكد د. عبدالعال أن عدم توافر الأدوية بصفة مستمرة خلال الفترة الماضية يرجع للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد وقيام شركات الأدوية بعدم توريد الأدوية للمستشفيات والمديريات في مواعيدها المحددة نظرا للظروف الأمنية وخوفا من تعرضها للسطو والاستيلاء علي محتويات السيارات المحملة بالأدوية.