أحكم شباب الثورة سيطرتهم علي ميدان التحرير وعلي جميع الشوارع الجانبية بعد انسحاب قوات الشرطة والجيش من ميدان التحرير مساء أمس. وانتشر الالاف من الشباب الذين يصل عددهم إلي15 ألف شاب من مختلف التيارات والاتجاهات السياسية. وحدثت حالة من الكر والفر بين قوات الشرطة والمتظاهرين استمرت لعدة ساعات استخدمت فيها الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والخرطوش من أجل ابعاد الشباب عن مبني وزارة الداخلية الذين تمركزوا في شارع محمد محمود القريب من مبني وزارة الداخلية وأغلقت المحال المجاورة لميدان التحرير وأصبحت الشوارع الجانبية شبه مظلمة بعد اطفاء أعمدة الإنارة في الشوارع الجانبية لوزارة الداخلية. وطالب المتظاهرون المجلس العسكري بتحديد جدول زمني لتسليم السلطة لاجراء الانتخابات الرئاسية لانهاء المرحلة الانتقالية. وشهد ميدان التحرير وجودا مكثفا من الشباب اليساريين وبعض السلفيين انصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذين أعلنوا اعتصامهم في ميدان التحرير حتي يتم وضع جدول زمني لتسليم السلطة. وقال الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إنه جاء إلي ميدان التحرير مساء أمس من أجل التأكيد أن الموجودين في الميدان ثوار شرفاء وليسوا بلطجية كما يدعي التليفزيون الرسمي علي حد قوله وأضاف العوا أنه يجب علي المجلس العسكري وضع جدول زمني لتسليم السلطة في مصر لانهاء المرحلة الانتقالية, مؤكدا أنه لايوجد فرق في أرض مصر بين المسلمين والأقباط لاننا جميعا مصريون.. وحاول بعض الشباب اليساريين طرد العوا من أرض الميدان وقاموا بالهتاف ضده ولكن استطاع الشباب الإسلامي وبعض انصار العوا حمايته وقاموا بحمله علي الاكتفاف وقاموا بترديد هتافات مؤيدة له. وطالب العوا خلال كلمته بميدان التحرير بإقالة وزير الداخلية علي الفور لانه سمح بفض اعتصام الشباب بالقوة وذلك أدي إلي إصابة المئات منهم. وأضاف العوا أنه يجب الإفراج الفوري عن المصابين الذين تم اعتقالهم في المستشفيات بعد اصابتهم في ميدان التحرير. الداخلية: هناك جهات تفتعل الفوضي والبلبلة قال اللواء سامي سيدهم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن إن هناك بعض الجهات ترغب في افتعال الفوضي والبلبلة في البلاد لأغراض معروفة ومنها تأخير العملية الانتخابية. وقال سيدهم في تصريح للتليفزيون المصري أمس السبت إن الامور تطورت في ميدان التحرير وذلك بسبب وجود أشخاص ترغب في افتعال الفوضي والبلبلة, متسائلا عن علاقة الثورة بتخريب واشعال النيران بسيارات الأمن, والاحتكاكات بالامن والمارة. وردا علي الاتهامات بشأن تعامل الشرطة مع المتظاهرين بعنف مفرط أثناء فض الاعتصام قال سيدهم إن ما يحدث في ميدان التحرير حاليا هو أبلغ رد علي هذه الاتهامات, مضيفا أنه لا توجد أي مبررات لاحراق أو إتلاف المال العام. وأضاف اللواء سيدهم أن قوات الأمن تحدثت مع الموجودين في الميدان وقدمت لهم النصح أكثر من مرة وتم ضبط النفس لاقصي الدرجات. وبشأن قدرة وزارة الداخلية في ظل هذه الاجواء علي تأمين الانتخابات المقبلة, قال مساعد وزير الداخلية إن الانتخابات مؤمنة تأمينا شاملا لكل اللجان, ولن نسمح لأي شخص بإحداث فوضي أمام أي لجنة انتخابية وسوف نقابله بمنتهي الحسم والحزم. وأكد اللواء سيدهم أن وزارة الداخلية تقوم يوميا بحملات للقبض علي البلطجية والبؤر الاجرامية, إلا أنه وصف ما يحدث حاليا في ميدان التحرير بالانفلات الأخلاقي.