ما بين التحرير والعباسية وحكومة الجنزوري وحكومة الميدان تسود الانقسامات وحدة الصف, الأمر الذي يهدد الانتخابات البرلمانية التي تبدأ غدا, حيث تنعكس تلك الانقسامات, بالإضافة إلي استمرار المظاهرات وأعمال العنف بالتحرير. الأمر الذي يجعل الدوائر في تلك المنطقة صعبة المنال, خاصة أن بعض رموز الأحزاب والقوي السياسية مشاركون في التحرير والعباسية بين مؤيد ومعارض لحكومة الجنزوري. في البداية قال المستشار أحمد مكي, نائب رئيس محكمة النقض السابق, إن الاضطرابات الموجودة علي الساحة السياسية سوف تؤثر سلبا علي العملية الانتخابية في ظل عدم استقرار الأوضاع. كما أن هناك دوائر مثل قصر النيل وعابدين أو لجان التحرير تتجه الأنظار نحوها وسيكون من الصعب الاقتراب منها في ظل تخوف المواطنين من أن يطولهم العنف الموجود بالميدان. ومن جانبه, يري السفير إبراهيم المنيسي, رئيس هيئة رعاية المصريين بالخارج تحت التأسيس, أن الأجواء التي تشهدها مصر حاليا غير مناسبة لإجراء الانتخابات التي تحتاج إلي توافر الأمن والاستقرار. بينما أعرب أحمد السكري, عضو اتحاد شباب الثورة, عن قلقه من تلك الظروف المتوترة والعصبية التي سوف تؤدي إلي عزوف المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم. وأوضح دكتور شوقي السيد, أستاذ القانون الدستوري, أن حكومة الإنقاذ الوطني يقع علي عاتقها مسئولية تضامنية ضخمة وعليها أن تتحمل ذلك في تلك الفترة العصيبة, لذا لابد من أن توفر الأمن والاستقرار وتحقق المطالب حتي يشارك جميع أطياف الشعب في الانتخابات. وشدد دكتور عصام العريان, نائب رئيس حزب الحرية والعدالة, علي أن أهم ما تطلبه البلاد في تلك الفترة العصيبة هو تأمين إجراء الانتخابات البرلمانية وليس الفوضي التي يشهدها الشارع السياسي الآن, وأنه لابد أن تتمتع الحكومة الجديدة بالنظرة الثاقبة لمواجهة الانهيار الخطير في الاقتصاد القومي.