الاقبال الهائل على الجولة الاولى لانتخابات مجلس الشعب التى انطلقت أمس فى 9 محافظات وتختتم اليوم أثارت تساؤلات عديدة حول دوافع المشاركة من كل طوائف وفئات المجتمع. حيث تسابق الشباب والشيوخ والرجال والنساء على صناديق الاقتراع واصطفوا فى طوابير طويلة من أجل أداء الواجب الوطنى تجاه أول برلمان لثورة 25 يناير وقد أجمعت الآراء علي دور المسجد والكنيسة في حشد الناخبين للمشاركة بالمخالفة للقانون الذي يحظر توظيف الدين لأغراض سياسية, ورغم النفي الرسمي لصدور توجيهات بالتصويت لمصلحة هذا الفريق أو التيار السياسي فإن البعض أكد وقوع هذه المخالفات. الأهرام المسائي استطلع آراء الناخبين بشأن رؤيتهم لدور المسجد والكنيسة في توجيه أصوات المقترعين.. ورأي علماء الدين في خلط الدين بالسياسة. وكان حزب الوفد قد اتهم أمس حزب الحرية والعدالة والكنيسة بارتكاب ما أسماه تجاوزات صارخة تجاه أول انتخابات برلمانية بعد ثورة25 يناير. يقول السيد إبراهيم شرف موظف إن المسجد ليس له علاقة بالانتخابات وخلال الفترة السابقة كان التعامل في الشارع أقوي بين أغلب المرشحين ومحاولة الوصول للناس في أماكنهم بالمقاهي والمحلات التجارية وأحيانا البيوت لمن تسمح له ظروفه باستقبال المرشحين. وأشار إلي أن ميكرفون المسجد أداة مؤثرة وأغلب التوجيه كان بضرورة الحرص علي الذهاب للانتخابات وعدم التخلف عنها. وأوضح أن خطب الجمع السابقة حثت علي انتخاب الأصلح والملتزم بشكل عام بدون أسماء محددة أو لمصلحة كتلة ضد أخري. وكشف محمد عصام ضابط علي المعاش عن عقد ندوات في أغلب المناطق عقب الصلاة وتوزيع منشورات دعائية فقط غير أنه لم ير في حدود دائرته أن للمسجد تأثيرا علي أصوات الناخبين. ويري محمود عبدالحميد, مراجع حسابات بوزارة الصحة, أن هناك من استغل بعض المنابر بالمساجد للدعاية الانتخابية لمصلحة تيار معين علي حساب الآخرين وأيضا علمنا من زملائنا الأقباط أن هناك تنويهات بالمثل في بعض الكنائس بالتصويت للكتلة المصرية وللمصريين الأحرار. وقال إنني من خلال المناقشات التي نراها ليل نهار, وبالرغم من أن ابن عمي من المرشحين, فلن أنتخبه, وأري أن أغلب الأصوات تقتات علي أوجاع الثورة, ويدي منغمسة في العمل وأعلم أنه ليس بعيدا علي معدومي الضمير استغلال المساجد ستارا في الترويج والدعاية الانتخابية. ويقول علي رزق سيناريست إن أئمة المساجد ليس لهم دور لأنه حتي لو حرضوا لانتخاب تيار معين فإن الوعي الآن مختلف تماما والدولة تمر بحالة مخاض كبير والطفل الآن يسأل ويتمرد ويتحرر بقوة فما بالنا بمن تعدي السن القانونية للانتخاب. وأضاف أنه حتي من يجهل ثقافيا كيف يوجه بوصلته والذي كان يستحي سابقا أصبح يسأل المقربين والأصدقاء عن الأصلح. وأضاف رغم ذلك لا يمكن اغفال أن السلفيين لهم اتباعهم بالمساجد والمقتنعون بهم من أئمة المساجد, ولكن برغم الظاهرة الايجابية من كثرة المرشحين وبرغم أنها تفتت الأصوات فهذا يخدم المنظمين والصادقين والأنفع للناس طال الوقت أو قصر سيصل إليهم وبهم. ويري رءوف شلبي أنه لاشك أن هناك آباء بالكنائس توجه بالانتخاب وضرورة إبداء الرأي وإعلانه بوضوح. وأضاف أننا كلنا مصريون وهناك مرشحون أقباط لا يوفون بوعودهم كما حدث في الانتخابات البرلمانية السابقة في أكثر من دائرة فهذا عرف انتخابي وفي النهاية المواطن يري من الأصلح والصادق ويتكاتف خلفه. لكن ماذا يقول علماء الدين في هذه القضية: الإجابة علي لسان الدكتور علوي أمين خليل أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر حيث يقول إن استغلال المنبر أو المسجد خارج الدعوة لأغراض سياسية أو دنيوية زائلة عمل لا يتقبله الله.