يتخذ معارضو الاتجاه النسوي ومهاجموه من الدين منطلقا لمهاجمة هذا الفكر واثبات خطورته علي المجتمع,ينطلق هؤلاء المهاجمين من نصوص دينية تحويها الكتب المقدسة ويستند السلفيون لنصوص من السنة النبوية وحكايات للسلف الصالح لاثبات ان المساواة بين الرجل والمرأة مخالفة للفطرة الانسانية ولصحيح الدين, وينسحب هذا علي كثير من معارضي هذا الاتجاه الفكري ومبادئه في الاديان السماوية الثلاثة بل وفي الاديان الوضعية كذلك, فالسلفية المسيحية لوجاز التعبير في كثير من طوائفها يري اصحابها سوي انسان ادني بحكم خلقته. هذا المنهج الفكري المضاد لحقوق المرأة باسم الدين تحاول الباحثة الايطالية ريناتا بيبيتشيليRenataPepicelli دحضه عبر كتابها الجديد الحركة النسوية في العالم الاسلامي بيبتشيلي الباحثة في قضاياالجندر النوع والاسلام ورئيسة قسم الابحاث في جامعة بولونيا تنطلق في كتابها من سؤال هل يمكنك ان تكوني مسلمة متدينة نسوية في الان ذات تسعي بيبتشيلي للتنقيب عن اجاباته عبر التنقيب في تاريخ المرأة في المجتمع الاسلامي,لتخلص الي ان الفكرة المسيطرة الخاصة بكون الاسلام ديانة بطريركيةابوية ذكورية ذات طابع متسلط انطلاقا من الكتاب الاسلامي المقدس القرآن الكريم هي فكرة خاطئة ومنافية للواقع, انما قامت المجتمعات الشرقية البطريركية بتشكيل المفاهيم المتعلقة بالنصوص الدينية المقدسة لصالح ترسيخ الطابع الذكوري المتسلط في المجتمع. تشن ريناتا في كتابها هجوما علي جماعة الاخوان المسلمين حاصرة هجومها في قضية الحجاب, في مقارنة بين وضع مصر الآن مقارنة بوضعها في الثلاثينيات والاربعينيات فيما يتعلق بحقوق المراة مشيرة الي ماقام به اتاتورك قائد الثورة العلمانية التركية التي اسقطت نهائيا الخلافة العثمانية من الغاء العمل بجميع القوانين المقيدة للمرأة وفرضه التخلص من الحجاب بقوة القانون فيما تسعي جماعة الاخوان المسلمين التي تحصر فيها ريناتا بيبيتشيلي جميع الحركات الدينية لاعادة فرض الحجاب بقوة الضغط الاجتماعي في مصر. في هذه المقارنة التي لفتت انتباه اجهزة الاعلام الغربية تتجاهل ريناتا كثيرا من التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي اسهمت في نشر مظاهر التدين الشكلاني في مصر, الا انها تمر بهذه النقطة بسرعة لتعود لتناول مايقدمه النص الديني متمثلا في القرآن من اعتراف بحقوق المرأة في المساواة بالرجل. كما تفرد المستشرقة الايطالية في كتابها فصلا لتناول مركزية قضية المرأة وحقوقها عند تناول وضع الديموقراطية وحقوق الانسان في دول العالم الاسلامي,حتي ان الدول التي يشكل المسلمون فيها اقليات, دوما مايكون وضع المراة فيها محل فحص ودراسة وينطلق الباحثون الغربيون دوما من فكرة ان الاسلام نفسه هو الذي يفرض تلك القيم الغير انسانية في التعامل مع المراة وهو ماتنفيه ريناتا في بحثها المطول في التاريخ الاسلامي والنصوص الدينية الاسلامية. وتلفت الباحثة التي تعد واحدة من اهم محرري دورية الفلسفة والسياسة الدولية الصادرة عن جامعة بولونيا الايطالية, الي ان هناك بالفعل حركة نسوية تنمو في العالم العربي خاصة في مصر ودول المشرق العربي الخليج استطاعت ان تجمع بين التمسك بالقيم المستمدة من الدين ومن الايمان بحقوق المرأة بحقها لتكون الاجابة عن السؤال الذي ابتدأت به كتابها هل بامكانك ان تكوني نسوية مسلمة؟ هي ثبوت امكانية الجمع بين الثوابت الدينية والافكار النسوية التحررية.