لم تكن بداية المشوار الافريقي للنادي الأهلي موفقة بالمرة.. ولن تكون مرضية بأي حال من الأحوال إلا إذا عوض خسارته أمام الجانرز بطل زيمبابوي بهدف دون رد في مباراة الذهاب إلي فوز كبير في لقاء العودة أحد الأيام الثلاثة الأولي من أبريل المقبل.. فالأداء لم يكن مقنعا والنتيجة أيضا.. هكذا كان رأي حسام البدري المدير الفني للفريق عندما تكفل بانتقاد فريقه قبل أن ينتقده الآخرون ويكشف أسباب الخسارة غير المتوقعة أمام فريق ليس بالقوي. وكان البدري أكثر شفافية وصراحة عندما حدد مواطن الخلل في الفريق الأحمر والتي وضعته في موقف لا يحسد عليه وبالتحديد في الشوط الأول وأوجزها في وقوع الفريق في أخطاء هجومية من الدرجة الأولي مكنت أصحاب الأرض من التحرر والتحول إلي الهجوم بعد أن وجدوا سهولة في اختراق الدفاع واستغلال المساحات بين المدافعين.. إلي جانب عدم قيام أغلب اللاعبين بالواجبات المطلوبة منهم وقت أن كان بطل زيمبابوي يقترب رويدا رويدا من مرمي اكرامي. وفرق البدري في تقيميه بين ما حدث في الشوط الأول.. وما دار في الثاني.. وقال ان متعب وفضل لم يمارسا أي ضغط علي دفاعات الجارنرز في الوشط الأول لاجبار المدافعين ولاعبي الوسط علي البقاء متأخرين.. وبمرور الوقت شعر الفريق المضيف بأنه من السهل علي لاعبيه التحرك والتقدم وشن الهجمات وهو ما حدث بالفعل واثمر عن هدف في وقت غابت فيه فرص الأهلي المؤثر في هذا الشوط وظلت المحاولات بلا خطورة.. أما في الشوط الثاني فاختلف الوضع كثيرا بعد مشاركة محمد بركات وأبوتريكة لكن سوء الحظ حال دون احراز التعادل. والتمس البدري العذر لنفسه عندما أخر الدفع بمحمد بركات وأبوتريكة إلي الشوط الثاني لأن الأول تأثر بإصابة طفيفة وكان من الأفضل عدم مشاركته من البداية في ظل الحماس الكبير من الفريق المضيف.. كما أن محمد أبوتريكة لم يعد لمستواه المعهود منذ عودته من الإصابة ومازال في حاجة إلي وقت كي يستعيد خطورته. وخفف المدير الفني للأهلي من حالة الإحباط التي تسيطر علي فريقه وجماهيره علي حد سواء بسبب الخسارة وقال انه من الوارد السقوط خارج الأرض بهدف وهي نتيجة يسهل تعويضها قياسا بالمستوي الذي ظهر به الأهلي في الشوط الثاني والذي دفع الجانرز للانكماش وسط ملعبه خشية التعرض لهدف, معني هذا أن الوضع سيختلف في الشكل والمضمون في مباراة القاهرة. وانتقل البدري للكلام عن الدوري الممتار وما يشهده من نتائج وصراع محموم وقال انه لا يهتم بنتائج منافسيه لأنه مطالب بأن يفوز في جميع مبارياته حتي تكون صدارته للمسابقة المحلية في مأمن عن ملاحقيه مشيرا إلي أن الفوز علي انبي ضروري جدا كي يضيف ثلاث نقاط جديدة إلي رصيده. هكذا كان تقييم البدري للقاء وما دار فيه.. أما أحمد ناجي مدرب حراس المرمي فكان أكثر هدوءا في تعامله مع النتيجة التي وصفها بأن من السهل تعويضها في القاهرة مؤكدا أن ما يشغله الآن هو مركز حراسة المرمي في النادي الأهلي الذي تأثر بعد هذا المباراة علي خلفية إصابة شريف إكرامي ويحتاج للعلاج ثلاثة أسابيع وهي مدة سيلعب فيها الأهلي أكثر من ثلاث مباريات محلية إلي جانب مباراة العودة مع الجانرز ولن يلحق بها بطبيعة الحال. ورفض ناجي مجرد الدفاع عن وجهة نظره في الدفع بشريف إكرامي في المباريات الأخيرة بالدوري في ظل وقوعه في اخطاء وقال انه لا يوجد حارس بدون اخطاء ولابد أن يحصل إكرامي علي فرصته كاملة.. مشددا علي أن مهمته الحقيقية تكمن في أن يكون للأهلي حارسان أساسيان وليس حارسا أساسيا وآخر بديل لأن الأهلي لابد أن يتعلم من دروس الماضي.. ولابد أن يكون الحراس علي درجة استعداد تام تحت أي ظروف وفي أي وقت. وبعيدا عن كلام ناجي وموقف حراس مرمي الأهلي من المقرر أن تصل بعثة الأهلي إلي القاهرة صباح اليوم بمشيئة الله قادمة من العاصمة الزيمبابوية هراري بعد أن أدي الفريق مباراة الذهاب بدور ال32 ببطولة افريقيا للأندية أبطال الدوري أمام الجانرز وخسر بهدف. وغادرت البعثة هراري إلي مطار جوهانسبرج بجنوب افريقيا ومنه إلي القاهرة وامضت12 ساعة تقريبا في طريق العودة.. وكان في وداعها أعضاء السفارة المصرية بقيادة السفير جميل فايد. وكان الجهاز الفني للفريق أغلق ملف البطولة الافريقية مؤقتا لتخطي حالة الاحباط التي تعرض لها الفريق بعد الخسارة في بداية المشوار الافريقي.. وحرص علي إقامة مران خفيف بدون كرة في حديقة الفندق قبل مغادرة زيمبابوي بساعات استعدادا للقاء إنبي يوم الخميس المقبل ضمن مباريات الجولة23 بالدوري الممتاز وشارك فيه جميع اللاعبين عدا المصابين شريف إكرامي وأحمد شكري والأول سيغيب لمدة تتراوح بين أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع بسبب الإصابة في العضلة الضامة بينما يحتاج الثاني لراحة من كدمة في القدم. في المقابل عمت الفرحة جماهير الكرة الزيمبابوية وتعاملت الصحف اليومية هنا مع نتيجة المباراة علي أنها إنجاز يحسب لفريق الجانرز حديث العهد بالبطولات الإفريقية وأفرد صحيفة الصنداي ميل في صدر صفحاتها الرياضية صورة كبيرة للخطأ الذي ارتكبه أحمد علي وتسبب في هدف المباراة الوحيد وعنونت الصحيفة مقالها ب سقوط الأهلي.