الأسبوع المنصرم كان حافلا بالأحداث الجسام.. الدماء عادت من جديد لتتصدر المشهد وتطغي علي ثورتنا السلمية المجيدة, وتسمح للمخربين والمندسين بتشويه كل صورها ومعانيها المشرقة, وإحراق أنبل تاريخنا, ومصدر عزتنا وريادتنا. تري أما آن لهذا العبث أن يتوقف, ولهيبة الدولة أن تعلو, ولأصوات المحرضين أن تخرس.. أما آن لصوت العقل أن ينتصر, وأن نتوحد معا لفترة وجيزة فقط حتي نكتشف ما يحيط بمصرنا الغالية من مؤامرات يحيكها خفافيش الظلام لإدخالنا في نفق مظلم من التشتت والفرقة. أين اختفي ثوارنا الأحرار؟ ولماذا تركوا الساحة للمخربين والمندسين بينهم ليشوهوا صورتهم؟ إن ما حدث في شارع مجلس الوزراء هو مؤامرة مفضوحة من قلة مندسة مازالت تسعي بكل ما أوتيت من قوة لجر البلاد إلي مستنقع من الفرقة يضرب العلاقة التاريخية بين الشعب وقواته المسلحة الباسلة في مقتل, ويفسح الساحة لأصحاب المؤامرات والأجندات الداخلية للعبث بمستقبلنا. ولن أكل أو أمل من المطالبة بضرورة التحلي بالهدوء ولو لفترة زمنية وجيزة, وقتها فقط سيتعري المخربون, وسنعرف من هو الطرف الثالث, ومن وراءه, ووقتها فقط سيعرف الجميع من هم الثوار الحقيقيون, وسيتضح الدور الرائع للمجلس العسكري في حماية الثورة فعلا وليس قولا.. فمن يحرق تاريخ مصر لا يمكن أن يكون ثائرا, وإنما مخرب يجب الضرب علي يديه بيد من حديد, ولو حدث ذلك ستعود الأمور إلي نصابها الطبيعي, وستسير عملية الانتقال للسلطة المدنية كما هو مخطط لها, كما سيعود الأمن إلي ربوع الوطن, وتدور عجلة الاقتصاد, ويعود مجلس الوزراء للانعقاد في مكانه الطبيعي, وكل ما أذكره ليس أحلاما, بل هو أمر يمكن حدوثه بكل سهولة لو صرفنا أذهاننا وآذاننا عن أصوات المخربين الساعين لهدم الوطن, سواء عبر التمويلات الخارجية, أو القنوات الفضائية المشبوهة التي تبث سمومها ليل نهار لإسقاط مصر بالشائعات والوقيعة. إننا بلد عريق يفوق في حضارته ونبله أكبر دول العالم تقدما, لكننا للأسف مازلنا غافلين عما يراد بنا من شر, ويحاك لنا من مؤامرات. ومع تقديري واحترامي لكل من يختلف مع المجلس العسكري, فإن الواقع والشواهد يؤكدان أن المجلس مازال, برغم كل الضغوط, يتحلي بأقصي درجات ضبط النفس, ويستمع جيدا, وينفذ كل ما يستطيع تنفيذه من أجل إرضاء الشعب, وطمأنته بأنه بالفعل غير طامع في السلطة, أو فرض وصايته علي أحد. ولقد بدأت النيابة العامة تحقيقات مكثفة لكشف الأيادي الخبيثة التي أشعلت معركة مجلس الوزراء, وعلينا أن نمهلها الفرصة لفضح كل المتورطين في سفك دم16 شهيدا جديدا, وإسقاط مئات المصابين من أنقي وأطهر شباب مصر. وعلينا أن نأخذ تحذيرات المجلس العسكري بوجود مؤامرة تحاك لافتعال ثورة جديدة في25 يناير المقبل عي محمل الجد, وأن نحطاط ونتكاتف لدرء الفتنة لأنها لو تمكنت من مصر فلن تخرج منها أبدا.. ووقتها لن يفيد الندم, فتري هل نحن فاعلون؟ هذا هو السؤال!